ولاد موسى، رحمه الله، وسقط غصن الزيتون الصحراوي. طباعة
الأخبار - أخبار وأحداث.
الجمعة, 25 فبراير 2022 23:37

كلمة رثاء في حق الفقيد ولاد موسى، من رفاقه في الجبهة الشعبية خط الشهيد.

علمنا في خط الشهيد ببالغ الألم والحزن والأسى فقدان الزعيم ولاد موسى يومه الجمعة رحمة الله عليه.

فقد الشعب الصحراوي نهار اليوم إبن من ابنائه البررة الذي لا يسمعون في الوفاء لومة لائم، إنه المناضل والقائد والزعيم ومعارض الفساد والمفسدين: الشهيد ولاد موسى رحمه الله.  عرفناه حسن الخلق ناصحا طيبا بشوشا هادئا حليما شجاعا ومتسامحا رغم كل الايذاء والتشويه وبالرغم من تعرضه في فترات سابقة لحملات شعواء من ذباب قيادة الجبهة الإلكتروني ومن رعاعها وسفهائها شأنه في ذلك شأن كل معارضي قيادة البوليساريو والمختلفين معها..

هاهو اليوم يرحل عن الدار الفانية تاركا ذكرا حسنا وفضيلا، مارس التعليم في الداخليات بداية 1966 تحت الخيام، ومن هناك توجه إلى الدراسة بكوبا حيث اشرف على تنظيم مئات الشباب الصحراوي بكوبا ذكورا وإناثا حول الجبهة ومبادئها، وفي الثمانينيات رجع للمخيم، وتم تعيينه مديرا للمدرسة العقابية 12 اكتوبر، والتي حولها الى مدرسة بفعالية رافعا عن المناضلين التعسف والقمع والارهاب والتعذيب الذي تعرضوا له على يد الجلادين الذين كانوا مسؤولين عن هذه المدرسة العقابية التي حولوها إلى جحيم، وفي عهد هذا الشهيد تحولت إلى جنة ونعيم وبشهادة مئات الضحايا ممن ما زالوا على قيد الحياة وعاشوا تلك الظروف المأسوية، كان بخلاصة إنسانا نبيلا، مثاليا، كان بكل تواضع رمزا للشهيد الولي وأخلاقه وشعوره بالمسؤولية إتجاه شعبه ووطنه، وقد عرفت الإثنين عن قرب، لهذا لم يستطع ان يعيش مع الظلم والفساد والعجز والقبلية الذي كانت تغرق فيه هذه القيادة، فاعلن معارضته للفساد والمفسدين مطالبا بالتغيير والإصلاح وتحقيق العدالة داخل جبهة البوليساريو، ودعى لإنتخابات حرة وعادلة بعيدا عن قبلية ووصاية القيادة، واجهته القيادة الفاسدة ومن معها من المتمصلحين بالتشويه والقبلية والسب والشتم والتخوين، ورغم ان قبيلته من اكثر القبائل بالمخيمات وقد عبروا عن وقوفهم معه وتضامنهم مع مطالبه العادلة ولكنه رفض ان تعطى الصبغة القبلية لمعارضته، وكان هذا واحد من أخطائه إستغلته القيادة ضده، ورغم كل ما عرض عليه من إمتيازات من القيادة وغيرها من الأطراف رفض التراجع مثقال ذرة عن اهدافه ومبادئه لمحاربة الفساد والمفسدين والرغبة في التغيير لمصلحة الشعب والوطن... غادرنا بريئا مما نسب اليه ثوريا مناضلا الى دار البقاء.  كان الجميع لا يرتوي من شرب حلاوة حديثه، لم يكن ولاد رجلا عاديا بل إنسان تغطى بالإنسانية و لم يفسخ ثوبها يوما رغم إكراهات الطريق و حمم التقاذف في حرمه، خالط الناس بحسن نية وافضل طيبة ، رحل و ترك لهم دنيا عليها اناس لا يعدلون يجرون سيئاتهم منه إلى يوم البعث و عند الله تجتمع الخصو م... رحيله كان رحيل شهيد من طينة الكفاءات وخيرة الاولاد . ولاد الوالي موسى. حمولة الاسم ثقيلة بكل قيم الشموخ والإباء. وسير الفعل غنية بكل بصمات الفعل النضالي المسؤول أو الإطار الفاعل المسؤول بوصف الشهيد الولي مصطفى السيد.

تقلد الرجل المهندس مناصب قيادية عديدة في الدولة والحركة وكان رمزا ومثالا في كل تصرفاته، احبه الجميع، ما عدا الرفاق من القيادة الذين لمس فيهم النكوص فحمل ضدهم سيف الإصلاح من داخل البيت الجامع لكل الصحراويين بتبصرة والقول الحسن بعد استنفاذ قنوات النصيحة. ولم يخش في ذلك لومة لائم وكان الوحيد من رفاقه في المبادرة الوطنية للاصلاح الذي رجع إلى المخيم وفتح قلبه واذنه لكل من يلتقي. وحتى حين  ولى بعض الرفاق وجهه خارج الإطار الجامع رفض ولاد موسى الخروج عن البيت الجامع مجسدا مقولة ان الاختلاف لا يفسد للود قضية. والبوليساريو في الاخير هي روح الشعب الصحراوي قاطبة وليست ملكا حصريا للقيادة الفاسدة، كان يبحث عن الطريقة او الوسيلة التي تحدث القفزة المطلوبة أو لنقل "هزة الاطار" التي تكلم عنها الشهيد الولي مصطفى السيد، بعد أن اضحت اغلب اطارات الحركة والدولة عبء على القاعدة وحتى المشروع الوطني. بل حجرة عثرة في تقدمه وتطوره...

كانت حياة ولاد ولد موسى تختصر رحلة مثقف وطني لم يقبل أن يترك صرح المجد الذي ساهم في بنائه مع كل الصحراويين، كل من موقعه، يتهاوى تحت نزوة البعض. إنها سيرة رجل تحتاج التمعن والدراسة

قد نختلف في الرأي ولكن لا ينبغي أن نتشرذم حول الوطن، انها فلسفة العظماء وتلك خصلة عاشها ولاد موسى وتشرب منها حتى رحل بسمو. وفيا للرفاق من الشهداء والصديقين والمخلصين. نحتسبه عند الله منهم. فسيبكيك الشعب مثلما بكى الشهيد الولي فانت وحدك خليفته فكرا وعملا وممارسة ومثالية...

فاللهم تقبله مع الشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

المجد والخلود للاوفياء على المبدأ وإن طال الزمن.

رحم الله ولاد الوالي موسى. والهمنا فيه الصبر والسلوان. تعازيا لرفيقته المناضلة ليلى ولكل أبنائه وبناته ويجعلكم خير خلف لخير سلف. رحم الله المناضل ولاد موسى وغفر له، وتقبله في عليين مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، إنه ولي ذلك والقادر عليه..

وانا لله وانا اليه راجعون.

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit