ما الفرق بين مصطفى سلمى، وبابا السيد؟. بقلم ياسين الصحراوي طباعة
الأخبار - مشاركات


اثارت قضية الشرطي المصطفى زوبعة كبيرة وصارت حديث الصباح و المساء على جميع المستويات الشعبي منها و الرسمي وتدفق حبر المثقفين و الكتاب في تحليل هذ ه القضية و تاثيراتها على مسار القضية الوطنية . ليس المصطفى اول من تراجع او خان ولن يكون الاخير طبعاولنا في ممثل البوليساريو في فرنسا خلال سنوات التسعينيات افضل مثال... الم يتوجه هذا الممثل الى كندا طالبا اللجوء السياسي بحجة ان حياته في خطر؟ . واتهم البوليساريو بالفساد و الارهاب ونشر المقالات التي تشوه الجبهة و النظام الصحراوي في اشهر الصحف و الجرائد العالمية ونتج عن ذلك ان قطعت كندا دعم اللاجيئين الصحراوين الى يومنا هذا و اختفت مادة الدقيق الكندي المشهورة .

 

الغريب هو ان يعود هذا الممثل من الباب الرسمي للكتابة العامة ويتم تكليفه بمهام رسمية لدى رئاسة الدولة وخلال الصيف الماضي تم تكريمه لحصوله على شهادة دكتوراه واقيم حفل التكريم في مقر الرئاسة وبحضور رئيس الدولة الذي أشاد بهذه الشهادة وبصاحبها ووصفها بانها مفخرة لكل صحراوي وطني...

اذن، لماذا لم يتحرك ولم يتكلم احد عن حالة الممثل السابق في باريس ولماذا كثر الضجيج و النعيق في حالة الشرطي الخائن ما الفرق بينهما ؟

اننا نتعامل مع هكذا قضايا حسب توجيه النظام لنا فهو يبرز القضية التي يريد ليلهينا عن ماهو اعظم كما انه يلبس من يريد عباءة المناضل مهما كانت خيانته و نتائجها .

ما اريد قوله هو ان تخطي القيادة فهذا أمر عادي وليس غريب ولا عجيب فالخطأ هو سيمتها و منهجها لكن ان يخطي المثقفون الذين نرجو منهم التصحيح فتلك هي الطامة الكبرى وفي تعامل طبقة المثقفين مع قضية المصطفى أخطاء كثيرة اولها الانجرار وراء اطروحات النظام وفي نفس الوقت يشارك هولاء المثقفون في حفل تكريم الممثل السابق و الذي وصلت نتائج خيانته الى قطع لقمة العيش عن اللاجئين، ادقيق فرينا الحر من كندا...

حقيقة الامر اننا نعلم مسبقا ان محاكمة المصطفى غير واردة بالنسبة للقيادة وليس من مصلحتها ان يقف اي كان امام الراي العام الدولي ليفضح ما خفى من حقائق لايعلمها الا قاطني المخيمات وهم عليها صابرون محتسبون خصوصا انه كان من المحتمل حضور محامين اجانب للدفاع عن الشرطي ومنظمات حقوقية دولية...

اذن الامر كله مسرحية، ربح النظام منها بعض الوقت، وقد تكون المنظمات الصديقة التي طالبت باطلاق سراح الشرطي قد دفعت الفدية للقيادة مثلما دفعها بعض من اطلق له سراح الأسرى المغاربة...

وفقكم الله.

عن المستقبل الصحراوي بتصرف

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit