من قلم الماما إلى سوط البابا طباعة
الأخبار - الرأي والرأي الآخر.

ما أن هدأت عواصف الردود على مقال السيدة الاولى للبوليساربو والذي كان اشبه باشارات تحذيرية مبتغاها ايصال رسالة لكل من يريد ان يخرج عن سرب التزلف وبلاط السلطان حبا في قول الحقيقة التي يُراد أقبارها بين جنبات مخيمنا المتواضع حيث لاصوت يعلو فوق قلم "الست ماما" ولاخيال قصصي يتجاوز "مرافيء الرمل" كي يعانق الشمس في رحيل سرمدي نحو الخلاص من الفساد والتخاذل . مادام ان البلاد والعباد مسخرون لخدمة العائلة الثورية، او هكذا يرى خيال بعض المرضى اين يرون حدود الوطن فقط بين يدي "الماما" وتحت رجلي الزعيم "البابا" لانهما رمزين تارخيين لاتغيب شمسهما عن "احمادتنا".

مقال الماما او "قمزة العاقل" إن صح الوصف لم يستوعب الكثيرين رسائله إلا حينما رفع " البابا " الرئيس سوطه عاليا وفي جنح الظلام وتحت سرداب وضد الشباب، وهذه ميزة العظماء حينما تزعج الفيل نملة يرفسها برجله . انه منطق رجال الثورات الاجلاء.يرفعون السوط ويتعامون عن العدو الجلاد .
لم يسمع النظام آهات الصحراويات العزل في المدن المحتلة وصرخات الثكالى في مخيمنا المتواضع وهن يناشدنا كل أمين عام وممثل جديد ان يحملن اكفان ابنائهن الشهداء في نعوش ذهب الى الوطن المستقل الشامخ بعيدا عن هذه الارض الجرداء، ولكنه سمع دبيب نعل شباب الثورة وهو يئن من الوضع الذي لايطاق فسارع بحمية ثورية الى قطع الطريق عليهم وضربهم بسياط ثورية خالصة وفي دهليز عميق.
سوط "البابا" الزعيم وهو يدور بغير يده لكن من دون شك بأوامره وهو الذي لاتخفى عليه خافية في "احمادتنا" بسبب العمل الدؤوب لمستشاري "اسواقة" بالكتابة العامة، رسالة اخرى اراد قلم "الماما" التبرير لها بالحديث عن المنظومة القيمية للكتابة الملتزمة التي تجامل السلطان وتمدح الفساد وترى في الثورة مكسب للعائلة دون الغير وتفهم المثقف المسؤول بانه ذلك الثوري المتسول دائما عند باب الهلال والقصر "الاصفر"، وحتى في الطرق يتأبط محفظته كل صباح ولا ينطق الا بما هو مباح من حسنات النظام وإلا فسوط "البابا" اولى بظهره من المحتل المغربي.
تذكرون كيف تكلم العالم عن ابداع فيلم "دموع الرمل " او الولاية  باسمه الحقيقي إلا اعلامنا الرسمي لانه لم يخرج من ملحفة "الماما" ولم يصبغ بالعلامة المسجلة لوزارتها العظيمة فكان لابد له من النسيان لولا ان وهج شعاع نجاحه غطى عيون القوم . واليوم تأتي حادثة الشبان مولاي ابا بوزيد وامربيه ادة . لكي تبرهن ان سوط "البابا" جاهز لكل من تسول له نفسه الاقتراب من عش الغراب . والحديث عن وطن في الانتظار او عهد في الطريق مادام الزعيم اتخذ "لحمادة" وطن بديل يتسلى مع القبعات الزرق في حراسة الوطن الام .
والمثير في مقال السيدة "الماما" انه في كثير من الاحيان عندما نسمع كلام ساستنا او نقرأ كتاباتهم نحمد الله الذي اصطفى لنا خيرة عباده الطيبين لادراة شؤون دولتنا الفتية. لكن عندما نرى ممارساتهم في ساحتنا السياسية سرعان ماينتابنا شعور ان الذي يكتب والذي يتحدث جاء من كوكب بعيد عن الكوكب الذي جاءت منه قيادتنا الوطنية. فعند حضور اي ندوة او مؤتمر وتسمع كلام قيادتنا الوطنية يتخل لك ان الاستقلال سيكون مع انتها ء تلك المناسبة، وان مؤسساتنا تسير بطريقة تحسدنا عليها ماليزيا. لكن للاسف يبدو ان لقيادتنا واقع أخر بعيد عن الواقع الذي نعيشه منذ بدء عصر "اللاحياة والاموت" عام 1991.
وقد يتفاجأ المواطن البسيط من الازدواجية الواضحة الموجودة عند قياديينا فتارة تجدهم يحاضرون عن الوحدة الوطنية بينما سياساتهم وممارساتهم اليومية هي اكبر خطر على مستقبل الوحدة الوطنية. ويحاضرون ضد الفسادة وهم اكبر حماته. ويقدمون النصائح للدفاع عن المكتسبات بعدما تنازلوا عنها ولم يبقى في جعبتهم الا الحق في "تقرير المصير" والذي ندعو الله "ايفكو من باسهم" لانهم لن يترددو في التنازل عنه اذا ماتوافق ذلك مع المصالح الضيقة لاثرياء الرابوني. واقع الازدواجية بين الخطاب والممارسة الذي يعيشه النظام الصحراوي اصبح يفرض علينا ان نتساءل: هل نصدق مايقوله ام مايمارسه النظام؟.
من الاقوال الماثورة التي تتردد على مسامعنا كل صباح عبر امواج الاذاعة الوطنية خطاب شهير لرئيس الجمهورية يقول فيه  "ان الدولة الصحراوية هي دولة تحترم حقوق الانسان"، فأين حقوق الانسان مما حدث لشباب الثورة الصحراوية؟ ، اما ان لحقوق الانسان تفسير خاص في قاموس قيادة الرابوني؟.
قد لانتذكر كثيرا من كلام قيادتنا باستثناء كلمة "انتوما اشكون"  وهي العبارة التاريخية التي قالها رئيس الجمهورية في المؤتمر الاخير للجبهة، وهي الكلمة التي تمت ترجمتها من قبل مستشاري الكتابة العامة الى واقع ملموس بعد الهجوم على مخيم الشباب امام الكتابة العامة، تنضاف اليها فضيحة اخرى في سجل فضائح النظام الصحراوي تزامنت مع زيارة المبعوث الاممي السيد روس الى المنطقة. وهذا بعد ان منع  الشباب من تسليمه رسالة تمت كتابتها لتحمل هموم المواطن البسيط بعيدا عن املاءات سيد "الرابوني" وبعيدا عن مجتمعه المدني الذي تتحكم فيه الكتابة العامة بـ"الريموت كنترول". وهو مجتمع مدني توضع الكثير من علامات الاستفهام على استقلاليته وحتى على تكوينه. بحكم ان المسرحيات النظامية اصبحت من الماضي في عصرنا الحديث.  
على قيادتنا بالشهيد الحافظ ان تعرف ان الناس لجأت الى فضاء الانترنت بعد ان ملو من سياسة "قولوا ماتشاؤون ونحن نفعل مانشاء" وهي السياسة التي تتقنها قيادتنا الوطنية وتسمح لها بخداع الابرياء في القاعدة الشعبية بعد كل جولة رئاسية. حيث غالبا مايلجأ مخرجو النظام الى الاستعانة بالملابس العسكرية لارجاع الذاكرة الشعبية الى اكثر من عقدين من الزمن وهو مايمكنهم من العزف على مشاعر الابرياء لتمرير سياساتهم الفاشلة التي يراد بها خدمة المصالح الخاصة على حساب القضية. اما عن الواقع الكارثي الذي تسوق له المواقع الالكترونية الصحراوية المستقلة فهو الحقيقة المرة التي يخفيها اصحاب المصالح الضيقة والمنافقين الذين تناسو تضحيات ابطال جيش التحرير الشعبي الصحراوي عندما وضعوا وزير الدفاع الوطني في المرتبة الرابعة في انتخابات اعضاء الامانة الوطنية بعد السيدة الاولى في الدولة الصحراوية رغبة منهم في الحصول على رضى سيد "البيت الاصفر". وللاسف ان فئة المنافقين الذين يعج بهم "الرابوني" هم الذين يرسمون صورة وردية عن الاوضاع السياسية والاجتماعية وهي صورة لاتوجد الا في مخيلة سكان الكتابة العامة. لان واقع المواطن الصحراوي الذي يمضي فصل الصيف بعيدا عن المكيفات الهوائية له نظرة اخرى مخالفة تماما للواقع الوردي الذي يعيشه بعض اثرياء الرابوني .
قبل ان نبدأ في رسم خارطة لمنظومة الكتابة لدينا يجب ان نفكر جيدا في رسم خارطة طريق جديدة لواقعنا السياسي لاخراجه من معادلة "لن ترضى عنك القيادة حتى تصفق لسياساتها" حتى وان كانت كارثية.
وبين حدود قلم "الماما" وسوط "البابا" مسافة اربعين سنة من ميلاد جبهة كل الصحراويين التي تحولت الى غنيمة ثورية على ارض الغير لايتسع ظلها إلا لمن يرى جنون "الماما" فنا وفساد "البابا" برنامج سياسي طموح يتجدد كل اربع سنوات تحت زغاريد النسوة وآهات المستضعفين الباحثين عن الانعتاق في زمن الاغلال الطويلة .

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit