أنقذوا وطنكم أيها الصحراويون طباعة
الأخبار - أخبار وأحداث.
الأربعاء, 22 فبراير 2017 00:43

 

بقلم الاستاذ سيد احمد لعروسي. قلما تواجه إنساناً، صحراوياً كان أو صديقاً إلا وتراه يلعن وضعية التدهوُر التي بلغناها على كل الأصعدة،كلها، رغم وجود لوبيات إنتفاعة مازالت تنكر وجود التدهور، وذلك لأمور في نفوس غير صادقة،تعمل الآن،وبوضوح، على إبقاء الوضع على ما هو عليه، لأن اللوبي المتحكم لا يرى لنفسه مصلحة في لأنهم يتمتعون الآن بمناصب وجاه لا يريدون تقاسمه مع أحد. زد على أنّ منهم من تنتظره محاكمات بعد الإستقلال .

هناك حالة تذمر وشكوى وسخط عامة بين الناس في المخيمات والأرض المحتلة والمهجر من أن الوضع لم يعد يُحتمل ولا بد من التغيير والإصلاح على كافة الصُعد. ولا شك أن الشعب الذي يعاني من الإستصغار والإزدراء هنا ومن نير الإستعمار هناك، لا شك أنه على حق في المطالبة بالتحسين والإصلاح خصوصاً عندما يرى مصيره في مهب الريح،بعدما تحول إلى قضية ثانوية لدى تلك اللوبيات المقيمة عليه، لوبيات لا همّ لها إلا الترفُّه والثراء من شقاء شعب يئِنُّ تحت وطأة الظلم .

التدهور الذي وصلنا إليه ليس مرشحاً إلا للأسوء اذا ما تابعنا في هذا الطريق المتلوي بفعلنا أكثر من غيرنا. لا بد أن نفكر في كيفية سلك سبيل يؤدي حقيقة إلى الوطن وإلى تقوية اللحمة التي باتت مهددة بالتصدع بعد هذا المؤتمر بسبب البحث عن الولاءات التي غالباً ما تكون ضعيفة وانتهازية، وإقصاء القدرات الحقيقية القادرة على الزحف بنا بثبات وذكاء الى الهدف المنشود، القدرات ذات الأهداف الكُبرى لا تلك التي تمتطي القضية للمنافع الدنيئة. فإذا لم نفكر بجِد وحزم، فسيقع الفأس في الرأس.

يجب أن نـُخرج من أضغاث أحلامنا وتخيلاتنا كي نكون مستعدين لمواجهة الظروف القادمة والتي ستكون، إن وصلناها، محكاً دبلوماسياً يحتاج إلى تفكير غير ذاك الذي يعرف العدو مسبقاً عما سيتمخض. لا بد من نخبة ذات رغبة حقيقية في التغيير وليس المجاملات اللفظية مماشاة لرأي الأغلبية أو لمواجهة لإمتصاص غضبها.

المتفائلون، كما ألِفنا، يعتبرون هذا الطرح ضرباً من التيئيس وتكريس ثقافة الهزيمة، ونتمنى أن يكونوا على صواب ونحن على خطأً، لكننا مصّرون على أن اليوم، على عِلّاتِه الكثيرة، قد يكون أفضل بكثير من الغد إذا ما أصَريْنا على نهج التكبر على النزول إلى الأرض والإنتباه لأصوات العقلاء والتخلي عن إتهام كل من لا يغرِد في سربنا.

إننا نستنهض فيكم روح الشهامة، روح النخوة والإباء، روح الغيرة لئلا تذهب دماء شهدائنا وأناة سجنائنا ودموع ثكالانا وملاحم أبطالنا سدى.

يا شعبنا الأبي ها نحن نفقد التقدير والهيبة والإحترام الذين عبدهم المخلصون من الرعيل الأول وما زال يحرسه قلة المخلصين المتبقية لكن يد الإفساد أشد وأقوى، يد الإفساد تقوى عودها بعد ٤٢،منها ٢٤ إنتعش فيها كل طالح وأغتيل كل صالح أمامنا ولم نحرك ساكناً، فماذا دهانا؟ أي تنويم خدرنا، أي عماءٍ أصابنا حتى لم نعد نرى أننا كل يوم نخسر معركة، نضيع فرصة، نفقد صحراوياً، يُسحب إعترافاً . فماذا ننتظر؟…أحلاً يُمطر من السماء أم نهاية فاجعة؟

أم أننا من الغباء ما زال فينا بصيص أمل في أن الطريق الدائري الذي نسلكه يؤدي الى غير المقبرة؟

كل من يساند أو يعاضض أو يشجع من يقودونا إلى الهاوية يذبح شعبنا بالدافر.

يا أبناء وأحفاذ وإخوة وأصدقاء وزوجات وثكالا الشهداء. يا شيوخنا، يا أهل الرأي والسداد والمشورة فينا، يا بقية أهل مكارم الأخلاق، العهد عهدكم فأحفظوه والأمانة فيكم فأدوها، وعيب الدار على من بقيَ في الدار. لا تمدحوا المخطئين فتغالطوهم ويحسبوا أنهم على صواب فيطول العناء عن غير قصد. بلِّغوهم أن القانون الأخلاقي الذي كان يجمعنا قد تكسر. بلِّغوهم ان القبلية مُناقضة للوحدة، وأن الإثراء من قُوتِ اللاجئين مناقض للامانة والتواضع.

لكن فوق كل ذلك، وإذ نستشعر نعمة اجتماع الكلمة على هدي الهدف النبيل في ظل قيادة حكيمة ، فإننا ندعو الجميع إلى بذل كل الأسباب التي تزيد من اللحمة وتوثق الألفة ، وتحذر من كل الأسباب التي تؤدي إلى ضد ذلك ، ونؤكد على وجوب التناصح والتفاهم والتعاون لإصلاح القضايا الكبرى، والتناهي عن الفساد والإنحرافات عمّا جمعنا منذ ٤٢سنة، ونحذر من الجور والبغي ، وغمط الحق وإستغلال السلطة للاهداف الأنانية

فلا تقبلوا بإنتصار ظلم وباطل الغزاة وأهل الفساد، على حق شعبنا النبيل. والمجد الخلود للشهداء.

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit