فقدان القادة والدروس المستفادة . طباعة
الأخبار - أخبار وأحداث.
الأحد, 24 يوليو 2016 20:06

 

بقلم : عبد الحي لمام

بداية نعزي شعبنا عامة وعائلة الشهيد محمد عبد العزيز خاصة فيما ألم بنا أخيرا فإنا لله وإنا إليه لراجعون.

كثيرة هي الدروس والعبر التي نستخلصها من مسيرة هذه الثورة و التي لا تنتهي بنهاية قادتها أو زعمائها بل إن في فقدان كل قائد أو زعيم درسا، وعلينا تقييمه وفاءا لهم وأن نحقق ما أرادوا أو ما لم يستطيعوا أن يحققوه فقد قال لنا الشهيد الولي في آخر خطاباته في الذكرى الثالثة لعشرين ماي تحديدا 1976 ” إننا شعب موجود له قوته وأن قوتنا موجودة وقادرة على ضرب القواعد الخلفية للعدو ليس في السمارة والعيون فقط بل قادرة على الوصول أيضا للقواعد الخلفية في الزاك وبطيح والطنطان وفي كل مكان وأن قوتنا الذاتية غدا أو بعد غد ستكون قادرة على الوصول إلى مراكش والرباط والدار البيضاء” فواصلنا بعده المسيرة ووصلت القوة الى الطنطان فاحتلته ورفعت بعد ذلك الأعلام الوطنية في مراكش والدار البيضاء أما الفقيد محمد عبد العزيز فكان آخر خطاب له تقريره الأدبي للمؤتمر الرابع عشر مؤتمر الشهيد الخليل سيد أمحمد وقد اعترف فيه بتفشي ظواهر مشينة في إدارات الدولة و وزاراتها من فساد عائق ورشوة ومحسوبية وتعيينات خاطئة، ومن قبلية ومن امتلاك مؤسسات الدولة وانتشار روح الانتهازية وتشجيع كل الظواهر السلبية من نعرات وتعالي على القانون، وعليه فإنه علينا من بعده أن نحارب هذه الظواهر أولا وقبل كل شي وأن نعمل على استعادة عوامل الثقة في النفس وحتمية النصر وتتمثل في:

استعادة وتقوية بناء جيشنا وتجهيزه بما يلزم لاسترجاع الهيبة والثقة التي كان يمتلكها قبل وقف إطلاق النار.

الاستقامة في المسؤولية ونشر روح المحاسبة وإقامة العدالة والمساواة أمام القانون عوامل كفيلة باستعادة اللحمة الوطنية واسترجاع الثقة بالدولة ومؤسساتها.

فهذه مرحلة يجب أن تكون فاصلة وان تكون محطة للرحيل عن ربع قرن من الانتظار السلبي والسير عكس الطريق لنتجه بالقاطرة إلى السكة الصحيحة وتحريكها صوب الهدف الوطني المنشود الا وهو تحرير الوطن من الغزاة المحتلين، ونحن في بداية هذه المرحلة الفاصلة لنؤكد على نفاذ صبرنا على أولئك المتعالين على الشعب والمحصنين عن الحساب والعقاب فمن غير الممكن أن نقبل بعدالة تسجن قصرا سرقوا قارورة غاز بأعوام ونترك رجالا يسرقون الملايير دون مساءلة أو محاسبة أو نترك ظلاما ظلموا مواطنين في حقوقهم مهما كانت هذه الحقوق.

وعليه فقد وجب علينا تقييم مسيرة القائدين في التعامل مع المراحل المختلفة للاستفادة وأخذ العبر لتكون لنا دروسا فقد ثبت لنا أن الصرامة وعدم التهاون والمحاسبة عوامل ميزت الأول عن الأخير فكان مرددوها ايجابيا في تحقيق الأهداف المسطرة نحو الهدف الوطني.

والخلاصة التي يمكن الخلوص إليها من خلال مسيرة القائدين رحمهم الله وجميع شهداء الواجب الوطني, أن الشهيد الولي ميزه التواضع والصراحة والموضوعية والصرامة مع القادة و المسئولين التي أكسبته هيبة واحترام من طرفهم, مع التواضع والرحمة للضعاف منحته البقاء في قلوب الناس فأصبح المثل الأعلى والقدوة المثلى لدى الصحراويين .

أما محمد عبد العزيز رحمه الله كان متواضع مع القادة متسامح معهم بل كان يدافع عنهم فأدى ذلك إلى هضم حقوق المواطنين في المسئولين فزاد المسئولين انتهازية وتعالي على الدولة ومؤسساتها وحتى عليه هو شخصيا فما بالك بالشعب، فقد أعطوه بظهورهم وكأن المؤسسات أملاك شخصية لهم ، ولعل خير دليل هو ما نراه هذه الأيام أمام مؤسسة التجهيز لا للحصر.

رحم الله شهدائنا وأسكنهم فسيح جناته أما من بقي فعليه أن يأخذ العبرة ليعرف الطريق التي يمكن سلاكها علما بأننا نحن الشعب لن نصبر بعد الآن على أي كان ولنعلم أننا زائلون، فنموت نحن ويحيا الوطن والبقاء لله، يقول الشهيد الولي “إذا أرادت القدرة الخلود لإنسان سخرته لخدمة الجماهير” ، و قال تعالى وهو خير القائلين “لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون”.

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit