حوار مع قطب المعارضة الصحراوية المحجوب السالك.
بتاريخ الجمعة 6 غشت 2010
أجرى الحوار عبر الانترنت أحمد ولد محمد لمين التروزي

السؤال الأول : من هو المحجوب السالك؟
مناضل من مناضلي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، ثائر ضد هذه القيادة الحالية للبوليزاريو، التي تراجعت عن خط الشهداء، يعمل كل ما في وسعه لفضحها وإظهارها على حقيقتها امام جماهير شعبنا بالمخيمات والمناطق المحتلة والجاليات، ويهدف عبر الحركة الإصلاحية داخل البوليساريو المعروفة بالجبهة الشعبية خط الشهيد، بمعية رفاقه من مناضلي البوليساريو الذين يؤمنون بالعدالة والديمقراطية، ان نفرض على هذه القيادة الرجوع إلى جادة الصواب والتمسك بخط الشهيد، المبني على التضحية والمثالية وتحويل مكاسب

الشعب إلى اسلحة في يد الجماهير، للحصول على مكاسب أخرى، بدل إستغلالها لمصالحهم الذاتية، أو التصارع عليها، وهو ما تقوم به القيادة الحالية للبوليساريو، وذلك عبر فتح الحوار الوطني، وتنظيم مؤتمر طاريء وديمقراطي بعيدا عن وصاية القيادة ومسرحية مؤتمرات القيادة المحددة النتائج سلفا... بخلاصة المحجوب السالك، أحد مؤسسي جبهة البوليساريو الذي ما زال متمسكا بالبيان التأسيسي وبمبادئ عشرين ماي، تعرض للسجن والتعذيب على يد هذه القيادة الفاسدة، وعانى خلال أكثر من 35سنة من المتاعب والمصاعب والإقصاء والتهميش من اجل هذه القضية الوطنية، وسجنت عائلته 16 سنة في السجون السرية المغربية بسببه، وما زال على العهد، يهدف لفرض شعار الشهيد الولي خلال لقاء الأطر، ابريل 1976، القائل: لا وجود لغير الشعب ولا تنظيم إلا التنظيم السياسي، بدل الشعار الحالي الذي فرضته هذه القياد والقائل: لا وجود لغير القبليين ولا تنظيم إلا التنظيم القبلي...
المحجوب السالك، أحد ابناء هذا الشعب العظيم، الذي يؤمن بشعبه وبأنه لا يمكن ان يحتقر من طرف اي كان وبانه شعب يستحق ان يعيش حرا كريما فوق ترابه الوطني وليس ارض اللجوء التي تريد هذه القيادة ان تجعل منها بديلا للوطن، لأنهم إستغنو فيها على حساب معاناة جماهيرنا، فالمثل الصحراوي يقول ما يسمن في العام لمحالِ يكون أذياب، وقد كثرت لدينا الذئاب... 

السؤال الثاني: هل لكم أن تحدثونا عن نشأة الجبهة الشعبية خط الشهيد و مراحل تطورها الى يومنا هذا؟
الجبهة الشعبية خط الشهيد، حركة إصلاحية نابعة من صميم نضال، كفاح ومعاناة الشعب الصحراوي، أملتها ظروف ذاتية اتسمت بعجز قيادة البوليساريو عن أداء المهام المنوطة بها، و تفريطها في مكتسبات ثورة 20 ماي الخالدة، و عدم توفرها على استراتيجية محكمة و واضحة كفيلة بالرد على كل الاحتمالات الممكنة. وظروف موضوعية، اتسمت أيضا بتغيير جذري في موقف المحتل المغربي بتنكره لكل التعهدات و الاتفاقيات التي وقعها مع الطرف الصحراوي تحت رعاية الأمم المتحدة. هذه الأخيرة أبدت هي الأخرى تماطلا، بل تراجعا مكشوفا في تأدية مهمتها المتمثلة أساسا في إجراء استفتاء حر، عادل و نزيه يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير. وتحولت إلى حارس يحمي المستعمر الغازي، ولا تحرك ساكنا ومواطنونا يهانون ويعذبون أمام أعينهم وكأن الأمر لا يعنيهم.. و تشبثا بروح بيان العاشر ماي 1973 الهادف إلى جعل البوليساريو أداة لتحرير الوطن و صيانة كرامة الشعب الصحراوي و مقدساته، و الرقي به إلى مصاف الشعوب المتحضرة. يهدف خط الشهيد إلى الإصلاح و التجديد، لتحقيق الديمقراطية، داخل جبهة البوليساريو من خلال برنامج عمل شمولي، مبني على إشراك كل المواطنين و المواطنات في صنع القرارات، و رفع التحديات و القضاء على كل المخاطر التي أصبحت تهدد كينونة شعب عظيم ناضل و صمد و قاوم. و لازال مستعد للمزيد من البذل و العطاء في سبيل الحرية و الاستقلال.
و اكبر توضيح لظروف النشأة يتجلى في البيان التأسيسي، والذي تمت صياغته بنفس الطريقة والأسلوب الذي صاغ به الشهيد الولي البيان التأسيس للجبهة الشعبية منذ اكثر من ثلاثين سنة مضت:

البيان التأسيسي للجبهة الشعبية خط الشهيد.
إزاء تشبث هذه القيادة بالبقاء مسيطرة على شعبنا الأبي بالجهل والقبلية والرشوة.
إزاء تشبثها بكراسي السلطة إلى ما لا نهاية، من دون أن تقدم شعبنا ولو خطوة واحدة إلى الأمام طيلة 17 سنة الأخيرة.
إزاء عجز القيادة عن التعامل مع تعنت العدو وتخاذل الأمم المتحدة، ودفعنا للقبول بدولة فوق لحمادة كحل نهائي لحربنا التحريرية.
إزاء وضعية اللاحرب واللاسلم التي طالت أكثر من اللازم، وكلفتنا ضياع الكثير من مكاسبنا.
إزاء سوء تدبير ملف أسرى الحرب المغاربة والذي كانت عاقبته إطلاق سراح المتبقى منهم في وقت يسجن ويعذب ويذبح فيه أبناء شعبنا الممنتفضين بالمناطق المحتلة..
إزاء إنعدام الديقراطية وسوء التسيير، مع التهميش والإقصاء لمعظم إطارات هذا الشعب المخلصين.
إزاء نشر ثقافة الإستسلام والقبول باللجوء كأمر واقع إلى الأبد.
إزاء حملات الإعتقالات والإختطافات والتعذيب والتصفيات التي تعرض لها العديد من المناضلين الصحراويين الأبرياء..
إزاء فشل كل المحاولات السابقة المنادية بالإصلاح والتغيير، والتي كانت مطامحها مجرد مطامح سلطوية نفعية وقبلية.
تعلن مجموعة من مناضلي وإطارات الجبهة الشعبية عن تأسيس حركة سياسية إصلاحية نابعة من صميم نضال وكفاح ومعاناة الشعب الصحراوي: البوليساريو خط الشهيد.
كتنظيم وطني سياسي صحراوي، وتيار ديمقراطي ضمن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، يعتمد مباديء ثورة 20 ماي المجيدة وخط وسيرة مفجرها: الشهيد الولي، وكل شهدائنا الأبرار.
تحترم الحوار وحرية الرأي، والتجمعات وإحترام حقوق الإنسان، وتعتمد الديمقراطية والتناوب على السلطة كمنهج حضاري للتسيير..
تهدف إلى تحقيق الواقع المطلوب: شعب واعي منظم محترم فوق كامل ترابه الوطني، ورفض الواقع الحالي: شعب لاجيء مشرد خارج وطنه فوق لحمادة إلى ما لا نهاية.
بطل واحد هو الشعب، زعيم واحد هو الشهيد.

وللمقارنة نقدم البيان التأسيس للبوليساريو، يوم 10 ماي 1973:
إزاء تشبث الإستعمار بالبقاء مسيطرا على شعبنا  العربي الأبي، ومحاولة تحطيمه بالجهل والفقر والتمزق والفصل عن المغرب العربي والأمة العربية.
وإزاء فشل كل الأساليب السلمية، سواء التي قامت بها الحركات العفوية أو المنظمات المفروضة والتي تبنتها بعض الأطراف: تتكون الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، كتعبير جماهيري وحيد، متخذة العنف الثوري والعمل المسلح وسيلة للوصول بالشعب الصحراوي العربي الإفريقي إلى الحرية الشاملة من الإستعمار الإسباني وضرب مؤامراته.
ـ جزء من الثورة العربية
ـ تدعم نضال الشعوب ضد الإستعمار والتمييز العنصري والإمبريالية، لذالك  تدينها في محاولة إبقاء الشعوب تحت سيطرتها سواء بالإستعمار أو الحصار الإقتصادي.
ـ تعتبر التعاون مع الثورة الجزائرية الشعبية في مرحلة إنتقالية، عنصرا أساسيا لضرب المؤامرات على العالم الثالث
ــ تدعو جميع الشعوب الثائرة إلى التكاثف من أجل مواجهة العدو المشترك.
بالبندقية ننال الحرية

أما مراحل التطور التي مرينا بها فقد تميزت بالعديد من المصاعب، نظرا لدعاية القيادة وحملة التشويه التي شنتها ضدنا منذ البداية، تارة حركة قبلية وتارة تعمل للعدو وتارة تهدف للتشتيت إلى غير ذلك من الدعايات المسمومة التي كذبتها الأيام، زد على ذلك، عدم السماح لنا بحرية العمل والتنظيم والتحرك داخل شعبنا في المخيمات، وضعف الوسائل المادية، لأن كل املاكنا تحت ايادي القيادة الحالية، أضف إلى ذلك محاولة القيادة شراء ذمم بعض الرفاق خصوصا ذلك الذي عيناه منسقا لنا بالمخيمات، لما بايع للرئيس مقابل منصب ومنافع مادية بخيسة، ليذهب به في سيارته الخاصة ويدخله للمؤتمر الأخير للبوليساريو، ليشهد شهادة زور ضد إطارات ومناضلي خط الشهيد، مما جعله هو والقيادة اضحوكة امام الجميع، لأنهم يعرفون حقيقة البوليساريو خط الشهيد ومناضليه... وبعد أن إستطعنا بوسائلنا الذاتية البسيطة منذ شهور إنشاء صفحة إليكترونية للتعبير عن رأينا بكل حرية، إختلت حسابات القيادة، لأن لدينا ما نرد به مباشرة على الاعيبهم ومناوراتهم، فلا غرو إذا كانت زيارة صفحتنا تتجاوز المئات يوميا بناءا على مصداقيتها وتقديمها للواقع على حقيقته رغم مرارته، واظهرنا وسائل إعلام القيادة على حقيقتها، كمجموعة من المصفقين تعتمد لغة الخشب التي اكل الدهر عليها وشرب من اجل الدعاية الرخيصة لهذه القيادة الفاسدة...

السؤال الثالث : ما هو سر خلافكم الحاد مع جبهة البوليساريو؟
ليس لدينا اي خلاف مع جبهة البوليساريو، فنحن مناضلون من البوليساريو، بل نمثل البوليساريو الحقيقية، فالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب هي روح الشعب الصحراوي، بنيناها بجهد الجميع، جميع ابناء الشعب الصحراوي، بعرقهم ودموعهم ودمائهم، من نساء ورجال وكهول وأطفال، فقد كانت القضية الوطنية فوق الجميع واستطعنا بقوة شعبنا وتضحياته، ان نحقق ضمن جبهة البوليساريو مجتمعا مثاليا بما في الكلمة من معنى: من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته، بالنسبة للشعب، اما بالنسبة للقيادة فمن كل حسب ضميره ولكل حسب شهواته، وما اكثر شهوات القيادة لو كنتم تعلمون... إذن فنحن خلافنا مع قيادة البوليساريو، وعلينا ان نتجاوز دعاية قيادة البوليساريو التي تربط نفسها بالجبهة وبالقضية الوطنية،  فالقيادة ليست هي الجبهة، والقيادة ليست هي القضية الوطنية، ولكن القيادة هي مجموعة من المناضلين افسدتهم كراسي السلطة، وأستغلوا الجبهة والقضية الوطنية للمتاجرة بمعاناة آهالينا بالمخيمات والمناطق المحتلة، قيادة تتواجد بالسلطة منذ اكثر 35 سنة إلى ان بدؤوا يموتون في فراش السلطة، فكيف تريدون من حركة تحرير لم يتجدد الدم في دماغها ان لا تصاب بالشلل، وهذا هو واقع البوليساريو الحالي مع هذه القيادة الفاسدة، التي لم يعد يهمها معاناة الشعب او العمل من أجل إرجاع شعبنا إلى دياره، بقدر ما اصبح همهم هو العمل كل اربع سنوات لعقد مؤتمر مسرحية يطيلون به عمرهم بالسلطة اربع سنوات اخرى من دون ان يقدموا شعبنا ولو خطوة واحدة نحو الأمام... ولنأخذ المؤتمر الأخير كمثال على ما نقوله، رغم رفضنا للمشاركة فيه، ومقاطعتنا له علانية، فلقد قالوا امام الجميع، لكي يسمح لهم باربع سنوات أخرى في السلطة، انهم بعد أقل من سنة إذا لم تأتي المفاوضات بنتيجة فسينظمون ندوة وطنية للحوار، وسيعودون للحرب، وبانهم سيعطون الأسبقية للتنظيم السياسي، فماذا تحقق من كل هذا، بعد مرور قرابة ثلاث سنوات؟ لا شيء، ما عدا التفكير في تأجيل المؤتمر سنة أخرى، رغم الصفعة المؤلمة التي وجهت للقيادة من طرف الأمين العام الأممي عبر تقريره الأخير ولائحة مجلس الأمن في نهاية ابريل.. لأؤكد لكم من خلال هذا ان خلافنا مع هذه القيادة التي لا تفكر ما عدا في نفسها وبقائها في السلطة مهما كان الثمن، حتى ولو كان على حساب نهاية القضية الوطنية وتشتيت الوحدة الوطنية، وهجرة شبابنا بالآلاف نحو العدو المغربي، إنها قيادة عاجزة وفاشلة وفاسدة ومرتشية، وتتاجر بمعاناة آهالينا بالمخيمات، لتزداد غنى على غنى، ولتعيش في بحبوحة نعيم، على حساب شعب يعيش في الجحيم، وقيادة مثل هذه لا بد من هزها والثورة ضدها مثل ما أـوصي بذلك الشهيد الولي... وسنظل وراءها بكل ما اوتينا حتى ترجع لجادة الصواب او تتنازل عن السلطة ليختار الشعب قيادة وطنية نزيهة شريفة مخلصة تقود شعبنا نحو الحل النهائي المنشود...

السؤال الرابع: هناك من المسئولين الصحراويين و المكلفين بمسؤوليات داخل جبهة البوليساريو من يتهمكم بالتنسيق مع مخابرات المملكة المغربية، ماهو ردكم؟
قيادة البوليساريو مختصة في شيء واحد هو التشويه وتمراق لصباع من كل من يقف ضدها وضد فسادها وسياستها الفاشلة... واتذكر بداية الثمانينيات، وهم يعذبوننا في السجون السرية لهذه القيادة، ويتهموننا بالعمل للمغرب، وقد صمدنا، وتوجه اولئك الذين عذبونا للعدو ونحن ما زلنا صامدين في مواقعنا من اجل حق هذا الشعب في تقرير المصير والإستقلال، واليوم نفس الدعاية ونفس التشويه، ولكن الشعب تفطن لألاعيبهم ودعاياتهم المغرضة ضد الوطنيين المخلصين... فعندما تكون المخابرات المغربية، تهدف لإصلاح قيادة البوليساريو، وتنادي مثلنا بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، فالمشكل الصحراوي اصبح محلولا لله الحمد، ولكن التشويه والدعاية التي تواجه بها القيادة كل من يقول لها لا... فالشعب ما زال يتذكر، شبكة تكنة، وشبكة اكليبات الفولة، وشبكة موريتان وغيرها من الاعيب القيادة التي حملت شعبنا تكاليف ما زلنا نعاني من تبعاتها حتى اليوم، وتبقى القيادة دائما كالتلميذ الغبي الذي لا يستفيد من التجارب كما قال الجنرال جياب...

السؤال الخامس : تطالبون بانعقاد مؤتمر طارئ  للبوليساريو. لماذا؟
لأن الظرف لا يتطلب مؤتمرا عاديا، بل يتطللب مؤتمرا طائرا، فالوضع خطير ويتطلب منا ان نتعامل معه على هذا الأساس، فالأفق مظلم والطرق مسدودة والوضع الداخلي جد سيء،  لكن المؤتمر الطاريء طالبنا بان يكون مسبوقا بندوة وطنية للحوار من دون تهميش او إقصاء لأي راي وطني مهما كان نوعه، وهذ الندوة الوطنية للحوار، هدفها هو الإجابة على سؤال واحد، إلى اين نحن ذاهبون؟ وبعد ذلك تختار الندوة لجنة وطنية تحضيرية للمؤتمر الطاري بعيدا عن وصاية القيادة، بناءا على قانون إنتخابات جديد، لا يسمح من خلاله للمشاركة في المؤتمر ما عدا لمن يتم إنتخابه، ونسبة المنتخبين تتم حسب النسبة المئوية للدوائر الإنتخابية، وبذلك ننزع من القيادة قرابة 750 مؤتمر التي كانت تشارك في المؤتمرات من دون إنتخاب، وهي التي تصوت على لائحة الرئيس التي يسربها خلال المؤتمر، وهم كلهم من حاشية الرئيس والقيادة، التي تتولى مناصب سامية في الثورة او الدولة بغض النظر عن أحقيتها بذلك ام لا؟ وبهذا نكون وفرنا الظروف لمؤتمر طاريء ديمقراطي وشفاف وبعيد عن وصاية القيادة، وساعتها سترون كيف تتساقط هذه القيادة الفاسدة وتتطاير كأوراق الخريف..
هذا المؤتمر هو القادر على إختيار قيادة تقود شعبنا نحو الحل النهائي، بناءا على جواب الندوة الوطنية للحوار، بعيدا عن سياسة القيادة التي تريد ان تجعل من لحمادا بديلا عن الوطن...

السؤال السادس : ما هو سبب خلافكم مع السلطات الجزائرية؟ و هل أنتم مستعدون لانهاء هذا الخلاف؟
في الحقيقة ليس لدينا خلاف مع الجزائر، التي لا يمكن لنا ان ننسى لها موقفها الداعم لشعبنا لما تحالف ضدنا الجميع، الإخوة والجيران، ضمن حلف باريز مادريد الرباط انواقشوط دكار، ولكن كل ما اثر فينا هو ان الدولة الجزائرية، رغم اننا قد احطناها علما بنيتنا في إعلان معارضة داخلية ضد هذه القيادة الفاسدة من أجل إصلاحها، فرضت علينا حصارا إعلاميا رهيبا، بحيث ان كل وسائل الإعلام الجزائرية العمومية والحكومية والحزبية والمستقلة والمعارضة لم تكتب عنا ولا حرفا واحدا، بعد ان تحدث عنا العالم أجمع... وللتاريخ اؤكد لكم من هذا المنبر ان نداءنا التاريخي، لكل الوطنيين الصحراويين قد تسلمت منه السلطات الجزائرية المدنية والعسكرية نسخة بشهر قبل ان يتم نشره في وسائل الإعلام، بل اكثر من ذلك إعتقلوا أحد رفاقنا بالتندوف واستنطقوه اياما طوالا، وانا شخصيا كان علي ان أفر من المخيمات ليلا وفي سيارات بعض المهربين، فباير 2007 خوفا من الإعتقال من طرف المخابرات الجزائرية، بعد ان طلب منهم الأمن الصحراوي بقيادة ولد اعكيك ذلك، ولما وصلت لأنواقشوط قدمت إحتجاجا مباشرا للسفارة الجزائرية بانواقشوط، لم أتلقى أي رد إثره حتى اليوم... نحن مستعدون لإنهاء اي خلاف مع الجزائر على شرط ان تؤكد الجزائر من أن موقفها مع الشعب الصحراوي وليس مع هذه القياددة الفاسدة، لأن المراهنة على هذه القيادة هو مراهنة على الحصان الخاسر وبالتالي سيرمون بكل تضحياتنا نحو هاوية سحيقة، مما سيكون له بالفعل تأثيراته، حتى على سمعة ومصداقية الدولة والثورة الجزائرية...
نحن نعرف ان قيادة البوليساريو تقوم بتقديم رشاوى كبيرة لكل السلطات المتواجدة بالتندوف: الأمن الوطني، والأمن العسكري، والمنطقة العسكرية والدرك الوطني، والجمارك، والولاية، ومسؤولي كل هذه القطاعات، لديهم سيارات فاخرة، مقدمة من طرف محمد عبد العزيز لكل واحد منهم وهي من سيارات الدعم المقدمة للاجئين الصحراويين. وهدف القيادة من ذلك هو ان يتستر عليها هؤلاء ويطلعون تقارير تبعد عنهم شبهة المتاجرة واللعب بالمال العام للشعب الصحراوي... ولقد اوضحنا كل هذا للسلطات الجزائرية، وطلبنا منها ان تساعدنا على دمقرطة البوليساريو، وعملية التغيير، ولكن يظهر، ومع كامل الأسف، ان هذه السلطات أختارت هذه القيادة الفاسدة والمرتشية عن مصلحة الشعبين الشقيقين الصحراوي والجزائري، متمنين من كل اعماقنا ان يلتفت الرئيس الجزائري، والذي يعرف اكثر من غيره كيف تفسد السلطة والثروة الثوار، لطلبنا وان يفرض على هذه القيادة فتح الحوار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مكاسب شعبنا قبل فوات الأوان، آملين ان لا يطول انتظارنا وأن لا يخيب املنا في الرئيس المجاهد محمد عبد العزيز بوتفليقة...

السؤال السابع : كيف تنظرون الى واقع نضال الصحراويين بالمدن الصحراوية التي يسيطر عليها المغرب؟ هل كنتم ممن تفاجئوا بزخم الوعي النضالي لدى هذا الجيل من المناضلين الصحراويين؟
نحن ثقتنا بشعبنا وعظمته كانت دائما فوق كل إعتبار، ومتأكدين من ان القنوط والجمود وعجز هذه القيادة كانت من الدوافع الأساسية لنضال جماهيرنا بالمناطق المحتلة، ولكن ما اثر فينا ونددنا به اكثر من مرة هو ان تتاجر هذه القيادة بدماء ومعاناة آهالينا بالمناطق المحتلة، ويدخلوا كل خبثهم وفسادهم ماديا ومعنويا للتأثير على إستقلالية الإنتفاضة، وشراء بعض الذمم، ومحاولة المتاجرة بها عبر إستدعاء وفود للمخيمات لكي يقومو عبر ذلك بتبييض الوجه البشع لنظامهم الديكتاتوري، وكان اعظم من واجه ذلك واول من تفطن لألاعيبهم، هو المناضل الحقوقي الصبار، الذي هاجمهم في اول مداخلة له امام جماهيرنا بالمخيمات طالبا منهم فتح الحوار لتمتين الوحدة الوطنية، وقد سحبوها في اليوم الموالي من وسائل دعايتهم الإعلامية، او الأخت منتو حيدار التي ترفعت ان تدخل ألاعيبهم النجسة، وظلت بعيدا عن القيادة الفاسدة ولكنها مع الشعب الصحراوي ومع الدفاع المستميت عن حقوق الإنسان الصحراوي اين ما كان، وإن كنت انسي فلن انسي ما ردت علي به هذه البطلة، اثناء لقاء لي معها قي ندوة حول الصحراء الغربية بنابولي، لما حذرتها من قيادة الرابوني وحاشيتها، وكان ممثلوهم حاضرون: يأخي المحجوي نحن معتمدون على انفسنا... لقد كانت عظيمة عندما قدمت لهذه القضية الوطنية في 35 يوما من الإضراب عن الطعام ما لم تقدمه هذه القيادة خلال 35 سنة من تواجدهم في السلطة، لهذا ومن هذا المنبر الذي افرزته نضالات جماهيرنا بالمناطق المحتلة، اوجه نداءا رفاقيا وأخويا لأخوتي ورفاقي من الحقوقيين بالمناطق المحتلة، بان لا تستغلهم قيادة البوليساريو ضدنا نحن الحقوقيون بالمخيمات، وان يساعدونا في فرض إحترام حقوق الإنسان الصحراوي في المخيمات امام هذه القيادة، وان يتبرو من الجلادين في قيادة البوليساريو التي ما زالت اياديهم ملطخة بدماء الشهداء الصحراويين، وما زالوا يتقلدون مناصب سامية تحت حماية هذه القيادة الفاسدة وعلى راسهم الجلاد محمد سالم السنوسي، الذي يكون اول من يستقبلهم اثناء زيارتهم للمخيمات، بإعتباره الأمين العام لوزارة المدن المحتلة والجاليات، فيال سخرية القدر وما أشد مرارة وقساوة سخرية القدر في أغلي الأحيان.....

السؤال الثامن : ما رأيكم في مستوى أداء الاعلام الصحراوي الرسمي؟
لغة خشب اكل الدهر عليها وشرب ولا تتماشى والعصر الحديث الذي يحتاج إلى خطاب واقعي، بعتمد الحقيقة والمصدافية والمهنية الراقية وليست الدعاية الرخيصة للأفراد، والزعيم الوحيد والخطاب الأوحد التي تساقطت مع تساقط احجار حائط برلين، فالمتتبع الآن لأحداث الصحراء الغربية، يستمدها من صفحة خط الشهيد، وصفحتكم، وصقحة آرسو، عبر آراء، اوبينيون، وصفحة المستقبل الصحراوي، بدل الإعلام الرسمي الذي تنفق عليه الملايين الكثيرة، والذي لا يتابعه الآخرون إلا لمعرفة بيابات القيادة للتعليق عليها....  
و ماذا عن المستقبل؟
المستقبل مع هذه القيادة غامض ومجهول، وإذا لم تتخلى هذه القيادة عن تعنتها وتمسكها بالسلطة وشعارها المشهور: هذه هي سياستنا ومن لم يعجبه الحال فليذهب حيث يشاء...  وإذا لم تفتح الحوار وتعقد مؤتمر طاري وشفاف، فقد تدفع بكل مكاسب شعبنا وتضحياته نحو الهاوية، وإنا لله وإنا إليه راجعون...

السؤال التاسع : ما تعليقكم على المفاوضات المتعثرة بين البوليساريو و المغرب؟
المفاوصات من هذا النوع لا فائدة ترجى من ورائها، لماذا؟ لأنه ليست هناك نقاط مشتركة او حتى متقاربة يمكن التفاوض حولها، وليست هناك نية صادقة للبحث عن حل، لأنه ليس هناك شعور لدي الطرفين بمعاناة آهالينا بالمخيمات  والتي طالت اكثر من 35 سنة. فالمغرب متواجد بالصحراء يتمتع بخيراتها وثرواتها، وليس في عجلة من أمره،  وقيادة البوليساريو  متمسكة بالسلطة وتعيش في بحبوحة نعيم قرب اهالينا الذين يعيشون في جحيم المخيمات، وليسوا في عجلة من امرهم بل يفضلون ان تطول المعاناة وان يتأخر الحل لأنهم يخافون من ان يقدموا للمحاكمة على جرائمهم المرتكبة بحق الشعب الصحراوي من سجون وتعذيب  وإختطاف وإغتيالات، إذا ما تم حل المشكل... إذن فالمفاوضات المتعثرة تخدم الطرفين، المغرب وقيادة البوليساريو، لهذا يمكن لها ان تعمر سنوات طوال، ولكنها لا تخدم الشعب الصحراوي، لهذا نقول ومن خلال منبركم هذا ان كل شهر اوسنة تمر على آهالينا بالمخيمات هي جريمة ضد الإنسانية، يتحمل مسؤوليتها، المغرب، وقيادة البوليساريو، والأمم المتحدة والحكومة الجزائرية...

السؤال العاشر: كيف تنظرون الى مستقبل الجبهة؟
إذا لم يتجدد الدم في دماغها بأسرع وقت فستصاب بالشلل التام...

السؤال الحادي عشر:ما هي رسالتكم الى عامة شعب الساقية الحمراء و وادي الذهب؟
إنه شعب عظيم حقق المعجزات بكفاحه وبطولاته وتضحياته، وصنع المستحيل، ولنا الحق في ان نعتز بإنتمائنا له، و لكنه لا يستحق قيادوة متسلطة كهذه تتاجر بمعاناته، وتدفع بأحلامه نحو الإندثار، لذا عليه ان يثور ضدهم لإرجاعهم إلى جادة الصواب، قبل فوات الآوان...

هل من كلمة أخيرة؟
إذا كان الشهيد الولي رحمة الله عليه، قد أسس الثورة وقاد العمل العسكري المسلح، وخلق التحالفات وكون الوحدة الوطنية، وأعلن الجمهورية، واستشهد من أجل المباديء التي آمن بها ليكون عبرة لمن يأتي بعده ولتقدسه الأجيال القادمة، في اقل من أربع سنوات... فإنني اخاف من ان تكون هذه القيادة، ستفسد هذه الثورة، وتنهي اواصر الوحدة الوطنية، وتحطم احلام هذا الشعب، وتتحول إلى مجرمي حرب، ستلعنهم الأجيال القادمة، والويل كل الويل لمن تلعنه الأجيال القادمة...
و الكلمة الأخيرة هي : من تريد له القدرة الخلود تسخره لخدمة الجماهير...
بطل واحد هو الشعب وزعيم واحد هو الشهيد...

ملحوظة هامة : كان من المقرر اجراء هذا الحوار سنة 2005 و تم تأجيله بعد طلب من "وزارة الأرض المحتلة" و ذلك بحجة عدم التأثير على زخم انتفاضة الاستقلال و هو ما تم التوافق عليه وقتها.

Share Link: