اهداف وتطلعات الجبهة الشعبية خط الشهيد في حوار صحفي للرفيق المحجوب السالك، مع مجلة المستقبل الصحراوي. طباعة
الأخبار - أقوال الصحافة.
الأحد, 17 فبراير 2013 17:13

في سياق ردود الفعل الوطنية التي تولدت عقب الاعلان عن ميلاد تنظيم البوليساريو خط الشهيد ارتأت مجلة المستقبل تسليط الضؤ على هذا التنظيم الجديد للاجابة عن الكثير من الاسئلة التي يتداولها الراي العام الصحراوي عقب الاعلان عن ميلاد هذا التنظيم، ولهذا الغرض تستضيف مجلة المستقبل الصحراوي في هذا العدد السيد المحجوب السالك احد الاطارات المؤسسين لتنظيم البوليساريو خط الشهيد،  لنساله اولا عما هي الدوافع لتأسيس مثل هذا التنظيم وهل ظروفنا الراهنة تسمح بتأسيس تنظيم كهذا؟

بسم الله الرحمان الرحيم

قبل البدىء في الرد على سؤالكم إسمحوا لي بأن أحيي تجربتكم  الإعلامية الفذة والأولى من نوعها في الدولة الصحراوية: مجلة حرة مستقلة لا تسبح بحمد القيادة وتبجيلها. . وانتم بالنسبة لنا العزاء الوحيد من ان هذا الشعب قادر على إنجاب العباقرة خصوصا لما نعلم بأنكم من جيل الثورة الذي إزداد في أرض اللجوء وأنتم إما ابناء شهداء او تحملون أسماء الشهداء، ومقالاتكم النارية ولكن الواقعية، هي تعبير عن السخط والتذمر الذي يحس به كل الشعب الصحراوي أمام غبن هذه القيادة، والذي جاءت البوليساريو خط الشهيد كتعبير عنه، رافض لهذا الواقع المزري والمؤلم في محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مكاسب شعبنا قبل فوات الأوان.
وجوابا على سؤالكم أقول ان ظروفنا الراهنة والمتردية والأفق المسدود أمام أي حل للقضية، وعجز هذه القيادة في التعامل مع تعنت العدو وتهاون الأمم المتحدة، وإنعدام رأي وطني معارض تشعر به هذه القيادة او تضع له أي إعتبار. وخمس عشرة سنة من وضعية لا حرب ولا سلم، وما نتج عنها من تفكك لمؤسساتنا وتسيب، ليتحول اللجوء من واقع مرفوض للكفاح نحو واقع أفضل، إلى واقع للمتاجرة والغنى وبناء المصالح الذاتية، ويصبح واقعا مقبولا يفرضون علينا من خلاله القبول بدولة في لحمادة إلى ما لانهاية، كأمر واقع. . كل هذه العوامل فرضت وجود هذه الحركة الإصلاحية داخل الجبهة الشعبية لتحرير الساقسة الحمراء ووادي الذهب. . وإذا لم يمكن الظرف الحالي مواتيا للمعارضة ، فما هو الظرف يا ترى؟ ام علينا ان ننتظر حتى تنتهي القضية وتندثر، وساعتها نندم حيث لم يعد ينفع الندم. . إنها صيحة شجاعة جاءت في وقتها تعبيرا عن طموح هذا الشعب، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.

2 - هل البوليساريو خط الشهيد هي حركة موازية (للبوليساريو الكلاسيكية) ان صح التعبير" ام انها حركة اصلاحية تنشط في الاطار العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب ؟
البوليساريو خط الشهيد كما قلت حركة إصلاحية داخل الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، أسسها مجموعة من الوطنيين المخلصين من إطارات وكوادر الجبهة الشعبية وجيش التحرير الذين يعتبرون ان هذه القيادة أثبتت عجزها بعد  ثلاثين سنة من اريكة السلطة، والعجز السياسي نتيجته الأولى الإنحراف لهذا دعونا إلى الرجوع لخط الشهيد الذي أعطى كل ما يملك من أجل هذه القضية، والإحتكام إلى الشعب الذي حقق المعجزات بصموده ونبله، وترفعه عن أخطاء القياد، وكان شعارنا واضحا في هذا المجال: بطل واحد هو الشعب وزعيم واحد هو الشهيد.

3 - يتساءل الكثير من المواطنين خاصة بمخيمات اللاجئيين الصحراويين عما هو الفرق بينكم وبين النظام الحالي خاصة وانكم تنتمون الى نفس الجيل القديم للثورة وسبق للكثير منكم وان تبوأ مناصب في النظام الحالي او عمل في اطار مؤسساته ؟

يجب ان ننزع من عقلية مواطنينا الخلط بين القضية الوطنية والقيادة. فالقيادة ليست هي القضية الوطنية، وشعار: قيادة الجبهة الشعبية مخلصة وثورية، شعار أكل عليه الدهر وشرب، وذاب مع ذوبان زنازن سجن الرشيد الرهيب. . فالعمل للقضية الوطنية لا يعني بتاتا الولاء والمبايعة للقيادة، فنحن عملنا وما زلنا وسنظل نعمل من أجل هذه القضية الوطنية، رغم معارضتنا والتي لم تكن وليدة اليوم ولا الأمس القريب، للنهج السياسي الأناني لهذه القيادة، وعمليات التهميش والإقصاء للإطارات الوطنية الشريفة والنزيهة، وسياسة الحكم على الأفراد من خلال الولاء والمبايعة للقيادة، او المعادلة القبلية السلبية التي تعتمدها هذه القيادة للتعامل مع الإطارات والكوادر.
فالمشكل ليس في مبادىء الجبهة، او الجيل القديم للثورة، والذي نعتز بكوننا جزءا منه، فالمشكل مشكل قيادة إنحرفت وأفسدتها كراسي السلطة، وأورثت أبناءها مصالحها وتريد أن تورثهم مناصبها. ؟ هذه القيادة التي ومنذ قرابة ثلاثين سنة وهي تلحس من عسل الثورة، ولم تذق مرارتها ولو يوما واحدا، هي السبب، وليس الجيل القديم للثورة ، الذي ورغم تجرعه لمرارة هذه الثورة حتى الثمالة (الإختطاف، السجن، التعذيب، التهميش، الإقصاء. . . إلخ) ما زال متمسكا بمبادئها، ويناضل من أجل إرجاع هذه القيادة لجادة الصواب، أو على الأقل قول كلمة حق في وجه حاكم جائر.
وماهي الخطوط العريضة لبرنامجكم السياسي داخليا وحارجيا ؟
برنامجنا السياسي المنطلق من مباديء ثورة العشرين ماي المجيدة يتمحور حول نقطتين أساسيتين: الديمقراطية والعدالة، وحرية التعبير. وللإطلاع عليه بكل تفاصيله، الرجاء
دخول صفحة البوليساريو خط الشهيد:  www.fpjatchahid.org

4 - يتخوف الكثيرون من ان تنقلب معارضتكم هذه للنظام الحاكم الى مهادنة حال تلبية النظام لبعض مطالبكم السياسية، وهناك العديد من التجارب المشابهة في تاريخنا الحديث، كيف تردون ؟ معارضتنا للقيادة ليست للبحث عن مطالب أو تحقيق إمتيازات، فهي ليست معارضة للصراع على السلطة، مثل معارضة نهاية الثمانينيات. . معارضتنا هي معارضة المقاتل في ناحيته، وعائلة الشهيد من وسط معاناتها، وضحايا الحرب من بين آلامهم بالمخيمات، هي معارضة الطلبة في الثانويات والجامعات، وانتم جزء منهم،هي معارضة الإطارات المهمشة والمقصية في الداخل والخارج، المناضل في المؤسسة ، والمرأة في اللجنة والخلية، والتاجر في المرسى، والممثل في البرلمان، معارضة المناضلين في المناطق المحتلة الذين يواجهون بصدورهم العارية كل أدوات قمع النظام الغازي، بل هي معارضة أعضاء الأمانة والحكومة والإطارات النزيهة، أصحاب الأيادي النظيفة والشريفة التي لا توافق على شطط السلطة وترفض الإنصياع للعمل بقانون بوكاسا. . فالديمقراطية والعدالة تعني إعطاء الشعب حق الإختيار بعيدا عن مسرحيات ومهازل مؤتمرات القيادة المحسومة النتائج سلفا، وعندما يختار الشعب بكل حرية وديمقراطية بعيدا عن وصاية القيادة، فهذه القيادة ستكون أول من يتساقط تساقط اوراق الخريف. . لهذا يخافون حتى من عقد ندوة وطنية يناقش من خلالها الشعب مصيره، وإلى أين نحن ذاهبون أمام هذا الأفق المسدود...

5 - تشددون في العديد من البيانات التي اصدرتموها خاصة عبر موقعكم على شبكة الانترنت على الدور السلبي للهبئة الاممية , الاترون ان انسحاب الهيئة الاممية من الملف الصحراوي وفي ظل وضعنا الحالي الحساس يعتبر انتحارا سياسيا من قبل البوليساربو ؟

نحن طالبنا فقط بالجدية والمصداقية والصرامة في التعامل مع بعثة الأمم المتحدة وأن لا نكون نحن ( لحْوَيْطْ لكَصَيَّرْ ) لتتحول الأمم المتحدة من قوة لحفظ السلام وتنظيم الإستفتاء إلى قوة للدفاع عن الغزاة، ومتفرج على شعبنا يجلد ويسلخ وتدوسه الأحذية الخشنة للقوات الغازية، من دون أن يحركوا ساكنا وكأنهم في حلبة لمصارعة الثيران، دورهم هو التصفيق للجلاد، وقيادتنا دورها هو التنديد... الأمم المتحدة يجب أن تشعر بقوتنا لتخافنا وتتعامل معنا بمصداقية، فلم تكن الأمم المتحدة وقواتها لحفظ السلام، عبر التاريخ ، إلا مع القوي.

6 - وهل الوقت ملائم للعودة الى حمل السلاح في ظل المتغيرات الكثيرة التي شهدتها الساحة الدولية خاصة بعد احداث 11 من سبتمبر ؟

حمل السلاح والكفاح هو الذي جاء بالأمم المتحدة وهو الذي فرض على العالم إحترامنا، والعدو الإعتراف لنا بحقنا في تقرير المصير. . ولقد جنحنا للسلم أكثر من خمسة عشر عاما فلم نجن غير الأشواك والزوابع، ما ظهر منها وما بطن. . وإذا كان الوقت كما تقولون غير ملائم لحمل السلاح، فهل هو ملائم للإنبطاح وسياسة الإنهزام، السياسة التي تنتهجها القيادة حاليا.  والتنازل تلو التنازل. . وفي الأخير التسليم ببقاء شعبنا في لحمادة، يعاني إلى ما لا نهاية، ليعيش آخرون ويتمتعون على حساب هذه المعاناة.  لنحارب او نفاوض لجعل حد لمعاناة شعبنا. . أما دولة في لحمادة إلى ما لا  نهاية فشيء مرفوض من طرف الغالبية العظمى من جماهير شعبنا اينما تواجدت.

7 - كثر في الاونة الاخيرة الحديث عن ظاهرة الاصلاح للكثير من انظمة الحكم السائدة في المنطقة العربية، فهل انتم من انصار الاصلاح من الداخل ام انه لامناص من الاستعانة بقوى خارجية لفرض الاصلاح في الدولة الصحراوية ؟
نحن نؤمن بقوة وعظمة شعبنا الذي لم يخيب ثقتنا فيه لما اعلنا الثورة في سنة ثلاث وسبعين. . ونؤمن اليوم على انه قادر على إصلاح هذه القيادة، والقيام بثورة داخل الثورة، لتنظيفها مما علق بها من شوائب خلال هذه السنوات الطويلة من الحكم الفردي، او لم تعط الإطارات العسكرية بموريتانيا مثلا للعالم، . ونرفض رفضا قاطعا تدخل القوى الخارجية مهما كانت في مشاكلنا الداخلية.

8 - كيف تنظرون الى واقع الاعلام الصحراووي بصفة عامة والى تجربة الاعلام المستقل بصفة خاصة , وماهو رايكم في تغطية الاعلام الرسمي لانتفاضة جماهير شعبنا بالمناطق المحتلة ؟

يحز في صدري ويؤلمني حقا، أن تسألني عن واقع الإعلام الوطني، وقد شاءت الأقدار أن أكون أحد المشاركين في بناء لبناته الأولى منذ سنة خمس وسبعين، ولكن كما  يقول المثل الصحراوي: الدَّارْ يبنوها الرجالاَ ويلعبُ أعليها لَمْشَاشْ... فالإعلام ليس بمعزل عن كل المؤسسات الوطنية ومعاناتها، التي تتحمل القيادة المسؤولية الكبيرة فيما وصلت إليه من تردي وتسيب، لوضعهم الإنسان الغير مناسب في المكان المناسب. . وتغطية الإنتفاضة، إنتفاضة ربيع الغضب، إعلاميا يرجع فيها الفضل وبالدرجة الأولى لجماهيرنا في المناطق المحتلة التي إستغلت تطور وسائل الإتصال: الأنتيرنيت، والهاتف النقال، ليجعلوا العالم يتابع بطولاتهم  بالصورة والكلمة. . فتحية لهم من الأعماق لحملهم للمشعل بعد ان أسقطته القيادة...
الإعلام المستقل هو الدليل والمقياس لدرجة وعي الشعوب ونموها وتطورها، وديمقراطية
الأنظمة. وتجربتكم في المستقبل الصحراوي هي الأولى في دولتنا . ولكن هل
تستطيعون أن تواصلوا مشواركم كرأي حر ومستقل، أمام حصار وضغط القيادة إن  لم أقل دسائسها. . أمامكم تحدي كبير. ( لقد فشلوا في التحدي في نهاية المطاف وتحولوا لبيادق لمخابرات قيادة الرابوني..)

9 - هل من كلمة توجهونها الى قراء مجلة المستقبل الصحراوي في ختام هذا اللقاء ؟

نحن قادمون على ذكرى تاريخية وعظيمة هي الذكرى الثلاثين للوحدة الوطنبة، وندعوا
: الجميع لتجسيدها ميدانيا، بدفع هذه القيادة للتخلي عن أنانيتها وشعارها المتعصب أنا أو العدو. . . وأن تعمل على تجسيد الوحدة الوطنية من خلال ندوة وطنية تصالحية تشارك فيها كل طاقات هذا الشعب: للإجابة على سؤال واحد، إلى أين نحن ذاهبون. . ؟
وأحيي جماهير شعبنا ، وأبطال الإنتفاضة في المناطق المحتلة وغياهب السجون، وكل الوطنيين الشرفاء والمخلصين الخائفين على هذه القضية الوطنية.

. وشعارنا: بطل واحد هو الشعب، وزعيم واحد هو الشهيد.

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit