هل رئيسنا فعلا، محكٌن اروايا؟ طباعة
الأخبار - أخبار وأحداث.
الأحد, 24 يوليو 2016 19:49

 

بقلم : الدكتور بابا مصطفى السيد.

لا اظن ان الصحراويين بعد اربعين سنة من الانتظار والتلهف لوضع حد لوضعية التشرد واللجوء و الحرمان و ظروف الهجرة والبعد عن بلدهم؛ ظروفا طابعها و سمتها الرئيسية القساوة و الشدة التي فرضها المحتل المغربي الغاشم، ظروف قل ان عرفها شعب قبلهم و تحملها بصبر و رباطة جأش، لا اظن ان الصحراويين وهم يعانون يوميا ويلات وتبعات هذه التراجيدية التي لا يحسدون عليها والتي لم يعودون يرون افاقا او تباشير امل تؤذن بنهايتها، حربا او سلما، اقول، لا اظن ان هؤلاء الصحراويين، في ظل الظروف الاستثنائية و الدقيقة المشار اليها، سيهللون ويستبشرون لكون هدف رئيسهم الجديد هو الإبقاء من اجل ان يظل يحتفظ في مخيلة البعض على انه رجل “الاجماع”، على الاوضاع كما هي عليه دون تغيير عميق او مراجعة جذرية، هيكلية صارمة و جدية لما سمي مجازا بمؤسسات الدولة الصحراوية و المشرفين عليها.

ذلك ان “الاجماع” المقصود به هنا، والذي يحاول البعض ان يجعل منه، منذ سنوات خلت، المقدمة و النهاية لطبيعة كل نشاط او عمل سياسي، يمكن ان نختزله في حقيقة الامر، و كما اثبتت السنوات الخالية، بالاعتراف و التسليم المسبق من طرف المسؤول الاول بالضعف والعجز امام امكانية مواجهة “نخب و قيادات” اكدت الوقائع و الاحداث افتقارها الكامل للقدرات و الكفاءات اللازمة والمطلوبة لتأدية المهام و الوظائف التي اسندت اليها؛ نخب و قيادات، بدل ان تعترف بعجزها وعدم اهليتها في الدفاع عن المصالح العليا لشعبها و تفسح المجال بذلك لغيرها، اصبح شغلها الشاغل، كما لاحظنا طيلة الفترات الماضية، هو الاستفادة مما تخوله لها مواقعها القيادية من حصانة لنهب مقدرات و امكانيات الصحراويين و توظيفها لمآربهم الشخصية الانانية.

هذا، بخلاصة شديدة، فيما يتعلق بالوضع الداخلي، اما اذا تناولنا الاوضاع في مواقع اخرى من الفعل الوطني فاننا نرتطم بنفس الضعف والعجز المقيتين اللذين اصبحا يشلان كل الفعاليات و يثبطان همم و ارادات و عزائم كل من تسول له نفسه التفكير في التغيير الايجابي للأمور او جعلها تنحى منحا اكثر نفعا و عدلا لصالح الصحراويين و قضيتهم. في ظل هذه الاوضاع المأساوية و المزرية هل لا زال من حق البعض ان يعتقد، و يجعلنا نعتقد معه، ان ما يحتاج له الصحراويين هو رئيس بمثابة “محكٌن ارواية ما اميل الا اعادل” واللي اخلي اللبل ارزان في محارم الغير وعلى حساب حقوقه المشروعة؟ لكي نعترف له بأنه، دون غيره، “رجل الاجماع و اجمل لمونك “اصبار” اللي الودولو اهل الصحرة؟

ابهذا المنطق يمكن ان نبني دولة الحق و العدالة التي يحلم بها الصحراويين ونحفظ لها مكانتها و سمعتها بين الامم و الشعوب الاخرى ؟

ابهذه الطريقة يمكن ان نقضي على الفساد المستشري؟ ابهذه يمكن ان ننتشل القضية الصحراوية من الستنقع الذي اودعت فيه منذ ان قرر المغرب ادارة الظهر لعملية الاستفتاء وبات الصحراويون يلهثون وراءه لاستدرار عطفه بقبول “مفاوضات” عبثية لا تقدم لهم ابسط الضمانات في ايجاد الحل المتوخى؛ اذ لا تمثل، في الواقع وفي احسن الاحوال، الا مضيعة للجهد والوقت و تطويلا مجانيا لعمر الاحتلال !!

ابهذه يمكن ان نسترجع سيادة القرار و نواجه بنجاعة التحالفات الاستراتيجية التي نسجتها الدولة المغربية على مر العهود ؟

هذه الاسئلة وغيرها كثيرة نترك الاجابة عنها للرئيس الجديد ولطاقمه مؤكدين لهم في نفس الوقت تمنياتنا الصادقة و الخالصة بالسؤدد والنجاح في المهام الجسيمة التي اوكلت اليهم.

والله ولي التوفيق والقادر عليه.

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit