السلطات المغربية تحاصر العيون المحتلة بترسانة أمنية هي الأكبر مقارنة بكل مدن المغرب (صحفي مغربي). طباعة
الأخبار - أقوال الصحافة.
الأحد, 17 فبراير 2013 17:41


أكد الصحفي المغربي، مدير مدير نشر أسبوعية "الوطن الآن"، عبد الرحيم أريري، في مقال له بعنوان "العيون مقبرة المخبرين" ليوم 2 يناير الماضي، أن العيون المحتلة تعرف أكبر تواجد وحصار أمني مقارنة مع مدن المغرب بما فيها الدار البيضاء العاصمة الإقتصادية للمغرب.
وقال الصحفي المغربي أنه ورغم "أن عدد سكانها لا يتجاوز 183691 نسمة، فإن مدينة العيون تعتبر من أكثر المدن تأطيرا من الناحية الاستخباراتية. إذ توجد فيها على مستوى وحدات رجال السلطة 18 مقاطعة"، بل أن والي سلطات الإحتلال الجديد، خليل الدخيل، قرر رفع العدد إلى 20 مقاطعة".

 

وأضاف الصحفي المغرب "أن عاصمة الصحراء عوض أن تصبح عاصمة علوم البحار تحولت إلى عاصمة التضخم في رجال السلطة والمقاطعات. إذ هناك مقاطعة لكل 9184 مواطنا بالعيون"، وهو معدل لا وجود لمثيل له في المدن المغربية "فعلى سبيل المثال هناك مقاطعة لكل 34.604 مواطن بحي مولاي رشيد بالدارالبيضاء ومقاطعة لكل 40.067 مواطنا بتطوان ومقاطعة لكل 27.214 مواطنا بمدينة بني ملال".
واعترف الصحفي المغربي أن الدولة المغربية التي حرصت على تقريب الاستخبارات والقمع من مواطني العيون المحتلة لم تفعل الشيء نفسه من ناحية تقريب المنافع والمرافق الضرورية للتنمية منهم، حيث "لم تعمل على تقريب الكليات والمعاهد العليا والمدارس الكبرى من الصحراء. لدرجة أن أقرب كلية لسكان الصحراء تبقى بعيدة بحوالي 600 كلم (وهي المسافة بين العيون وأكادير). أما إذا أدمجنا الداخلة فإن المسافة تصبح هي 1200 كلم!"
إلا أن الإعلامي المغربي وبدل استخلاص العبر الحقيقية من مثل هذا التواجد الأمني الهائل والذي يشير بوضوح بأن ما يجري في الصحراء الغربية هو حالة احتلال، وسيطرة بقوة القمع وإحصاء الأنفاس على الصحراويين لحرمانهم من حقوقهم الشرعية في الإستقلال، مضى في عتاب السلطة على عجزها عن إخماد صوت الإحتجاجات، إذ انتقد عجزها عن نقل الحقيقة حسبما قال، والسيطرة على هذا العدد القليل من المواطنين.
وصب الكاتب اهتمامه أكثر على ما أسماه تبذير الأموال على المخبرين والسلطات القمعية بدل النجاح في استمالة الصحراويين وتأبيد الإحتلال، في حين كان الأجدر به نصح سلطات الرباط بانهاء الإحتلال، والتفكير الجدي في بناء المغرب العربي على أسس صحيحة تحترم الشعوب وإرادتها وخياراتها، كما تناسى أن سلطات بلاده تنهب سنويا ملايير الدولارات من الصحراء الغربية، ولا تستثمرها قطعا لا في مدينة العيون ولا غيرها من المدن المحتلة، بدليل الإحتجاجات المستمرة للمواطنين ومعاناتهم الإقتصادية والتفقير نتيجة الإحتلال المغربي.
ويلاحظ منذ مدة طويلة أن الإعلام المغربي باستثناءات تكاد تكون معدومة قد بات أسوأ من السلطات المغربية، إذ أن الإعلاميين المغاربة ووساءل الإعلام "المستقلة" باتت مجرد جوقة دعائية تحركها الداخلية المغربية ووزير اتصالها المعروف نحو المواضيع التي تراها ضرورية لخدمة سياساتها الإستعمارية، وفي أغلب الأوقات ومن متابعة لكتابات الصحفيين يلاحظ أنها تتغير وتختلف، وتغير المواقف تباعا وفق إملاءات وسياسات المخزن وفي أغلب الأحيان تتخذ مواقف مناقضة تماما لمواقفها السابقة بشكل مضحك، وهو أمر مؤسف ومخز، حسب ما يؤكده المتتبعون.
"من المخز أن نرى مثقفين مغاربة يمتدحون نظام الرباط لتهجيره أمينتو حيدار قسرا، أو لاعتقاله مجموعة السبعة وتقديمهم لمحاكمة عسكرية، أو حتى مدح لما أسمته بعض الأقلام نجاح السلطات في تفكيك مخيم اكديم إزيك بشكل حضاري، أو مدح ديمقراطية النظام الذي ارتكب المجازر ضد المغاربة قبل الصحراويين، نظام تازمامارت ومكونة والقتل الجماعي، دون أن ننسى التحريض الذي تقوم به بعض هذه الأقلام ضد الصحراويين متناسين أنهم يدفعون لحرب بين الشعبين الشقيقين الصحراوي والمغربي بعد أن كان الصراع بين النظام التوسعي المغربي والشعب الصحراوي"، يقول ماء العينين لكحل، الأمين العام لاتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين.
ويضيف أن نظام التوسع المغربي يحاول تفجير الأوضاع في المنطقة بتوريط المستوطنين المغاربة والشعب المغربي عموما في صراع مع أشقائه الصحراويين بزرع الفتنة، والحقد العنصري، والنعرات بكل أصنافها، ولا يستبعد الصحفي الصحراوي إقدام سلطات الإحتلال على أكثر المغامرات حماقة في المستقبل القريب مثلما فعلت جميع القوى الإستعمارية عبر التاريخ في لحظات نزعها الأخيرة قبل أن تنهزم أمام إرادة الشعوب.

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit