قيادة الربوني تلميذ غبي. طباعة
الأخبار - أخبار وأحداث.
الثلاثاء, 24 يونيو 2014 16:18

لا شك ان الواقع والمعطيات والحقيقة اكدا مقولتنا بان قيادة الفساد بالربوني تلميذ غبي لا يستفيد من دروس التاريخ. وذلك ما تجلى في عملية البوليس الوحشية الت نفذوها لإختطاف المواطن والمقاتل السابق: الغيلاني لحسن بومراح...

فقد طرح التدخل الاخير المزدوج لقوات  شرطة ودرك ضد مواطن بريء بدائرة الحكونية ولاية العيون، مع الصباح وما أحدثه من ترويع للاطفال والنساء تساؤلات مشروعة حول اتجاه بوصلة سيف هده القيادة وهي تحاول ضبط الواقع المأزوم .إلا أنها تجد  نفسها تشحذ السيوف  في وجه مواطن بريء وبصورة يستهجنها الرئيس وأعونه  على القوات المغربية في المدن الصحراوية  لكنه يجدها اسلوب لكبح جماح مطالب الناس في العيش بأبسط مايملكون على ارض جرداء.

ليست حادثة العيون الاخيرة نشازا بل سبقتها عمليات أخرى كانت نتيجتها الاخيرة زيادة الإحتقان وصب الزيت على نار وسط لهيب الواقع المعاش. إلا ان سلوكات هذه القيادة ورئيسها تصيب في اغلبها الاستقرارالهش أصل  بمقتل عند كل عملية تدخل مشينة تحت جنح الظلام او مع  الفجر على شاكلة اللصوص .  وبعد ان ينجلي دخان الهجوم يكتشف الرأي العام فظاعة الجريمة  التي رافقت العملية لكن القيادة لاتحاسب أي كان طالما تحقق اهدافها  ومهما كان حجم الترويع النفسي الذي يخلفه ليس في نفوس العامة بل حتى في نفسيات اطفال يشاهدون كيف تقتحم خيم اهلهم ويساق ذويهم الى الزنازن تحت السحل والضرب وهو مايخلق جيل غاضب ينتظر أي فرصة للانتقام .والغريب أكثر في هذه القضية هو ان عملية الهجوم  التي لايمكن وصفها الا بالهمجية حدثت بالتزامن مع انعقاد الجلسة السنوية لحقوق الانسان بمدينة جنيف السويسرية وهو مايثبت وبالدليل ان قيادة "الرابوني" يتصرفون وكأنهم في كوكب خارج المجموعة الشمسية متجاهلين ان مايحدث بالمخيمات يمكن ان يصل الى العالم الخارجي قبل ان تصل الرسالة التي يعممها النظام في ندواته الباليه والفضل في ذلك يعود الى مواقع التواصل الاجتماعي التي تخطت الحواجز النظامية. ألم نقل لكم بان هذه القيادة المتسلطة تلميذ غبي.

فمن هو الشاب الغيلاني لحسن؟

ليست هذه المرة الاولى التي يتعرض فيها الشاب الغيلاني لحسن الى الاختطاف والتعذيب على أيدي أجهزة الامن الصحراوية، الشاب الذي رفض الفساد في المؤسسة العسكرية عندما كان مقاتلا تعرض الى عمليتي إختطاف سابقة والسبب لانه يعارض كل من تسول له نفسه إستغلال منصبه لاغراض شخصية .

بداية الحكاية بدأت عندما كان الشاب مقاتلا في صفوف الناحية العسكرية السابعة, حينها كان شاهدا على تجاوزات كثيرة تحدث في الناحية من قبل القائمين عليها مادفعه هو ومجموعة من الشباب الى إعلان رفضهم للامر مطالبين بالشفافية خاصة في المسائل المخصصة للمقاتل البسيط، من قبل المؤن الغذائية وقطعان المواشي المخصصة للناحية والتي يتصرف فيها بعض القادة دون الرجوع للمقاتلين. بعد شهور من احتجاج الشباب على اساليب التسيير تحسنت الاوضاع نوع ما وأستحسن المقاتلون خاصة كبار السن ما أصبحت عليه الاوضاع , لكن أجهزة الامن بالناحية وبعدما أحست بأن الامر ليس في صالحها عادت الى تفريق المجموعة بين نواحي جيش التحرير الشعبي الصحراوي , تم نقل الغيلاني الى الناحية العسكرية الثالثة لمدة ليست طويلة ليتفأجا بعد ذلك بقرار طرده من مؤسسة الجيش في حادثة هي الاولى من نوعها , فالمؤسسة هي ملك للشعب الصحراوي ويفترض بها أن تحتضن كل أبنائه خاصة وأن الشاب تطوع للذود عن حرمة الشعب وأنضم إليه دون تردد... ورغم بحثه عن مبرر لهذا التصرف لم يجد الشاب أي جهة تنصفه فقرر التفرغ للعمل الخاص وبدأ العمل كسائق سيارة أجرة "باصاجا" بين ولاية السمارة مكان سكنه و الشهيد الحافظ بوجمعة ومدينة تندوف الجزائرية، وفي في اوائل سنة 2010 إنتشرت مجموعة من المناشير تدعوا الى الاصلاح والتغيير من طرف المعارضة الصحراوية: الجبهة الشعبية خط الشهيد، وقد أعجب الشاب بما جاء في المناشير وكأنها تعبر عن مشاعره وآحاسيسه لهذا قرر الغيلاني أن يضع أحد تلك المناشير على زجاج سيارته في الجهة الخلفية... لم تمضي سوى أيام قليلة حتى تفأجا الشاب بمجموعة من رجال الامن تقتاده الى مخفر الشرطة بولاية السمارة عندما كان ينتظر دوره في المكان المخصص لسيارات الاجرة والقريب من مخفر الشرطة بالولاية. تم التحقيق معه بشكل أولي قبل أن يتفأجا بوكيل الجمهورية أنذاك المدعو " النزيه " من الشباب المهجر المنطلقين مؤخرا...  لم يكن النزيه نزيها حيث قام بتوبيخ الشاب وسبه باقبح الألفاظ، بل وقام بشنقه في الوقت الذي كان مكبلا من طرف رجال الشرطة بالولاية. خيم الليل على الولاية فوجد رجال الامن فرصتهم في إستعراض أساليب القمع، تم تجريد الشاب من ملابسه ووضعت الاغلال في ايديه ورجليه وترك مدة طويلة في زنزانة لا تتسع الا لشخص واحد فيما كان البرد القارس يأكل جسده النحيف، بعد ذلك تم إقتياده الى مكان مجهول تبين له فيما بعد انه سجن الرشيد سيء الصيت، هناك وجد أمامه مجموعة من المحقيقين،  تم التحقيق معه وهو في حالة سيئة للغاية فلم يعد قادر على الحركة بفعل الاغلال والبرد القارس والتعذيب النفسي الذي تعرض له. لم يخلص التحقيق لنتيجة وتبين للمحقيقين أن لا صلة له بالعدو المغربي، ولكنه شاب معارض للفساد والمفسدين ومتعاطف مع افكار خحط الشهيد المعرض... في الوقت الذي كان الشاب يقبع في سجن الرشيد كانت أخواته في حيرة من أمرهن بعد مرور يومين على إختفائه خاصة أن الاب والام أنذاك في المناطق المحررة. الحالة النفسية لأخواته إزدادت عندما شاهدناه بعد يومين وهو في حالة يرثى لها، فبعد التأكد من عدم صلته بالعدو المغربي تم نقل الغيلاني الى القرب من مقر الهلال الواقع شرق ولاية السمارة أين تم تسليمه مفاتيح سيارته وطلب منه أن يمضي في سبيله وكأن شيئا لم يكن. نفس ما كان يقوم به اسويد احمد البلال وجلاديه، نفس الجرائم، ونحن في 2014... الم نقل لكم بان قيادة الفساد تلميذ غبي...

بعد ما حدث حاول شقيق المعني أن يجد من ينصفه في القضية لكنه لم يجد أذانا صاغية، دشن مجموعة من الاتصالات مع السلطات الجهوية للولاية التي كان على رأسها رئيس المجلس الوطني الحالي " خطري ادوه" لم تفضي تلك التحركات الى نتيجة تذكر وقرر الشاب مواصلة حياته بشكل عادي قبل أن يكتشف فيما بعد أنه مصاب بمرض ألتهاب الكبد ( بوصفير) ولاشك أن تلك التجربة التي مر بها قد ساهمت بإصابته والى الان مازالت إلتهابات في مفاصله شاهدة على أغلال كبلته وانهكت جسده النحيف.

وبعد تأسيس مجموعة 5 مارس شارك الشاب رفقة شباب كثر في مظاهرة مطالبة بالاصلاح أمام مقر رئاسة الجمهورية، وأثناء لقاء الرئيس والحكومة بالشباب في مقر وزارة الثقافة تحدث الشاب عن ما تعرض له من طرد وتعذيب وإهانة أمام الحاضرين لكن لا أحد أنصفه.

تمضي الايام وقرر الغيلاني مواصلة حياته بشكل عادي وأسس أسرة بدائرة الحكونية وبعد سنتين تقريبا حاول بناء محل تجاري صغير بالقرب من منزله القريب من الطريق المعبد تفاجأ مرة اخرى بسياسة المنع وتم إختطافه بنفس الاسلوب، بعد ان طلب منه رجال الامن مرافقتهم الى مقر ولاية العيون وقالوا له بأن الوالي يطلبه ليكتشف أن الامر مجرد كذبة وتم إقتياده الى السجن المعروف شعبيا " بالذهيبية ". أمضى الغيلاني في سجن الذهيبية أياما وتم الافراج عنه فيما بعد على أن تتم محاكمته،  وبعد خضوعه لجلسة إستماع بمحكمة بوجدور الابتدائية حكمت المحكمة بعدم الاختصاص في قضيته والحقيقة أن المحكمة لم تجد تهما توجهها للشاب. ولم تنصفه ممن اختطفوه وعذبوه...

عاد الشاب بعدها الى بيته وعائلته الصغيرة المكونة من زوجته وإبنته وفي فجر السابع عشر يونيو 2014 تفاجأ بزوار الليل يقتحمون منزله ويعتدون عليه وعلى زوجته بالضرب في مشهد غريب على الاعراف الصحراوية , لم تكتفي قوات الامن المكونة من ثلاثة سيارات من نوع " تويوتا " وسيارة للامن بلون أبيض لم تكتفي بضرب المعني بل تم تكسير مستلزمات منزله ( طبلة، تلفزيون، مكتبة ) وبعدها تم إختطافه مرة اخرى ولم يعرف الى أين؟ فمصيره حتى الآن مجهولا... وكأن لعنة الاختطافات تطارده .

ورغم كل ما حدث له في وقت سابق لم يفكر هذا الشاب في الخيانة أو الالتحاق بالعدو كما فعل ويفعل البعض خاصة من المسؤولين الذين بمجرد أن تمس مصالحهم يسارعون الى الالتحاق بالعدو، وبيعنا في المزاد العلني. لقد كان الغيلاني محصنا دائما مثله مثل اللاف الشباب المعارضين لقيادة الفساد والمفسدين، من إغراءات العدو المغربي ومايزال هدفه الاول والاخير هو الاصلاح وتحرير أرض الساقية الحمراء وواد الذهب، ولو كانت له سوابق فلماذا تم إختطافه بهذه الطريقة البوليسية التي تعيد الى الاذهان تعامل الاحتلال المغربي مع أهالينا في المناطق المحتلة.

لقد قلناها في خط الشهيد، اكثر من مرة، بان كل من يتصور ان هذه القيادة ستتغير، فهو مخطيء ويحلم، لأن الجلادين والمسؤولين عن الإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان: من إختطافات واعتقالات وتعذيب وإغتيالات، في السبعينيات والثمانينيات، هم من لا يزالوا في مقاليد السلطة، فكيف تريدون من الذئاب ان تتحول بين عشية وضحاها إلى خرفان وديعة؟؟؟

لكن الاكيد أن عملية الخطف هاته مدانة، وانتهاك حرمات المواطنين البسطاء خاصة اولئك الذين لايرضون الذل ولا الاهانة أيضا مدانة... وفساد القيادة وديكتاتوريتها مدانة كذلك...

بطل واحد هو الشعب وزعيم واحد هو الشهيد.

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit