إصلاح النظام، سلاح يخافه العدو، بقلم: حمادي محمد ببيت. طباعة
الأخبار - مشاركات

كان نظام الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب إبّان الحرب التي دارت رحاها اكثر من ست عشرة سنة ضد المملكة المغربية في ربيع عزّه، تنظيما و قوة و تسييراً، يُحسب له ألف حساب، و يعد له العدو ما استطاع من قوة وعتاد و تخطيط، لإفشال و تدمير مكونات الصف الصحراوي، الناتج عن تراكمات من المعاناة و الضغوطات التي إنتهجها المستعمر الإسباني، لينهي وجوده في الصحراء الغربية بتقسيمها، بين القوتين المحتلتين "المغربية، الموريتانية"، بما يسمى بإتفاقية مدريد الثلاثية الجائرة، قبل إنسحابه النهائي 1976 .

لقد وجد المغرب في وقف إطلاق النار سنة 1991م الحيلة السياسية التي عن طريقها تسلل إلى تفكيك الشفرة التي اعيته سنوات الحرب، مستغلا الخلاف الذي حدث بين القيادات الصحراوية في احداث 1988، التي على إثرها إنحلت اللجنة التنفيذية ، فمنها من ولىّ الأدبار و منها من يصارع لأجل البقاء و منها من رحل في صمته ينتظر ما ستأتي به الأقدار. و المصيبة أن الشعب هو من يدفع ثمن هذا وذاك، ليبقى العدو الرابح الأكبر في كلا الضفتين، لا القيادة تعقلت و استدركت الأمر و لا الشعب إنتفض و ازاح من اعاق مسيرته النضالية، النبيلة .
لا نجادل في ان القيادات الصحراوية مع الشعب الصحراوي، قامت بالعديد من الإنجازات، وتستحق التكريم في حينها على هذا الدور، ولكن هذا لا يعني ان تأخذ صكاً مفتوحاً، وترتكب مسلسلاً من الاخطاء تجعلها مستهدفة من طرف القاصي مع الداني تحت طائلة القانون و المحاسبة بتهم عديدة....
يتردد على مسامعنا من الحريصين على استمرارسياسة النظام الحالي ، واجهاض ثورة الشباب المطالبة بالإصلاح نغمة مفادها أن وضعنا الحالي نحسد عليه و لسنا بحاجة لمن يوقضنا من سباتنا العميق. فهم يتباهون بمؤسسات متهالكة ينخرها العجز والفساد معاً، وباتت مأوى للقبليين وابناء الذوات الباحثين عن الراحة والامتيازات و وسائل الترف.
لم نعد نسمع كلمة عن تقرير المصير، ولا عن إستفتاء حر و نزيه، مثلما لم نعد نرى الوفد المفاوض الا مدافعاً عن تنازلاته المخجلة وكرمه الزائد للمحتل المغربي، ليس كما كنا نسمع الأغاني الثورية والروح الرفاقية عن المقاتل و المعلم و الممرضة و "العريفة" و المناضلة وكل رموز الزمن النضالي الجميل .
نحن اليوم نعيش واقعاً مختلفاً نفتح اعيننا على فصوله كل يوم، فنحن لا ننام حتى لا يفوتنا تطور ينعش آمالنا ويرفع معنوياتنا المحبطة، ويؤكد لنا ان فجراً جديداً زاحفاً، سيجب كل ما قبله و يعيد بثورتنا إلى مسارها.
ندرك جيداً ان الإصلاح يحتاج إلى الكثير من الصبر و ضبط النفس متضمناً العمل على تطهير المؤسسات الداخلية و الخارجية من كل الفاشلين والعجزة، واستبدالهم بوجوه شابة مثقفة تدرك معنى المسؤولية، بحيث يكون التعيين على اساس الكفاءة وليس الحسب والنسب، والوساطات والمحسوبيات . كتشكيل لجان حديثة تتناول المجالات كافة، تقوم بدراسة مدققة للبحث عن مخرج يشرفنا، وليس مثل المؤتمرات السابقة التي جاءت شكلية مسطرة تشارك فيها وجوه محروقة في معظم الاحيان لا تقول شيئا مفيدا يتم اختيارها من منطلق كلنا نعرفه.
لا نريد ان نتشائم و لكنها الحقيقة التي يجب ان لا نتجاهلها، لتمكننا من ثقتنا بأنفسنا على إعادة إصلاح النظام المتمثل في تغيير شامل لإعادة الجاهزية في توحيد كلمتنا و ضم صفوفنا إلى بعضها البعض. إنه سلاح اليوم الذي يخشاه العدو و يخافه بعدما احرز الكثير من مبتغاه في ظل مخطط السلام ، حين عجز عن تحقيقه تحت دوي المدافع.
إن توسيع دائرة القرار و إحتوائها على المتعلمين و المثقفين و ذوي الإختصاصات و إعلاء القانون فوق الجميع وإتباع اساليب الديمقراطية الشفافة بالتخلي عن الشعارات البالية التي تتصدر عناوين حرية التعبير المتمثلة في إنتخابات نسبية، ما هي في الحقيقة إلا طبخات يتم إعداد نتائجها قبل صناديق الإقتراع .
واجبنا اليوم كلنا  كصحراويين حمل هذا السلاح"إصلاح النطام" و العمل على صناعته و تطويره قبل ان يعجِّزنا صمتنا المتنامي.
نموت موحدين و لن نعيش مقسمين.

 

 

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit