ماذا بعد الزوبعة؟؟ طباعة
الأخبار - أخبار وأحداث.
الاثنين, 28 مارس 2016 15:29

 

ماذا يجري في الصحراء الغربية ؟

طرد العشرات من افرد بعثة المينورسو الى جزر الكناري وغلق مكتب تنسيقها العسكري بمدينة الداخلة من قبل العدو المغربي، اعلان البوليساريو عن رفع درجة التاهب الى الدرجة الاولى استعدادا لاي طاريء، تدخل موريتانيا واسبانيا لتهدئة الاجواء، اجتماعات متتالية لمجلس الامن الدولي بعضها علني وبعضها احيط بالسرية… الخ، تطورات متسارعة تمر بها القضية الوطنية منذ الزيارة الاخيرة للامين العام الاممي الى مخيمات اللاجئين الصحراويين ومنطقة بئر لحلو المحررة، وربما لم يخطر على بال اكبر الخبراء والمتابعين لتطورات القضية الصحراوية ان تصل الازمة بين المغرب والمنظمة الاممية الى ما وصلت اليه، ما يدفعنا الى التساؤل عن من المستفيد مما يجري؟

وهل هذه التطورات لها انعكاس على مستقبل القضية الصحراوية ام انها لا تعدو ان تكون زوبعة تضاف الى زوابع شهر ابريل التي مل منها المواطن الصحراوي خلال اكثر من ربع قرن؟

عودة الحرب الى المنطقة

رغم حالة الاستنفار المعلنة من قبل الطرفين الصحراوي والمغربي بعد التطورات الاخيرة الا ان الجميع على دراية ان قرار العودة الى الحرب في منطقة الصحراء الغربية هو قرار خارج عن اطار تحكم اطراف النزاع الرئيسية، فالمغرب لا يمكن ان يعود الى الحرب الا بعد حصوله على ضوء اخضر سعودي فرنسي، اما جبهة البوليساريو فلا يمكنها ان تعود الى الكفاح المسلح الا بعد استشارة الحليف الجزائري، وهذا تجنبا لاي سوء فهم قد ينجر عنه اعادة سيناريو رالي باريس-داكار. الفضيحة.

كما ان المبالغة في ردود الفعل المغربية على زيارة بانكيمون قد يكون الهدف منها هو اعطاء اشارات للمنظمة الاممية عن رفض المغرب لاي حلول قد تفرض من قبل المنتظم الدولي، وهو ما اشار اليه ملك المغرب في احدى خطاباته الاخيرة معلنا عن رفضه للحلول التي تطبخ في المكاتب المكيفة حسب قوله، ما قد يعني ان طرد المينورسو والتهديد باشعال المنطقة لا يعدو ان يكون اشارة لثني الهيئة الاممية عن ايجاد حل سلمي للقضية الصحراوية، وبالتالي استمرار الامر الواقع الذي تمر به القضية منذ عام 1991.

ورغم الهبة الشعبية واستعداد المواطن الصحراوية للتضحية بالغالي والنفيس من اجل تحرير وطنه وانهاء وضعية اللجوء التي طالت اكثر من اللازم. الا ان كل المؤشرات تقول ان المغرب لن يجازف بوضعية اللاحرب واللاسلم التي استفاد منها كثيرا ومن كل النواحي السياسية والاقتصادية، كما ان حزب الفساد القبلي الحاكم في الربوني، يستحيل ان يقود معركة واحدة، ومن مصلحته بقاء الامور على ماهي عليه مما يتيح له التحكم اكثر في مؤسسات الدولة استعدادا للمرحلة القادمة التي يولي فيها اهمية لمعاركه الداخلية اكثر مما يوليه للمعركة مع المحتل المغربي، ولا ننسى ان اعضاء حزب الفساد القبلي لم يسبق لهم وان خاضوا اي معركة في تاريخهم النضالي باستثناء معارك التهريب والقبلية والكذب على المواطنين.

ورغم اجواء التوتر التي تسود المنطقة والمخاوف المعلنة من عودة اجواء الحرب الا ان ذلك لم يقطع على ملك المغرب رحلته السياحية بدول اوروبا الشرقية، ما يدل ان ما يجري لايعدو ان يكون مناورة مغربية استعدادا لام المعارك بمجلس الامن الدولي شهر ابريل القادم.

اثبتت زيارة بان كيمون الاخيرة والغضب الذي عبر عنه المواطنين الصحراويين بولاية السمارة ان الامر الواقع لا يمكن ان يستمر على وتيرته الحالية لان هناك خاسر وحيد في هذا الوضع وهو المواطن الصحراوي البسيط الذي مل الانتظار والشعارات الكاذبة للنظام الصحراوي الفاسد ووهم التسوية الاممية. ما يعني انه في حال عدم خروج اي قرار ايجابي لصالح الشعب الصحراوي شهر ابريل المقبل فان القضية قد تخرج عن سيطرة الاطراف الرسمية، بعد ان اصبح المواطن الصحراوي البسيط رقما صعبا في المعادلة واستطاع ان يوصل غضبه الى الامين العام الاممي مما دفعه الى الاعتراف ان الصحراء الغربية لازالت تحت رحمة الاحتلال، وياتي هذا بعد ان ظل المواطن الصحراوي البسيط مغيبا عن المشهد لاكثر من 25 سنة.

اثببت التطورات المتسارعة للقضية الوطنية ان الشعب الصحراوي على اتم الاستعداد لتلبية نداء الوجب الوطني كما جرى اثناء ازمة رالي باريس داكار قبل 16 سنة، هذا رغم عصر الضعف الذي يمر به النظام الصحراوي، كما ان الازمة الاخيرة فتحت اعيننا على حقيقة صادمة وهي ان المغرب هو من كان يمول بقاء المينورسو في المناطق الصحراوية المحتلة في الوقت الذي كنا نمي فيه النفس بان تراقب هذه البعثة اوضاع حقوق الانسان في المناطق الصحراوية، فكيف لها ان تراقب اذا كان المغرب يتحكم في طعامها وشرابها واقامتها. ويصرف 3 ملايين دولار على راحتها. من شروط اي مراقبة لحقوق الانسان ان يكون الطرف الذي يتولى المراقبة مستقلا في ميزانيته وهذا حتى تتسم تقاريره بالحيادية. ولكن هذه القيادة الفاسدة بالربوني لا تمل من مواصلة بيع الأحلام لهذا الشعب البريء...

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit