نم هنيئا يالخليل. بقلم بابا احمد بوصولة. طباعة
الأخبار - مشاركات

لتتوقف الخطابات وللتعالى الزغاريد إجلالا  للفقيد الخليل سيدي أمحمد، لابن الشعب الحق ورائد الوفاء والعهد والصمود. ولتبكيه القلوب، إذ أن سخاء دمع العيون في حقه لا يكفي، بل قليل وهو الذي سخى بكل حياته من أجل الشعب والوطن.
عرفناه رفيقا وأخا وسائسا فذا، ما ابتغى عن ظهران شعبه مكانة وموقعا. كان للشهامة والاخلاق ركيزة، وللصدق والمواقف سيفا في نصرة الضعفاء و جمع الشعب على الكلمة الواحدة، يذود عن مكاسبه وطموحاته، فحمل رسالة

الكفاح وأدى الأمانة أحسن أداء، فإن لم ينصفه رفاقه وهو بينهم، فلقد أنصفه  الشعب والتاريخ بأنه كان حكيم الثورة وزعيمها، مناضل الجماهير وقائدها في أحلك الظروف وأشدها، مستمرا في نهجه الثوري محاربا التشرذم مقوما ما استطاع من المسار التحرري.
لقد عرفناه مترفعا عن كل ما لا يخدم الوطن، صبورا بسيطا بساطة شعبه الكادح، لا ولائم هناك في مقر ولايته ولا بذخ ولا ترف، عيشه زهيد في مكوناته غني في رسالته لباقي الولاة والحكام، حتى أن خيمته لتواضعها تكاد لا تعرف بين الخيام، ولثامه مختصر النسيج، اختصار فكره للدنيا، فقيمة زخرفها بالنسبة إليه حثالة إن قيست بالانسان.
فيه تجلت لنا شيم عمر سوسا وعدلا وفي قوله لمسنا عليّا بلاغة وحكمة. فكم مرة نسفوا ما زرع وأعاد الزرع ساقيا بذرة الوحدة بإيمان قلبه الراسخ في براءة الشعب وعدالة قضيته. فخطاه فوق ثرى الكدح طاهرة تفوح وفاء وإخلاصا، وكل قدم منها أثره  سيبقى في ذاكرة الشعب منقوشا بماء الخلود.
فما أغربها دنيا،  فيها أعمار الصالحين والطيبين تمر كلمحات البصر، أما عكسهم فيعمورن فوق الأرض عشبا طفيليا ضارا حتى يموتوا موت العير.   
فلم يبق لنا ولكلماتنا إلا الانحناء أمام ثائرنا العظيم، أمام مثال ومنار أجيال الصحراء.  فإن رحلت عنا فما رحلت تجربتك الرائدة ذات المغزى العميق والمبتغى النزيه.
فتغمد الله روح الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه والشعب الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون...

 

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit