القيـادة..منظومة فساد، بقلم: محمد سالم صحراوي. طباعة
الأخبار - أخبار وأحداث.
السبت, 30 مارس 2013 23:14

 

اطلت علينا السيدة خديجة حمدي، الرجل القوي في البوليساريو، بعد غياب طويل عن الكتابة بمقال تحت عنوان "الكتابة منظومة قيم" و الذي نشر بعدة مواقع إعلامية معروفة بولائها للقيادة.
تحدثت من خلاله السيدة الوزيرة عن السلوكات التي يجب ان تتوفر لدى الكاتب و عن الموضوعية و الشفافية و المصداقية .
و تحدثت عن التكرار و الاسهاب و وصفته بالخطر الشديد !! على الكاتب و الموضوع الذي يتناوله .
إن منظومة القيم التي تحدثت عنها حرم رئيس الجمهورية جميلة جداً و يجب ان نراها ليس لدى الكاتب فحسب ولكن من قبل الجميع و خاصتة صناع القرار ، لكن سيدتي الفاضلة ألم يكن أولى بكِ ان توجهي تلك الموعظة و النصائح لنفسك اولاً ثم لزملائك في السلطة الذيــن عاثوا في الأرض فساداً...


و بما انكِ وضعت نفسك واعظة فالأقربون أولى ، فمثل ما تحدثيتا عن القيم و الكتابة وجب عليكِ أن تتبني مشروعا إصلاحيا متكاملا يهدف إلي إرساء منظومة قيم من شأنه أن يعيق عجلة الفساد.
ومن هنا تقع المسؤولية الكبرى على عاتق الفئات الطليعية المدركة لأسباب الفساد وعوامله وطرق مناهضته كالواعظـة "السيدة خديجة" ، لتعمل من أجل خلق أطر منظمة لمكافحة هذا الفساد ومنعه من إعاقة عجلة الحياة وبالتالي تصبح بدورها منظومة مستقلة لها هدف أساسي هو مناهضة الفساد الذي ينخر في كيان و مؤسسات الدولة وخلق مناخ إجتماعي وسياسي قائم على أسس الحرية والعدالة .
إلا أنّ الخطورة القصوى تتمثل في حدوث فساد من نوع جديد داخل هذه الحركة ليحرفها عن مسارها الحقيقي المتمثل في مكافحة الأحتلال لتنزلق باتجاهات التفرد والمصالح الذاتية مبتعدة عن الهدف الأسمى الذي تشكلت من أجله مما يعيق عملية صراعها مع العـدو، وعدم قدرتها على القيام بدورها لتصبح كيانات شكلية مترهلة منخورة بالفساد الداخلي فكيف لها أن تناهض إحتلال قائم و متسلط لتتحول الى جزء جديد في حجر الطاحون الذي يطحن المصلحة العامة .
لكن هناك عدة أسئلة تطرح نفسها يا سيدتي الفاضلة ، أيـن هي القيم و الأخلاق التي تتعامل بها قيادتنا الموقرة مع كل من يسير ضد تياركم الفاشل و العقيم مثل شباب الثورة وخط الشهيد وغيرهم، مثلاً ، و بالمقابل هل الفساد ينطلق من القاعدة الى الرأس ؟ هل القاعدة الفاسدة تفرز رأس هرم فاسد، أم أن القيادة الفاسدة تعمل على خلخلة القاعدة وإضعافها من أجل ترسيخ فسادها وتكريسه كضمانة لبقائها في سدة الحكم ؟.
إنّ أي منظومة جماعية مؤطرة تحتكم الى مجموعة من النظم والعلاقات ويتدرج فيها الكادر رتبا تصاعدية، هي عرضة للفساد ما لم تتسلح تلك المنظومة بقوانين صارمة تحميها من الإنزلاق والتردي والوقوع في جب الأهواء والمكتسبات الشخصية مما يبلور مفهوم الفساد...
الجميع فهم الرسالة التي أرادت خديجة تمريرها من تحت الطاولة لبعض الأقلام التي تغرد خارج سرب القيادة (الوكالة و الأتحاد) و خاصةً منها تلك المنادية بالإصلاح و التغيير داخل "بقايا" جبهة البوليساريو ، و التي تفظح ممارسات القيادة و ابنائها...

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit