الرئيس وتغطية الشمس بالغربال؟؟ طباعة
الأخبار - الرأي والرأي الآخر.

بقلم : سلامة حمتي حبوب

ان المتتبع لخطاب السيد الرئيس في ندوة الاطر بولاية اوسرد والذي حاول  من خلاله ان يجمل الحالة العامة للشعب الصحراوي ، يلاحظ للاسف الشديد انه لم يوفق في ذالك برغم البرغماتية التي حاول الظهور بها، لا بل جاء باهتا خاضعا للكثير من الحسابات والمغالطات (الطلي عل لوبر) وتميز بانعدام التراتيبية والتنسيق مماعرضه للكثير من المزالق و العيوب مما ادى لفقدانه للتاثير والحجة والحيوية وغياب عنصر التشويق على غرارخطابات القمة في حركات التحرر العالمية  خصوصا انه كان يتحدث امام ( النخبة) السياسية التي تدير امور البلاد و العباد.من خلال دراسة عاجلة للخطاب( الحوصلة) على خطى السيد الرئيس الذي اراد انهاء الندوة الوطنية للاطر في غضون ثلاث ساعات، ندوة من المفترض ان يناقش فيه بالدراسة والتحليل كل حيثيات الواقع الصحراوي المزري والمر... يظهر ان السيد الرئيس وقع في الكثير من المتناقضات ، واعتمد على سرد لبديهيات يعلمها القاصي قبل الداني والعدو قبل الصديق وابتعد عن الواقعية التي كان ينشدها بعض الحاضرين وكل الغائبين (القاعدة الشعبية)، الحاضرين الذين يستحقون الشفقة لانهم يخادعون انفسهم وقناعاتهم ، باستثناء البرلماني الذي جهر بموقفه وانسحب من الندوة والذي يواجه بحملة مسعورة من قبل محسوبين على تيار في السلطة وللاسف انطلت على  بعض السذج، هذا المناضل الذي  احتج على الطريقة التي ادار بها الرئيس الندوة، بالرغم ان الطبقة السياسية عامة قد خضعت للتهجين والتوريط اللا مارحم ربي وما قضايا صهاريج المياه الى قانون التعدين مرورا بفضيحة مايعرف اليوم بفرينكيت في الهلال الا عينات لايمكن اخفاؤها و لانكرانها.... تحدث السيد الرئيس على ان الج الع الص الد دولة معترف وذات سيادة واجماع الصحراويين على الاستقلال وعلى ان البوليساريوا ممثل شرعي ووحيد لهم ، وتناسى الرئيس ان يوضح ان الركن الاساسي للدولة هي الارض التي لازلت محتلة وان السيادة معدومة مادام العدو ينهب الخيرات ويتحكم فيها  ويعقد الصفقات ويصدرالثراوات. تحدث الرئيس عن الاجماع على البوليساريوا ولكنه لم يوضح ان الاجماع على النهج والبرامج والادبيات وليس على الافراد وجماعات الضغط ولوبيات الفساد، ليواصل حديثه ويصنف المفاوضات بالمكسب لان العدو تخلى عنها (انفض ايدو منها) ولكن الواقع ان كل المسؤولين المغاربة يرددون ان العدو مستعد للتفاوض ولكن بشروط وليس كما قال الاخ الرئيس باننا ليس لدينا اي مشكل للتفاوض، ولنفترض جدلا ان العدو تخلى عن المفاوضات وهو المسيطر على الارض والثراوات، فماهي اوراق الضغط التي بحوزتنا؟؟ لم يذكر السيد الرئيس ان اهم ورقتي ضغط كانتا لدى البوليساريوا قد باعتهما في سوق النخاسة و بثمن بخس وهما اسرى جيش العدو ووقف اطلاق النار؟؟. ليعود الاخ الرئيس ويتحدث عن استراتيجية وضعها القادة مكونة من نقطتين ولم يتاكد هل هي في الثمانينات ام في التسعينات لمواجهة مناورات العدو ليخلص الى القول ان العدو لم يسلم بحق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال وهي النقطة الاولى ليسقط في الفخ النقطة الثانية وهي اظهاره بالمتمرد على القوانيين والشرعية الدولية والامم المتحدة، ولكنه نسى او تناسى ان الامم المتحدة التي يتغنى بها سيادة الرئيس التي امطرها بوابل من الرسائل في السنوات الاخيرة لايمكنها ان تفعل شئ بمناى عن القوى العظمى والمصالح الدولية، وماابتلاع روسيا للقرم ، وحرب غزة، واستقلال جنوب السودان و... الا امثلة محدودة ، ليصل الى ماهو ادهى من ذالك، بل الفضيحة الكبرى، ويربط تاجيل المؤتمر الشعبي العام بتقرير   مجلس الامن للسنة القادمة ليوكد انه ليس هناك مايستدعي عقده فالامور كلها تسير بوتيرة جيدة (مش بطالة)على حد قول الرئيس. ولكن السيد الرئيس لم يكلف نفسه عناء السؤال عن تزايد اعداد ( اللاجئين) الصحراويين من كل اطياف المجتمع الصحراوي المحظوظين بمدينة تيندوف الجزائرية والذهاب بابناءهم لمتابعة دراستهم هناك وهو الذي اكد على انه ليست لدينا اي مشاكل في التعليم وان هناك اقسام شاغرة ؟؟ ولكن غاب عن ذهنه لماذا هي شاغرة؟؟؟ وغاب عن السيد الرئيس ان ينادي على اي طفل في المدارس الوطنية ويملي عليه فقرة لغوية او يطلب منه ترديد النشيد الوطني اوحتى يطلب منه كتابة اسمه الثلاثي حينها سيصاب حتما بالحيرة الذهول، وغاب عنه ايضا حالة المستشفيات والمستوصفات وحالة غرف الولادة بالمستشفى العام في الرابوني وقد تحدثت نسوة عن الاهمال الذي تعرضن له والنقص الحاد في الامكانيات المادية والبشرية التي تحدث الرئيس عن وفرتها، في وقت تناسلت فيه العيادات الخاصة بمخيمات العزة التي لاتخضع لاية رقابة؟؟؟ ليعود ويضرب لنا مثلا بصهاريج المياه الموجودة لدى العدو وانها لازالت تعمل  منذ وقف اطلاق النار وان الصهاريج لدينا لاتصمد اكثر من ثلاث سنوات او اربع، ولكنه لم يستطع ان يقول ان غياب الارادة في تطبيق القوانيين والمحاسبة واالشفافية لدى المسؤولين والقياديين كانت وراء هذا الخراب والدمار لهياكل الدولة ومؤسساتها، لينتقل الاخ الرئيس لفصل اخر من فصول الدراما ليوكد ان العدو يعيش على وقع ازمة اقتصادية خانقة ويعتمد فقط على اموال المخدرات والمعونات المالية، وهو خطاب تجتره هذه القيادة منذ سنين طويلة، من بعض الدول ولكنه تجاهل السؤال عن مصادر الدعم لنا ولم يقل انها مساعدات انسانية لايمكن التعويل عليها ويجب ارشادها والمحافظة عليها من النهب والتبذير، لينتقل الاخ الرئيس بالحديث عن واقع الجالية باوروبا ولكنه تحدث عنها كرقم مادي وان العائلات تاثرت من قلة التحويلات والدخولات ولكنه اغفل الجانب الاساسي لاستمرار هذه الجالية والمعاناة اليومية في مشاكل جوازات السفر من تجديد ونزع في بعض المدن وتكاليف اعدادها المرتفعة في مدريد. ولمح السيد الرئيس، بكل وقاحة، وهو القبلي رقم واحد، الى القبلية وطالب بمحاربتها والترفع عنها ومعاقبة كل المتسببين فيها، ولكنه غفل عن ذكر الذين يؤظفونها ويضغطون ويحكمون على الأفراد بها وهم اؤلائك الانتهازيين والمتملقين الذين يدورون في فلكه ويقولون مالايفعلون وحق فيهم الطرد والعقاب. ليعرج الاخ الرئيس، وهو اقدم رئيس في العالم، على الاوضاع في دول فاشلة وانها تعيش حالة من التناحر والقتال والفوضى ولكنه لم يذكر ان هذا الوضع هو نتاج حكم دكتاتوري شمولي بني على حكم العائلة والترقيع والتوازنات الاثنية والعرقية. الشئ الذي اكده الاخ الرئيس ونتفق معه فيه هو انها ثورة طويلة الامد ولكن طول الامد اي الاستمرارية يجب ان ترتكز على ركائز اساسية حتى تصمد من قبيل العدالة والديمقراطية والنزاهة والمثالية والاخلاص... وهي مبادئ جبهة البوليساريوا، التي تخلى عنها الرئيس... في الاخير نقول ان هذا الخطاب جاء مخيبا للامال وبعيدا عن التشخيص الحقيقي للواقع  وعن ماتنادي به القاعدة، خطاب تميز بالتعميم ولم يضع النقاط على الحروف خطاب يظهر ان كل شئ على مايرام في حين الواقع يفند ذالك. خطاب للإلهاء وبيع الأحلام... اقول واؤكد ومن باب المناصحة ان المؤتمر الشعبي العام يجب ان يعقد في موعده ان لم يعقد مؤتمر طاريء، وبميكانيزمات جديدة وتمثيل اعمق لمكونات الشعب حتى يتم اختيار الانسب والانجع لان الحالة الصحراوية متردية والوضع الداخلي هش وحساس للغاية باعتراف الرئيس بنفسه، وانه حان الاوان ( لاخراج راس النعامة من التراب) ومواجهة الحقائق والتصالح مع الذات والاخر واعادة النظر في جميع المشاكل والتحلي بالشجاعة لتفعيل الاجراءات والقوانين وعلى حد قول الرئيس (نشوفو لخشب لفعينينا).هناك مثل صحراوي يقول (التكمكيم مايكسرالنبق) وعليه فان على القيمين على الشان العام: القيادة السياسية وعلى راسها هذا الرئيس، ان تتحمل مسوؤلياتها التاريخية والاخلاقية والشرعية امام الله والشعب وعليها ان تحسم امرها وتحطم هاجس الخوف والتردد والنفاق السياسي ، و(فات من الدهر الماتلا). فالشعوب تمهل ولا تهمل...

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit