اسرار تكوين النواة العسكرية للبوليساريو، في ذكراها الأربعين... طباعة
الأخبار - أخبار وأحداث.
الثلاثاء, 14 مايو 2013 22:04

وصل الشهيد الولي ومن معه من الرفاق قادمين من ازويرات اين تم عقد الجلسة الختامية للمؤتمر التأسيسي لجبهة البوليساريو، إلى التندوف يوم خامس ماي، كانت المدينة تموج بالبشر من مختلف الأماكن، فالموسم التجاري ( المكَار) في قمته، وكانواقبل توجههم للمؤتمر قد كلفوا يحظيه ولد الفراح بالتوجه إلى لكحال للبحث عن السلاح على أمل قدومه للتندوف قبل يوم سادس ماي. ولما سألوا عنه تأكدوا من عدم رجوعه، وفي ضحى يوم سادس ماي عقدوا إجتماعا بدار محمد لامين ولد البوهالي، ونظموا الفرع بالتندوف، الذي تولى الإشراف عليه محمد عبد العزيز ومعه بطل سيد أحمد بإعتبارهما عضوي المكتب السياسي، وبعد ذلك قرروا التوجه إلى الموعد بحاسي بوجنيبية وطلب الولي من محمد لامين البوهالي إنتظار صاحب السلاح، وأن يلتحق بهم هو ومن معه بعد ذلك... وهكذا غادر الولي برفقة محمد سعدبوه وأبراهيم غالي والسالك ولد احمد والسالك أسويلم، نفس اليوم مدينة التندوف في إتجاه الموعد بمنطقة حاسي بوجنيبية في سيارة محمد لامين البوهالي ورافقهم السائق أفظيلي ولد أسليمة ليقوم بإرجاع السيارة بعد وصولهم، والدليل أبشيرا.
وصل الولي والمجموعة المرافقة له، إلى الجماعة التي كانت قبلهم في الموعد قرب حاسي بوجنيبية في الشمال الشرقي لوطننا، وعقد لهم الولي إجتماعا قدم لهم فيه نتائج المؤتمر التأسيسي وأخبرهم أن التنظيم أصبح يعرف باسم الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وأن المؤتمر التأسيسي قد قسم المناضلين إلى جناحين: جناح سياسي وجناح عسكري، وأنتم هم نواة الجناح العسكري، وما دام الكاتب العام عضوا في هذا الجناح فأنتم الذين تقررون إختياره، وإذا كنتم توافقون فأنا أقترح أبراهيم غالي ككاتب عام للجبهة. فوافق الجميع على ذلك... وإن كانت هذه العملية قد أثارت الكثير من النقاش، بعد ذلك، من طرف الأعضاء الآخرين للجنة التنفيذية الذين كانوا يرون ضرورة حضورهم للموافقة على من يتم إختياره كاتبا عاما للجبهة: وتم تجاوز هذا الجدل بعد ذلك، إنطلاقا من أن القانون الداخلي للجبهة لم يكن واضحا حول هذه النقطة، ولأن معظم المناضلين لا يعرفون القانون، وهذه أول تجربة لهم في مجال التنظيم السياسي... بينما في الحقيقة هو ان الشهيد الولي رحمة الله عليه كان ببعد نظره يريد ان يجعل واجهة للجبهة معروفة في المناطق المحتلة، والوحيد في اللجنة التنفيذية الذي من المنطقة هو ابراهيم غالي فجعل منه الشهيد الولي مجرد واجهة تحت إسم منصب الأمين العام، رغم ان الزعيم والقائد والمسير للثورة كان هو الشهيد الولي رحمة الله عليه، وهي نفس الطريقة التي استخدمها جمال عبد الناصر وزملاءه الشباب من الضباط الأحرار مع نجيب... وما يؤكد ذلك هو انه خلال المؤتمر الثاني الذي سيتم خلاله تأكيد زعامة الشهيد الولي وإختياره ككاتب عام للجبهة، من دون منازع، صاحبنا الذي كان في الواجهة، ابراهيم غالي، بالكاد تم إختياره كعضو للمكتب السياسي وليس حتى عضوا في اللجنة التنفيذية...
إنطلقت المجموعة لدراسة الأرض، ومراقبة تحركات العدو، وهؤلاء الذين كتب لهم التاريخ أنهم كانوا نواة الجناح العسكري لهذه الثورة، والمقاتلين الأوائل الذين صنعوا الحدث، حدث أندلاع الكفاح المسلح في الساقية الحمراء ووادي الذهب، وبداية حرب التحرير الشعبية الطويلة الأمد، والتي تواصلت لأكثر من أربعين سنة، كان عددهم 17 فردا وعتادهم يتمثل في جملين و7 بنادق قديمة من زمن الحرب العالمية الأولى، واحدة منهم غير صالحة للإستعمال، والثانية بلا ظفر مجر الطلقات. وذخيرتهم قليلة ومعظمها مبلدي بالكبريت، ومسدس غير صالح للإستعمال وثلاث قرب للماء، وقليل من التموين... من كان يتصور أن هذه المجموعة بإستطاعتها مواجهة إسبانيا أنذاك، بل كان الكثير يعتبرها مجموعة من المجانين تبحث عن الإنتحار، ولكن هؤلاء المجانين المنتحرين صنعوا المعجزات بإرادتهم وإيمانهم بالله، وعظمة الشعب الذي كانوا يعملون على إنارة الطريق أمامه... لقد إستشهد منهم تسعة على طريق الكرامة، وبقي منهم ثمانية على قيد الحياة، الشهداء هم: الولي، ابراهيم الخليل، البشير ولد السالك، حمدي السالك المعروف بسالم ربيع علي، محمد لسياد، محمد فاظل عالي المعروف بالقرارات، والبشير الصالح المعروف بزامبلا، محمد سعدبوه المعروف بمحمد لمتين، وابراهيم ولد عبد الرحمان. والأحياء هم: الغزواني ولد أعلي علال المعروف بفرتت، السالك أسويلم محمد (أطبيب)، لحبيب دافة جاعة (لبريفي)، ابراهيم غالي، السالك احمد الوالي(غاندي)، بودا التاقي، عبدي ولد بوبوط والفراح يحظيه وركة. هؤلاء هم الرجال الذين كتب لهم التاريخ المشاركة في صنع الحدث، وتحمل العديد منهم الجوع والعطش والتعب والسير على الأقدام والوسخ والقمل والمعاناة بكل أنواعها، وأعطى تسعة منهم دماءهم، من أجل أن يعيش هذا الشعب حرا كريما، وتركوها آمانة في أعناقنا... بعد إنطلاقة المجموعة من منطقة حاسي بوجنيبية لم يكن هدفهم تنفيذ أول عملية بمركز الخنكة، ولكن كانوا يريدون إستغلال المفاجأة وتنفيذ عملية في دورية إسبانية، أو في إحدى المراكز الإسبانية الكبيرة: أجديرية أو حوزة، ولكن القدرة أبت إلا أن تدخل خنكة واد أكسات التاريخ المعاصر للشعب الصحراوي. الجو جو صيف، وقد قل الماء لدى المجموعة، وبدؤوا يتبادلون وجهات النظر، حول أقرب مكان لجلب الماء، فقال عبدي ولد بوبوط سنرد الماء في الخنكة. لكن أبراهيم الخليل رفض ذلك قائلا بأن الخنكة محروسة، وقد يكتشفنا العدو، فتفقد المفاجأة دورها. غير أن عبدي ولد بوبوط تعصب على رأيه وسهل لهم ميراد الخنكة، وتطوع لجلب الماء فتطوع معه الولي. ووصلوا مساء يوم 18 ماي، ووردوا الماء ليلا، وبعد أن سقو جمالهم وقربهم غادروا المنطقة. في الصباح إكتشف الشعب آثارهم، وكانت مجموعة من الصعاليك المغاربة عبر الحدود تخطف إبل المواطنين ومواشيهم، فخاف المواطنون أن يكون هؤلاء منهم، فابلغوا حراسة المركز فسارت على أثرهم... أما الولي ورفيقه فقد طلع عليهم الصباح قبل الوصول إلى الموعد مع المجموعة، فطلب منه عبدي ولد بوبوط الإستراحة إلى العشية لمواصلة الطريق، ولما بدؤوا في تحضير الشاي، وقف على رؤوسهم الجنود، أصحاب المركز، وبعد أخذ ورد وسؤال وجواب، طلب منهما الجنود، الرجوع معهم إلى المركز، فأعتذروا بالتعب، فقال لهم الجنود نتناول الغذاء ونرجع معا في العشية. فتمركز الجنود بقربهما، وبقي معهما واحد منهم بلا سلاح، وبعد الشاي والغذاء، قال لهم الولي سنتوجه أمامكم نحو المركز بالخنكة، فوافقوا لأنهم لم يشكوا البتة فيهما.... فأمتطى كل واحد منهما جمله وأنطلقوا أمام الحراسة نحو الخنكة، أما بقية المجموعة فقد قررت، لما طال إنتظارها، البحث عن الرفيقين. فتوجه أبراهيم الخليل نحو الخنكة، ولما وجد أثرهما رجع يتبعهما، فإذا بهما قادمان نحو الخنكة على الجمال. فلما شاهداه، بدأ الولي وكأنه يغني بصوت مرتفع: أنبطح... أنبطح.. لقد إعتقلتنا الحراسة... فأختبأ ابراهيم الخليل في دفء شجرة، ومرت الحراسة من أمامه على أثرهما... فأنطلق نحو رفاقه وأخذ بندقيته، وهو يقول لقد قلتها لكم، فلم تسمعوني، لقد تم إكتشافنا وأعتقل الرفاق. فأنطلق معه أربعة منهم. وقد كان عدد المشاركين في العملية خمسة أفراد: ابراهيم الخليل، ابراهيم غالي، محمد سعدبوه، البشير ولد السالك، الغزواني أعلي علال... لما تأكد الولي من أن المجموعة قد علمت بوضعيتهم، طلب بعد صلاة المغرب من الحراسة غلق الباب عليهما، وفي تمام الساعة التاسعة والنصف بتوقيت أغرينيتش من مساء يوم 19 ماي، بدأت العملية، فهم في سباق مع الزمن، خوفا من طلوع القمر، محمد لمتين تولى حراسة المجموعة، البشير ولد السالك والغزواني توجها نحو البيت الذي يوجد فيه الولي ورفيقه. وابراهيم الخليل وابراهيم غالي توجها نحو بيت الحراسة حيث كانوا يلعبون الدومينو في غفلة من كل هذا، وطلبا منهم رفع أيديهم، فأستسلموا وأخذوا أسلحتهم. أما الغزواني فقد ضرب باب السجن بمؤخرة بندقيته التي كانت تحمل طلقة في بيت النار، فأنطلقت الرصاصة في الهواء، وكانت هي الرصاصة الوحيدة التي إنطلقت خلال العملية لتعلن في ذلك الأفق الواسع للعالم أن الشعب الصحراوي قد قرر الثورة المسلحة من أجل حريته واستقلاله. وتمت العملية على أحسن وجه وأكمله، وتم غنم خمسة بنادق، وخمسة جمال و1000 طلقة، وأسر الجنود الخمسة، فشرحوا لهم الهدف من العملية، وخيروهم بين البقاء معهم أو الرجوع إلى إسبانيا، فأطلقوا سراحهم... وسلم أبراهيم غالي بندقية لواحد منهم، وهو قريب له، وقد أثارت هذه البندقية الكثير من المشاكل فيما بعد، وأعتبرها الآخرون تعاطفا مع الحارس. كما سلموهم جملا وكل أملاكهم الخاصة. المجموعة التي لم تشارك في العملية توجهت إلى كور أكنيفيدة، وأصحاب العملية توجهوا إلى واد أزكر، ويوم 21 إلتقت المجموعتان بكور أكنيفيدة، وفي إجتماع عرض عليهم محمد سعدبوه التوجه إلى الجنوب خوفا من تحرك المغاربة، لكن أبراهيم الخليل رفض الفكرة من أساسها، ودعى إلى التمسك بالشمال بإعتباره منطقة إستراتجية صالحة لتحرك رجال العصابات. وبعد نقاش وأخذ ورد عرضت المسألة للتصويت، فصوتت الأكثرية لصالح الجنوب، ليتوزعوا إلى مجموعتين: واحدة من 10 أفراد توجهت بمحاذاة الحدود من الشرق والمجموعة الأخرى ومعها الولي توجهت إلى الجنوب مرورا من داخل الوطن. والموعد جبال أرغيوة، وصلت المجموعة الأولى إلى جبال أرغيوة، ومنها توجهت نحو أعكيلة أشعامبة، وتم اللقاء مع المجموعة الثانية قرب عين بن تيلي، أثار عبدي ولد بوبوط الجدل من جديد حول البندقية، ووصلت به الفظاظة إلى التهجم على محمد سعدبوه والولي، الذي لم يرد عليه رغم أنه ترك أثر آظافره في رقبته. وطالب عدد من المجموعة بضرورة مجيء محمد لامين ولد البوهالي، وبدا وكأن النواة العسكرية الأولى للجبهة مهددة بالإنفجار. فتوجه الولي وأبراهيم غالي إلى التندوف وطلبوا من محمد لامين الإلتحاق بالثوار الذين معظمهم من أهل التندوف: من الفقرة وابراهيم وداود... هذا بينما توجه محمد سعدبوه بالمجموعة المتبقية إلى ظرع الكلبة ( 8 افراد). وابراهيم الخليل ولحبيب ولد دافا بقيا في أركيم لفرس، وبودا رجع هو وابراهيم ولد عبد الرحمان والقرارات الى التندوف..
هنا أريد أن أؤكد وللتاريخ أنه إذا كان الولي قد فجر هذه الثورة فإن محمد لامين ولد البوهالي قد حافظ على نواتها العسكرية ومواصلة الكفاح المسلح.. بدأ محمد لامين ومن معه بالبحث عن ما تبقى من مجموعة الخنكة، فلم يجدوهم وعلموا بعد ذلك أن السلطات الموريتانية قد إعتقلتهم بأسلحتهم وجمالهم وذهبوا بهم إلى بئر أم أكرين بقيادة ولد بوسيف يوم 30 يونيو 1973. ولم يلتحق بهم من المجموعة ما عدا أبراهيم الخليل، توجه مع محمد لامين إلى مركز المجندين الصحراويين في الجيش الموريتاني بلحفيرة وأتصلا بإبن مسؤول المركز: أبيبا ولد سيدنا ولد المامي، فأكد لهما إعتقال المجموعة، وأن موريتانيا سلمت منهم ستة للجزائر. ومحمد سعدبوه والبشير ولد السالك قررت تسليمهما لإسبانيا لأنهما منطلقان من الصحراء. غير أن المناضلين في بئر أم اكرين، وعلى رأسهم المناضلة الكبيرة أعزيزة منت بدا وبمساعدة الصحراويين المجندين في الجيش الموريتاني، وعلى رأسهم بنة ولد أباهة، قاموا بتهريبهم وألتحقوا بالثوار...
عقدت المجموعة المتبقية اجتماعا برئاسة محمد لامين ولد البوهالي، وأتفقوا على رفض مبدأ التصويت للحسم في القضايا العسكرية، وشكلوا مجلسا عسكريا لتسيير المجموعة يتكون من الأفراد ذوي الخبرة العسكرية وهم: ابراهيم الخليل، محمد لامين ولد البوهالي، محمود ولد محمد سعيد، والبشير الصالح (زامبلا)، وتمركزوا في أكليبات الفرنان(أيك بودرك). وكانت مجموعة تخرج للدراسة بالمنطقة، ومجموعة تتلقى دروسا في التكوين السياسي والعسكري ومحو الأمية، والإتصال بالأرياف لتوعيتهم بأهداف الثورة وتعبئتهم، وكسبهم لصالحها... وقرروا تجاوز الصدمة بتنفيذ عملية ومحاولة السيطرة على دورية للعدو، ليثبتوا للجميع أن الثورة ما زالت متواصلة. مع كثرة الحركة والتنقل والمناورة لإيهام الحكم الموريتاني بكثرة عدد الثوار المتبقين... واتصلوا بمسؤول لحفيرة: سيدنا ولد المامي، فسلمهم بندقية ( رباعية) و17 طلقة وكمية من التموين. والتحق بهم بعد ذلك أبراهيم غالي، ومحمد عبد العزيز وأخبروهم بأن السلطات الجزائرية قد قامت بحملة إعتقالات ضد المناضلين بالتندوف وطلبوا من محمد عبد العزيز، باعتباره ممثلا للجبهة، مغادرة التراب الجزائري قائلين له : لانريد منكم تثوير مواطنينا. لأن الوضعية المزرية التي كان يعيش فيها المواطنون الصحراويون بالجزائر، وخصوصا التندوف،( افريك الواد وادويرات الطوب في رك لمهابيل، كما يسميهم الجزائريون) كانت ظروفا مواتية للثورة وكانت تنتظر فقط من يشعل الفتيل. لهذا إنضموا في معظمهم، في البداية، للثورة وتلقو من خلال الإجتماعات والنقاش، للتكوين السياسي والتنظيم الحزبي(خلايا) الذي لم يعرفوه في حياتهم من قبل، ولم يكن مسموحا به في الجزائر (الحزب الواحد) وهذا هو ما دفع بأحد ضباط المخابرات الجزائرية، الذي فاجأه تكوينهم السياسي خلال إستنطاقهم، للقول: سبحان الله، هؤلاء الرقيبات الذين لم يكونوا يعرفون حتى كيف يلبسون لبلاسهم، لكي تتحدث مع أحد منهم الآن يجب أن تأتي له ببوتفليقة وزير الخارجية.... أما الولي فقد توجه إلى بئر أم أكرين. وكانت حياة الثوار في تلك الظروف جد قاسية: الجزائر تطاردهم، وإسبانيا تطاردهم، وموريتانيا تبحث عنهم، والمغرب يبحث عنهم ويطاردهم، كانوا ثوارا بلا أحذية، عرايا يمتص القمل والجوع والعطش دمهم. والوسخ يحتل مكان اللحم لكسو العظام، التعب والآلام والمعاناة، ومع ذلك كانت المعنويات مرتفعة. كانوا يطبخون قليلا من الشعير في الماء ويأكلونه، أما عندما يصطادون ضبا فتلك وليمة أقيمت. وأتصلوا بأبا ولد ادخيل، وبنة ولد أباهة فزودوهم ببعض التموين، وبعث لهم أبا بجمل لينحروه، وهجموا على جاسوس لإسبانيا فنزعوا منه جمله وبندقية صيد كانت لديه. وواصلوا المسيرة بعزم لايلين. رغم قساوة الظروف، وكان منظرهم بالفعل منظرا مخيفا، عراة خفاة لفحت الشمس أجسادهم، ونزع منهم القمل لباسهم، وهذا هو ما جعل الولي تنهمر دموعه لما ألتقى بهم لأول مرة بعد ذلك في تلك الوضعية المزرية. لأنهم تغيروا وملابسهم رثة بالية وحالتهم يرثى لها. ورغم ذلك العزيمة والإرادة لم يمسسا والإيمان بحتمية النصر لم يتزعزع. وجاءهم ابراهيم غالي وموسى ولد لبصير من بئر أم أكرين ومعهما مناضل انطلق مؤخرا من بوكراع في سيارة إسبانية مختطفة، سيكون له دور كبير في حرب التحرير الوطنية. ولم يكن ذلك المناضل غير لحبيب ولد عوبا الذي سيعرف بأيوب لحبيب... وجاءتهم الأخبار من التندوف، بأن السلطات الجزائرية قد غيرت النقيب الذي كان مسؤولا بالتندوف، وبعثت به إلى بشار، وقررت السماح للجبهة بحرية الحركة فوق أراضيها... وكان هذا الموقف الذي جاء في نهاية صيف سنة 1973 بصيص أمل وسط هذه الوضعية المظلمة. فتوجه الولي ومحمد عبد العزيز إلى التندوف، وواصلت المجموعة رصدها لتحركات العدو، ولما علم أفرادها بدورية إسبانية تبحث عنهم قرروا مهاجمتها. وكان الثوار متمركزين بمرتفعات تامريكط ولأن كل واحد يريد المشاركة في العملية إحتكموا إلى القرعة. وكانت من نصيب المجموعة التالية: أبراهيم غالي، بطل سيد أحمد، موسى لبصير، لعروصي، أيوب لحبيب، والبو ولد أبيشة، فتهيأت المجموعة للإستلاء على دورية ولد ميلد لأخذ أسلحتهم وجمالهم دون قتل الصحراويين المكونين للدورية. إنطلقوا نحو جبال أرغيوة. وكان ذلك يوم 13 سبتمبر 1973، وتمركزوا بأرغيوة مدة 17 يوما. يقومون خلالها بدراسة المنطقة ومراقبة تحركات العدو. أخذوا علما بدورية إسبانية تتكون من ستة جنود صحراويين من راكبي الإبل، يترأسهم العريف ولد ميلد، ويبحثون عن الثوار، وقد نصحهم المواطنون في نواحي أرغيوة بعدم متابعة الثوارلأنهم مجموعة من المجاهدين، هدفهم أولا وقبل كل شيء النصارى، ولايريدون شرا بالصحراويين. ولقد كان المنظر جد مؤثرا لما قامت أخت مسؤول الدورية بالبكاء راجية من شقيقها عدم الإصطدام مع الثوار، وهي تحلب له لبن ثدييها في التراب... ولكنه رد عليها بعنف قائلا: لابد لي من القضاء على هؤلاء الفلاكة..أسراريك ( اللصوص)... ويوم 30 سبتمبر نصب لهم الثوار كمينا وقعوا فيه في تمام الساعة الحادية عشر صباحا، فأطلقوا الرصاص في الهواء، وطلبوا منهم الإستسلام ورمي أسلحتهم، لأن هدفهم كان هو الإستلاء على أسلحة وعتاد الإسبان من دون قتل الصحراويين المجندين في صفوف الجيش الإسباني. فرمى أعضاء الدورية أسلحتهم ورفعوا أيديهم مستسلمين. غير أن مسؤولهم أناخ جمله، وأسند بندقيته على رقبة الجمل، وأطلق عليهم النار فترجوه للمرة الثانية، فاطلق عليهم النار مرة أخرى، وفي المرة الثالثة إنطلقت رصاصة واحدة من بندقية أحد الثوار، وهو أيوب لحبيب، فمرت بين رقبة الجمل البارك ورجليه لتستقر في متانة الرجل، فسقط ولما تقدم الثوار نحوه وجدوه يحتضر، فقال لهم، لقد قتلتموني، فردوا عليه لقد قتلت نفسك بيدك... وغنم المقاتلون ستة بنادق جديدة، وستة جمال. وكانت غنيمة لا تقدر ساعتها بثمن.. فقاموا بدفن القتيل وهو الكابو ابراهيم ولد ألمين ولد أباهة ولد ميلد، وأنسحبوا بالأسرى معهم. وألتقو بالمجموعة التي لم تشارك في العملية، في تامريكط. بعد هذه العملية بدأت التنسيقات مكشوفة بين الإستعمار ونظام المخطار ولد داداه، حيث قاموا بشن حملات تمشيط كل واحد من جانبه بحثا عن الثوار... وأمام هذه الوضعية عقد الرجال الأوائل المسلحون من أبناء هذا الشعب إجتماعا لمواجهة الحملة الموريتانية الإسبانية، وقرروا تقسيم أنفسهم إلى مجموعتين: المجموعة الأولى برئاسة الفراح عبد الغني، تتوجه إلى الشمال، والمجموعة الثانية يقودها محمد لامين البوهالي تبقى في الجنوب. حملت سيارة أبا ولد أدخيل المجموعة الأولى ووضعتها شرق عين بن تيلي، وألتحقت بهم الإبل ( 3 جمال) وواصلوا الطريق نحو الشمال على أمل أن يتصلوا بمجموعة الصالح ولد غشيو وعبد الرحمان ولد عبد الله ورفاقهم المنطلقون حديثا من الزاك. ويتوجهون بهم إلى الشمال...
لنترك الآن هذه المجموعة تواصل طريقها نحو الشمال على أمل الرجوع لها بعد إصطدامهم مع القوات الإسبانية شرق المحبس، ونرجع للمجموعة الثانية التي بقيت في الجنوب. لقد ذهب سبعة منهم نحو جبال أرغيوة للقيام بالدراسة ورصد تحركات العدو، والمجموعة الباقية إكتشفتهم القوات الموريتانية بمرتفعات تامريكط. وما زال معهم الجنود الأسرى. ولما عرفوا بأن القوات الموريتانية قد إكتشفتهم، وبدأت تحاصرهم، تشكلوا أمامها في المرتفعات. وقدمت نحوهم سيارة عسكرية موريتانية تحمل علما أبيضا، وطلبوا أن يذهب معهم أحد الثوار للتفاوض، فذهب معهم أبراهيم الخليل، وعقدت المجموعة إجتماعا لمناقشة الوضع.. بعد نقاش معمق قرروا أن يسلم سبعة منهم أنفسهم بلا سلاح مع الأسرى وأن يختبأ إثنان في أعلى المرتقعات، ويحافظوا على السلاح والجمال والأمتعة وهما السالك أجريو والسالك أحمد الولي، وألتحق بهم أبراهيم الخليل الذي أستطاع الفرار في جنح الظلام. وقد تم التسليم بعد نقاش مطول مع الضابط الموريتاني الملازم الأول: مولاي هاشم، الذي تعهد لهم بإطلاق سراحهم بعد النقاش معهم، فتم حملهم إلى بئر أم أكرين، حيث ناقشوا مطولا مع الحاكم الموريتاني مولاي ولد بوخريص، الذي عينته موريتانيا مؤخرا حاكما بالمنطقة بحكم إنتمائه القبلي، بعد تفجير الثورة. وتحرك الصحراويون المجندون في الجيش الموريتاني، والجماهير ببئر أم أكرين وعلى رأسهم أعزيزة منت بدا، ضد أعتقال الثوار، مما فرض على الحكومة الموريتانية إطلاق سراحهم. فألتحقوا برفاقهم، وأجتمع الجميع عند حاسي الكيمار، قرب الحمراء، بما فيهم المجموعة المنطلقة حديثا من جنوب المغرب(الزاك). خلال هذا الإجتماع قدم لهم الولي مصطفى السيد المجاهد محمود ولد بهاها، بإعتباره قائدا شجاعا من أبطال جيش التحرير، ويعد من أكثر خلق الله دقة في الرماية، فرصاصته لاتخطئ أبدا. وكان والده مجاهدا كبيرا من رجالات حرب المقاومة ضد الإستعمار الفرنسي. ويقول عنه الفرنسيون والإسبانيون (محمود) بأنه مسؤول لوحده أيام حرب جيش التحرير عن قتل قرابة 300 جندي منهم.. وكان أول صحراوي يسقط طائرة فرنسية قرب أرغيوة بطلقة خارقة حارقة من بندقية أتساعية، وقد قاد عمليات مركالة، اكركر، أطوارف، والعركوب.. وإبنه سعدي ولد محمود شارك في حرب الجولان مع الجيش السوري، وأبلى فيها البلاء الحسن، وأعطته سوريا وساما ورتبة ملازم أول... ورفض الحرب ضد شعبه، كما رفض الحرب مع الأمريكان ضد العراق خلال حرب الخليج... ومحمود بهاها لديه في الثورة 3 أبناء شهداء، وإثنين جرحى وهما محمد أحمد، والصالح. ولدقته في الرمي قام مرة بالتصويب نحو صحراوي لا يريد قتله، فأدخل رصاصته في فوهة بندقيته، وحطمها من دون أن يصيبه بأذى...
عُقد إجتماع لهيئة الأركان، وهم أعضاء اللجنة التنفيذية العسكريون، وقد حضره الولي مصطفى السيد، محمد لامين البوهالي، محمد سعدبوه والصالح غشيو، وقد إنتقد الجميع عدم حضور أبراهيم غالي، لإنه هو الكاتب العام ويجب محاسبته على سلاح الخنكة، الذي سلمه لقريبه وعدم حضوره الدائم مع الثوار، لأنه لا يتحمل الحياة القاسية التي يعيشونها، فكان دائما يفر نحو بئر ام اكرين او خيام الصحراويين المجاورين بالمنطقة... وقد حضر معهم هذا الإجتماع محمود ولد بهاها ويحظيه ولد الديد، كما تم خلال هذا الإجتماع الذي دام يومين مراجعة تامة للعمل العسكري منذ الإنطلاقة الأولى بسلبياته وإيجابياته، وقد توصل الإجتماع إلى خطة العمل التالية للحفاظ على النواة العسكرية للجبهة الشعبية: محمد لامين ولد البوهالي يرأس الفرقة الأولى وينوب عنه عبد الرحمان ولد عبد الله أحد أبطال جيش التحرير، وأكثر الجماعة خبرة في الحرب والمعارك بعد محمود ولد بهاها.. والنائب الثاني أبراهيم الخليل، ومسؤول الفرقة الثانية بالشمال الصالح غشيو وينوب عنه عبد الغني والبشير ولد السالك. الفرقة الثالثة تتوجه إلى الجنوب ويرأسها محمد سعدبوه وينوب عنه الغزواني أعلي علال. الفرقة الرابعة تقوم بجمع الأسلحة وتتوجه إلى قالمان ومقطير وعلى رأسها يحظيه ولد الديد. الفرقة الخامسة تتوجه إلى إكيدي وأركشاش وبشار وباديته، ويتكفل بها البشير الصالح، ومحمد فاظل عالي... نرجع الآن إلى المجموعة الأولى التي توجهت إلى الشمال، حاولت المرور بين الزاك والمحبس، وأصطدمت مع دورية إسبانية في أكرارت أعراريظ، تم خلالها قتل عريف صحراوي في الجيش الإسباني. وأنسحبوا في إتجاه لكرب( مرتفعات لحمادة)، غير أن الجيش الإسباني إقتفى أثرهم بعد أن ظل ساعات طوال يقصف لكرارة بالطيران والمدفعية، وألتقى بإثنين من الثوار كانوا قد ضلوا الطريق، فتم أسرهما وهما: محمد ماموني والبشير ولد السالك...أما أحبابي فقد إختبأ في ظل شجرة من الطلح ونجا من القصف بأعجوبة، وتوجه نحو الزاك، بعد أن خبأ سلاحه، وأتصل بالفرع فأرسلوه إلى مجموعته. وكان إعتقال إثنين من الثوار ضربة مؤلمة لهذه المجموعة... وقد إلتحقت بهم المجموعة الأخرى المتوجهة نحو الشمال بمنطقة أحسي بيبا، وكانت فرحة اللقاء أكبر من أن تتصورأو توصف... وبدؤوا في تنظيم المنطقة الشمالية، وأتخذوا مركزا خلفيا لهم بمرتفعات أزكر وهو كهف كبير كان مقرا لجيش التحرير، تغطي مدخله شجرة زيتون كبيرة. وبدؤوا بدراسة المنطقة والإتصال بالمواطنين وتوعيتهم وبعثهم للجنود الصحراويين المجندين مع إسبانيا، يطلبون منهم عدم المشاركة في الحرب، وربط الإتصال مع الفرع في الطنطان والزاك، لتوفير التموين والإمداد للثوار. كما درسوا المنطقة: أزكر، تاسميمت، السمانيات، الخنكة ولحزام وخوي أنعام، وكل هذا سيرا على الأقدام، وحاصروا الحراسة المتواجدة بالخنكة ويرأسها أسويليكي ولد أمو، وناقشوا معهم، وطلبوا منهم أن يتركوا بينهم وبين النصارى، وأن لايكونوا ساترا ودرعا دونهم، وسلموهم مناشير الجبهة. وبدؤوا التخطيط لشن هجومات في المنطقة الشمالية لإرباك العدو.
في الجنوب إنطلق عشرة ثوار لتنفيذ عملية عسكرية ضد دوريات العدو وهم : أيوب لحبيب، الغزواني علال، محمد لسياد، حسن ولد أحمد، ونفعي الداه، واسلامة ولد السبيدي، واحمد محمد سالم بهاها، ويحظيه ولد عبدي، ولغظف ولد هدو، ولحويكم.. بقي إثنان منهم عند الجمال، والباقي توجهوا على أرجلهم لتنفيذ العملية. وأكتشف الإسبان أثرهم، فألتحقوا بهم في 12 سيارة منتصف النهار يوم 26 يناير 1974، فأطلق عليهم الثوار النار قبل أن يكتشفوهم، وبدأ تبادل إطلاق النار. جرح يحظيه ولد عبدي عند الطلقات الأولى، ولما حاولوا محاصرتهم غيروا مواقعهم. وقد كان الداه نفعي في ذلك اليوم شجاعا وقويا حيث حمل الجريح على ظهره وتنقل به رغم صعوبة المنطقة. وتواصلت المعركة إلى العاشرة ليلا. حيث بدأ الثوار في الإنسحاب بعد أن فتحوا ثغرة في حصار العدو. وفي الصباح الباكر إلتحق المنسحبون بإبلهم في لحفيرة. وانقضت عليهم طائرات الهيليكوبتير، وظلت تقصفهم طول النهار. وحالت القوات بينهم وبين تموينهم، فقاوموا ليلة ونهارا من دون تموين ولا اكل ولا شراب. وقد تم أسر مجموعة منهم بعد ان نفذت ذخيرتهم وهم : الجريح يحظيه ولد عبدي، محمد ولد لسياد، احمد محمد سالم ولد بهاها، وأسلامة ولد السبيدي. وكان عليهم أن يواصلوا الكفاح من داخل سجون العدو.. ورغم هذه الضربة المؤلمة تواصلت المسيرة، وتكررت العمليات في الشمال والجنوب. وهذه العملية هي عملية كَلب لحمار...
يوم 5 مارس 1974 إلتقت مجموعة من الثوار مع كهل من أهل البادية وراء إبله، وبعد السلام أخبروه بالثورة والجهاد والكفاح ضد النصارى والإستعمار، وغادرهم وهو يدعو لهم الدعوة الصالحة وحبات مسبحته تتعاقب الواحدة تلو الأخرى.. ولكنه ما أن غاب عنهم حتى إندفع مسرعا للسلطات الإسبانية في أجديرية ليبلغهم بتواجد الثوار.. فأنطلقت دورية إسبانية للبحث عنهم، وأكتشفتهم يوم 8 مارس بحاسي أمعيطلا، حيث وقع إشتباك معهم تم خلاله جرح البشير لحلاوي جرحا بليغا إستشهد على إثره بعد أن أوصلوه إلى أجديرية. المعركة وقعت مع وحدتين من البوليسيا ومجموعتين من القوات المحمولة على الجمال.. وقام الثوار بمهاجمة مركز أجديرية يوم 12 مارس، ووقعت معهم معركة إخرى يوم 13 مارس، 10 كلم شرق إجديرية، وقد دامت المعركة إلى ساعة متأخرة من الليل، تكبدت خلالها القوات الإستعمارية عددا من الجرحى والقتلى، وأستشهد لعروصي وعبد الرحمان ولد عبد الله، وكانت خسارة كبيرة للشمال بحكم أن الشهيد عبد الرحمان أكثرهم خبرة في المعارك، وكان بمثابة الأب الكبيرللمجموعة. وهنا قررت المجموعة الإنتقام من الجاسوس ليكون عبرة لغيره، فظلوا يراقبون تحركاته ويرصدون تنقلاته إلى أن وجدوه في مكان معين فطلبوا منه الخروج، ومباشرة قطعوا أنفه وقالوا له قل لإسبانيا تعطيك أنفا جديدا.. وشاعت العملية، وأصبح كل جاسوس قبل أن يتوجه إلى الحكومة، يمر أمام المرآة ويتصور وجهه بلا أنف فتقشعر منه الأطراف ويتراجع عن إيصال الأخبار للعدو.. وبعد ذلك أخذت عملياتنا نسقا واحدا وهو إشعار إسبانيا بأننا موجودون. حيث كانت بلاغاتنا العسكرية تنتهي بنفس العبارة: وأنسحب ثوارنا قبل التمكن من إحصاء خسائر العدو. وكانت العمليات هي مهاجمة مراكز العدو الحدودية ليلا، وإطلاق النار عليهم والإنسحاب ليلا : الخنكة، لحزام، بئر لحلو، أتفاريتي، وبعد ذلك إنسحب العدو من المراكز الحدودية: الخنكة، لحزام وبئر لحلو، وتواصلت العمليات رغم أنها أصبحت أكثر صعوبة، حيث أصبحنا نقوم بقطع 70 كلم على الأقدام في ليلة واحدة لتنفيذ العملية والإنسحاب، وكنا ملزمين بالمحافظة على الظرف الفارغ. فكل من أطلق رصاصة عليه أن يأخذ الظرف الفارغ ويضعه في جيبه، لكي لا يعرف الإسبانيون أن سلاحنا قديم. ومعظم ذخيرته تنفجر بالكبريت، كما كان شعارنا خلال 73 و74 أن النساء الصحراويات يلدن الرجال، ولكنهن لايلدن السلاح، لهذا فالسلاح أغلى من الإنسان، وإذا أستشهد أحد أو جرح نأخذ سلاحه ونتركه ليواصل الكفاح من داخل سجون العدو...
وهكذا حافظ هؤلاء الرجال بزعامة محمد لامين ولد البوهالي، على النواة الأولى لثورة 20 ماي، ولعبت جماهيرنا بالبوادي الدور الكبير في إحتضان الثوار وفتح المجال امامهم للعيش وسط بحر الجماهير كالسمك في الماء، قبل ان يتلقوا اول دفعة من السلاح الحديث من طرف الزعيم الليبي امعمر القذافي رحمه الله، والتي ستغير الأمور رأسا على عقب...
رحمة الله على الشهداء والنصر للشعب الصحراوي...
عن كتاب مجتمع البيظان: تاريخ أمة وكفاح شعب. لمؤلفه المحجوب السالك.

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit