مشروع روس، يرمي بالقيادة في الجزائر. طباعة
الأخبار - أخبار وأحداث.
الخميس, 19 فبراير 2015 18:23

واخيرا، وبعد شهور طويلة رجع السيد اكريستوفر روس، للمنطقة وفي جعبته الجديد، الجديد هذا مبني على إحترام تعهد اعطته الأمم المتحدة، للمغرب، عبر امينها العام ومدعم من طرف بعد الدول الكبرى والمبني على عدم المساس بما يسميه المغرب الوحدة الترابية... هذا التعهد الذي بموجبه سمحت المغرب بدخول رئيسة المينورصو للمغرب وزيارتها للصحراء الغربية وجولة السيد اكريستوفر روس...

في الوقت الذي اقلعت فيه الطائرة الاسبانية التي تقل السيد روس من التندوف نحو انواقشوط بساعتين، قدمت طائرة خاصة من الجزائر لتحمل اكبر وفد من القيادة الصحراوية في زيارة رسمية للجزائر، يتقدمه محمد عبد العزيز الأمين العام للبوليساريو، وما أثار انتباه الملاحظين، انه اول وفد كبير من هذا الحجم والمستوى، يزور الجزائر، فهوممثل لكل القبائل الصحراوية: الرقيبات، الشرق والساحل تكنة اولاد دليم واولاد تيدرارين وغيرهم، وهذا، بناءا على العقلية القبلية لمحمد عبد العزيز، تنم على وجود مشروع خطير يجب ان يشارك فيه الجميع لكي لا يُحمل هو المسؤولية، مثل مسؤولية قرار وقف اطلاق النار. الوفد استقبل من طرف السيد سلال، الرئيس الفعلي للجزائر، ووزير الخارجية، ويوم امس اجتماعا سريا ومطولا مع المدير العام للمخابرات العسكرية الجزائرية بحضور رئيس هيئة الاركان، وحتى الآن لم يتسرب اي شيء عن فتوى المداولات ولا عن المشروع الذي قدمه روس لقيادة البوليساريو، والذي رمى بها نحو الجزائر عن بكرة ابيها في اقل من 12 ساعة بعد لقائه مع الرئيس الصحراوي...  بعد المصادر الموثوقة والمقربة من الكتابة العامة بالربوني، اكدت ان السيد روس قال للبوليساريو، ان النزاع طال اكثر من اللازم، ولا بد له من حل مستعجل، وهو حكم فدرالي، او تحويل الملف الى البند السابع وساعتها مجلس الأمن هو الذي سيقرر الحل الذي يراه مناسبا وقد لا يكون في مصلحة البوليساريو باعتبارها الحلقة الضعيفة في الصراع... والحكم الفدرالي، هو حل اكبر واوسع واشمل من الحكم الذاتي،  واقل من الاستقلال، ولا شك ان نتيجة المداولات والنقاشات بين السلطات الجزائرية والصحراوية، ستجعل الجزائر تحضر الجواب للسد روس خلال زيارته للعاصمة الجزائرية... هذا يدل على ان النزاع في الصحراء الغربية مقدم على تغيرات كبرى قد تغير كل المعطيات، وهذا ما اثبته هذا الوفد الكبير من  قيادة البوليساريو الذي يتنقل لأول مرة في تاريخ النزاع نحو الجزائر للقاء مع السلطات العسكرية والمدنية الجزائرية...

ولكن ما هي الفدرالية التي يقال بان روس عرضها على الأطراف؟ الفيدرالية تعني الاتحاد الاختياري أي التعايش المشترك بين الشعوب والاقليات وحتى بين الشعب الواحد في أقاليم متعددة كما الحال في ألمانيا.  والاتحاد الاختياري هو أحد ممارسات حق تقرير المصير، المنصوص عليه في العهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة . والاتحاد الفيدرالي لا يتحقق إلآ في نظام ديمقراطي تعددي برلماني  يراعي فيه حقوق الإنسان، فالتعايش الحر والمتواصل, الأخوي, الاختياري لآ يستقيم و لا يدام إلا إذا قام على أسس واضحة من المساواة التامة في الحقوق والواجبات وعلى الاختيار الحر و الطوعي وفي أجواء ديموقراطية حقيقية. والفيدرالية ضمانة لحقوق الأفراد ويضمن الاستقلال الذاتي للأقاليم والمناطق المحلية.

ومن هذا التعريف، يظهر ان الجزائر من الصعب عليها بعد اربعين سنة من النزاع ان توافق عليه، لأنها ستكون هي الخاسر الوحيد، التي ستطلع من الحل بلا حمص، ومن دون موافقة الجزائر، فلا حل هناك، والنتيجة سنوات اخرى طويلة من اللجوء والمعاناة والتشتت للعائلات الصحراوية، وتصبح قضيتنا، كما قال زعيم المعارضة المحجوب السالك، هي عملة مقايضة في إطار الصراع بين المغرب والجزائر من اجل الهيمنة على المغرب العربي... وإنا لله وإنا إليه راجعون.

بطل واحد هو الشعب وزعيم واحد هو الشهيد.

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit