القافزون، بقلم:محمود خطري حمدي. طباعة
الأخبار - مشاركات

أعرف جيدا انكم تمتلكون ألف تعريف لهذا المصطلح المغري والبغيض، ولذلك اطلب منكم العذر اعزائي القراء ان انا جهلت او نسيت تعريفا يليق به .

من يعملون على تغيير المفاهيم وزرعها بالمقلوب حتى تصبح واقعا معاشا ، او يصدق الناس انها الحقيقة .انهم اولئك الذين يسرقون بسمة الاطفال ويضعون الشمس فوق رؤوسهم حتى لا تعطيهم مهلة للتفكير.
القافزون هم الممتطون صهوة" لقفازة " بمعناها الحساني لكحل ،للوصول الى ماربهم الخاصة .ليصنعوا من انفسهم ابطالا للوقت الضائع
هم من نراهم في النهار تحت الشمس وفي الليل يجتمعون على تقسيم معاناتنا والضحك على غبائنا ، او هم من سئموا خطاب المخيم ، وارتموا باسم "لقفازة" في احضان العدو خلسة وظهروا لنا كرجال اعمال ، ليغرونا بزخرف الدنيا الباهت فسميناهم قافزون .
قافزون لانهم باعوا كرامتهم بدراهم بخس معدودة ن ومشوا على شوك من المبررات يوخز نعالهم وارجلهم ،دون ان يشعروا به ماداموا يتخيلونه بساطا احمر ، يوصل الى حلم مهما كانت كوابيسه موجعة ومخيفة .
قافزون لانهم نسوا او تناسوا سنوات العرق واللجوء والقمل والصبر من اجل الكرامة، فورثوا ذاكرة مشوهة وضعيفة كذاكرة السمك ، ليقبلوا اي عرض بحجة الواقع ونسيان الماضي ،مهما كان هذا العرض وقحا ومهينا .
القافزون ... هم من يتاجرون بمعاناة الشعب ، كي يكونوا اثرياء حتى يتمكنون في اخر المطاف من خداع طاووسات المخيم واغرائهن بفندق من " كيكوطة" على ارض لحمادة الباهتة أو وخز احلامهن المشتتة والمدفونة في الرمال برحلة الى ماوراء البحار .
القافزون .. هم من يمرون علينا بسياراتهم الحكومية والخاصة الفخمة ،ويضعون نظارت سوداء حتى لا يشاهدوننا بعين الحقيقة ، ويتركوننا نزكم من جراء دخان سياراتهم اللعينة ، ظانين انهم ورثوا غنيمة دمهم وعرقهم ولجوئهم ونضالهم .
القافزون ... المتلونون مع ظروف اللجوء المتغيرة والمتكيفون مع ايات النفاق الثلاث ، فلا تفرق بين احدهم ساعته مناضلا صرفا او خائنا وقحا ، وبين ما ياخذ من الوطن وما يعطي للوطن .
انها "لقفازة " في اعز جاذبيتها واقوى معانيها وافخم ازيائها ، وصعب على " القافزين " الجائعين مقاومة اغرائها وغنج دلالها ، فشوهت سمعة الكثيرين وزعزعت قناعات اخرين وحفزتهم على الجري خلف فرصة غفلتنا .
اما انتم المستثنون من لقفازة فهم انتم ايها البسطاء ، لانكم لا تعرفون " اتسولطي " من فوق حبال لقفازة ، حتى لا تتعثروا على التراب الطيبة مثلكم ، فتفقدونها الهدوء والسكينة .
بقلم: محمود خطري حمدي

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit