أين ابراهيم كيري كاو، رجل المهام الصعبة. طباعة
الأخبار - أخبار وأحداث.
الجمعة, 16 ديسمبر 2022 23:45

هذه السنة راجت الكثير من التساؤلات عن رجل المهام الصعبة في المخيمات إبراهيم ولد بيد الله المعروف ب كيري كاو، بين المخيم والجزائر وموريتانيا وانواذيبو، وتعددت التعاليق والتخمينات، حول الرجل وحول علاقته بالرئيس الجديد، ورغم كل ذلك يبقى الرجل هو رجل المواقف الصعبة في البوليساريو مند 1979 حتى يومنا هذا فهو السياسي المحنك والمثقف، وهو العسكري الخبير، فقد كان من إطارات الجبهة الذين تلقوا للتدريب العسكري لدى الجزائر، مارس1975. الرجل المثقف الذي يتقن عدة لغات، هو الرجل الاكاديمي ذو النظرة البعيدة، فالجميع يعترف له بالدور الفعال في إنقاذ الثورة من الإنهيار خلال عام الصراع على السلطة سنة 1988، ولذلك تم تعيينه رئيسا لأول لجنة تفكير في تاريخ البوليساريو بعد احداث 1988 الدامية والقبلية، ثم رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر التاسع الذي انهى الصراع عبر انتخاب برلمان صحراوي لأول مرة في تاريخ البوليساريو، ووضع السلطة المطلقة في يد الرئيس، لينهي وإلى الأبد الصراع على السلطة بين اكباش القيادة، وخصوصا البشير وعبد القادر ودفع العظمي للتوجه للمغرب، وهو الذي كان له الدور الكبير في سلامة معارضة أيوب ومن معه بعد المؤتمر التاسع، وشرع مجال الانتخابات للمشاركة في المؤتمر، رغم القفز على كل هذه المكاسب بعد ذلك. الرجل خبير عسكري ورجل امن بإمتياز، وليس من رجال الأمن الجهلاء الجلادين، فرغم انه إطار في الأمن بالبوليساريو خلال سنوات الجمر والرصاص فملفه ابيض فيما يتعلق بالانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، والتعذيب في السجن الرهيب، سجن الرشيد. فعلا لعب دورا كبيرا في بناء الامن لدى البوليساريو، إداريا وتنظيميا على طريقة المخابرات الجزائرية، ولكن لم يحكم عليه التاريخ بأنه أعطى قرارا واحدا بسجن الصحراويين او تعذيبهم او حضور جرائم الرشيد مثل الكثير من رفاقه أعضاء القيادة، بل لعب دورا رياديا في المطالبة بطي هذا الملف عبر مصالحة مع الماضي، وجبر الضرر والاعتذار للضحايا وإعطائهم تعويضات، عرقلها بعض أعضاء القيادة ممن ملفاتهم مليئة بالدماء في ما يتعلق بضحايا سجن الرشيد، كانت خاتمتها القرار المحتشم للقيادة حول المصالحة التي لم تتجاوز بيانا اجوفا عديم المحتوى، وضحايا سجن الرشيد ما زالوا ينتظرون... هذه حقائق تاريخية نقولها للرجل، وهي شهادة على استقامته ونبله، لهذا فالأنظار اليوم متجهة نحو الرجل باعتباره الحل المتبقي للفوضى الحالية في البوليساريو، او بعبارة أخرى المنقذ للتنظيم من السقوط في الهاوية. فصرامته كأمين عام للرئاسة، خففت عن الرئيس الكثير من المعاناة، رغم مخالفته للرئيس في الكثير من المواقف، وخصوصا قرار الحرب الغير متكافئة والتي لم يكن لها أي تحضير مسبق بل كانت مجرد ردة فعل ضد الهبة الشعبية التي رفضت وضعية اللاحرب واللاسلم ثلاثون سنة، وهذه الصرامة في التعامل والمحاسبة مع إطارات البوليساريو هي التي دفعت بابي بشرايا إلى الاستقالة، وجعلت الكثير من الإطارات العليا والوسطى تدعوا به كبديل للرئيس العاجز والفاشل، فهو الرجل السياسي المحنك، والأكاديمي الممتاز والملم بكل خفايا الصراع بإعتباره كان المنسق مع المخابرات الجزائرية منذ سنة 1976، والجزائريون يقدرونه ويعتبرونه ويحترمونه، ويعرفون انه رجل دولة قادر وبامتياز. ولديه الشجاعة للبحث عن حل لمصلحة الصحراويين ليس هو البقاء في جحيم لحمادة إلى ما لانهاية له، لأنه مدرك جيدا بأبعاد الصراع وآفاقه، وقبيلة أولاد الشيخ التي ينتمي إليها في الرقيبات فال خير على الجميع خصوصا لما نعرف من التاريخ ان اول من تشيخ على الرقيبات شرقا وغربا هو الشيخ ادليمي من هذه القبيلة الفاضلة.

فهل سيسمح الجناح القبلي المسيطر في البوليساريو، من أهل التندوف وصحراويين الجزائر بوصول رجل الإنقاذ هذا إلى السلطة، ام انهم سيبحثون عن رجل ضعيف، او يتركوا الرئيس الحالي المريض في السلطة سنوات أخرى وهم الذين تعودا على رئيس جزائري مريض ومقعد. لتتواصل مهزلة البقاء في جحيم اللجوء إلى ما لا نهاية له، لأنهم هم المستفيدون من ذلك، طيلة 47 سنة: مصائب قوم عند قوم فوائد. وعند المؤتمر القادم الخبر اليقين، وبعد هذا المؤتمر هو ان نكون او لا نكون...

يطل واحد هو الشعب وزعيم واحد هو الشهيد.

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit