أبعاد واهداف الجبهة الشعبية خط الشهيد، في حوار للرفيق المحجوب السالك مع جريدة القدس اللندنية. طباعة
الأخبار - أقوال الصحافة.
السبت, 02 فبراير 2013 12:37

سؤال"متى بدأت الارهاصات الأولى لهذه الحركة؟

جواب: بدأت الارهاصات الأولى خلال المؤتمر التاسع سنة 1996، حيث فرضت اللجنة التحضيرية على القيادة؛جو الانتخابات في المؤتمر بعدما كان العمل فقط بلائحة واحدة يصادق عليها بالتصفيق، وعندما نتحدث عن القيادة فنعني عبد العزيز الذي يتوفر على جميع الصلاحيات والسلطة الكاملة وبعض من حاشيته".

سؤال: لكن ماذا عن الحركة كتصور متكامل وخاصة اسم "الجبهة الشعبية-خط الشهيد"؟

جواب: " الجبهة الشعبية ملك ومكسب لكل الصحراويين وإن كانت القيادة قد إستغلتها لمصالحها الذاتية فذلك لا يعني ان الخلل في الجبهة كتنظيم سياسي بقدر ما هو في القيادة كأداة وأفراد، سيطر عليهم الجشع وأعماهم الطمع، وحب السلطة والتسلط..ظهر اسم الجبهة الشعبية خط الشهيد كإسم، بدليل تمسكنا بالجبهة كتنظيم للصحراويين الوطنيين، فنحن حركة إصلاحية داخل الجبهة وليس خارجها، بل نعتبر أنفسنا هم الجبهة الحقيقية، جبهة 20 ماي والشهيد الولي،

ونعتبر هذه القيادة منحرفة، يجب تبديلها أو إرجاعها إلى مباديء ثورة العشرين ماي وخط شهدائها البررة.. ظهر هذا الخط بعد المؤتمر الأخير في أتفاريتي أكتوبر 2003، حيث تبين أن هذا المؤتمر كان مجرد مسرحية سيئة الاخراج والتقديم.. هنا تأكد للجميع أن هدف هذه القيادة هو البقاء في السلطة الى ما لانهاية. مهما كان الثمن حتى ولو كان التضحية بالمصير.. "بهذا بدأ النقاش العميق والجدي على مستوى القاعدة والجيش والجالية الصحراوية المتواجدة في الخارج وخاصة اسبانياوفرنسا، هذا النقاش الذي جاء بعدما أحس الجميع بخطورة الوضع، للتحرك من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الآوان.. لذا قررت مجموعة القواعد والكوادر العسكرية والمدنية: من مناضلين ومقاتلين، إصدار البيان التاريخي المعروف بنداء الى كل الوطنيين الصحراويين.

سؤال: وهل توقفت الحركة عند البيان أم أنها امتدت عمليا؟

جواب:  بعد النداء تم فتح حوار وطني موسع في المخيمات وعبر صفحة الموقع الالكتروني السويسري المختص في الصحراء الغربية المعروف بإسم آرسو، رغم سخط القيادة وتذمرها على المشرفين على الموقع، ولكن اولئك من أسويسرا يقدسون الديمقراطية ولا يسمعون في حرية الرأي لومة لائم.. وشارك الجميع في النقاش. لاحقا فتحنا حوارا آخر بموقع قناة التلفزيون العربية.نت ودام أكثر من سنة، وكانت المشاركة واسعة لأنه كان بالعربية مما جعل أفكارنا تنتشر وتصل الى الجميع. كما أننا نشرنا أفكارنا في مجلة شهرية "المستقبل الصحراوي" أول مجلة صحراوية مستقلة تصدر في المخيمات ويشرف عليها عدد من الاطارات الجامعية التي درست في الخارج وتشبعت بأفكار الخارج حوا العدالة والديمقراطية ونبذ سياسة الحزب الواحد والزعيم الأوحد.
بعد ذلك اجتمعت نواة خط الشهيد في نهاية 2004 ووجهت رسالة الى محمد عبد العزيز من اجل فتح حوار وطني من دون إقصاء أو تهميش والإجابة على سؤال محوري ومركزي واحد  الى أين نحن ذاهبون؟ بمعنى هل سنبقى في هذه الوضعية الى ما لانهاية؟ أم سنفاوض؟ أم سنحارب؟
وطلبنا من محمد عبد العزيز السماح لنا بعقد مؤتمرنا التأسيسي في المخيمات، وكان الجواب بالرفض  لأن القيادة الحالية ترغب في أن تقدم أن هناك صوت واحد وموقف واحد وسط المخيمات، واستخدمنا وساطة البلجيكي بيير غالون رئيس فيدرالية الجمعيات الأوروبية المتضامنة مع الشعب الصحراوي باعتبار انه رجل ديمقراطي يمكن أن يساعدنا على دمقرطة البوليساريو، وقام بزيارة عاجلة الى المخيمات وكانت النتيجة سلبية للغاية لأن عبد العزيز رفض مجددا.

سؤال: وماذا كان العمل أمام هذا الرفض؟

جواب:  في أعقاب الرفض طرحنا مشروع برنامج عمل سياسي للحركة الاصلاحية داخل البوليساريو وتم طرح هذا المشروع  للنقاش في المخيمات ووسط الجاليات الصحراوية في الخارج وفي مناطق الصحراء الغربية المحتلة وبعض شهور من النقاش والتعميق والتفكير أصغنا الصياغة النهائية الحالية للبرنامج واستغلينا احتفالات الذكرى الثلاثين لاعلان الجمهورية الصحراوية العربية الديمقراطية لنعلنه للرأي العام الصحراوي وللعالم، وتم الاعلان عن هذا البرنامج لأن القيادة كانت تحاول أن توحي باحتفالات الذكرى الثلاثين للجمهورية أن البوليساريو موحد، في حين كانت الاحتفالات  مجرد عملية للإستهلاك الداخلي، فالأموال الطائلة التي أنفقت بأتفاريتي في هذه الاحتفالات كان من الأفضل أن تعطى لأهالينا من النساء والعجائز المتضررين من الفيضانات في المخيمات، لكن مع الأسف ذهبت في البهرجة.
وأشدد هنا أن البيان تم توزيعه داخل المخيمات وفي أتفاريتي قبل إرساله الى وسائل الاعلام الدولية حتى نبين أن هذه العملية هي منبثقة عن الداخل وليس عن الخارج، كما يدعون وأن السبب الرئيسي في ظهورها هو الاصلاح السياسي والديمقراطي.

سؤال: أمام هذا التطور، ألم تتعرضون وأنصاركم للقمع من طرف القيادة الحالية للبوليساريو؟

جواب: صراحة لم يكن هناك قمع ولكن يمكن الحديث عن مضايقات نسبية، لا ننسى أنه مررنا بعشرين سنة من القمع والآن خوفا من المنظمات الدولية فالقيادة الحالية لا تقدم على ما كانت تفعله في الماضي. فالمنظمات الدولية تزور باستمرار المخيمات والكثير من الصحراويين لهم أفراد عائلاتهم في الخارج كما أن الوعي ارتفع في المخيمات، ويظهر أن القيادة الحالية لا يمكن أن تواجه موجة تفكير سياسي قوية. لكن القمع الحالي يتمثل في أن القيادة تفعل ما تشاء وتريد بدون حسيب ولا رقيب وبدون أي اعتبار لي وازع وطني، أو رأي معارض تضعه في الحسبان...

سؤال: ولكن هل تعتقدون أن "خط الشهيد" تشكل بديلا وأن لها شعبية كبيرة؟

جواب" معظم إطارات وجزء كبير من سكان المخيمات مقتنعة بضرورة التغيير والتجديد وفرض ديمقراطية داخل الأجهزة وضرورة الديمقراطية في هذه القيادة التي تعتبر الأقدم من نوعها بعد فيدل كاسترو والقذافي، إجراء انتخابات ديمقراطية وشفافة قادرة على تأكيد ما نقوله وهو أن المخيمات والصحراويين يرغبون في التجديد السياسي. لهذا نحن نعمل الآن على ان نفرض على القيادة ان تكون لنا مشاركة فعالة في اللجنة التحضيرية للمؤتمر القادم للجبهة، وان يكون مؤتمرا ديمقراطيا شفافا، يعتمد قانون إنتخابات جديد يسمح بمشاركة المنتخبين ديمقراطيا من القواعد الشعبية وليس المعينون من طرف القيادة، ليختار المناضلون ساعتها بين العدالة والديمقراطية أو الحكم الفردي...

سؤال: قلل سفير الجمهورية الصحراوية بالجزائر، في تصريح للقدس من أهمية تنظيم البوليساري خط الشهيد، وشكك في سوء النية من وراء توقيت الإعلان..

يؤسفني جدا ان هذه القيادة لم تجد من تدفعه للرد علينا ما عدا تلميذي الذي اعزه كثيرا الأستاذ محمد يسلم بيسط، سفير الج، الع، الص، الد. بالجزائر، وذلك لإقتناعي بأن ما ننادي نحن به من تغيير وإصلاح، هو نفس الأفكار والطموحات التي لديه ولدى العشرات من المناضلين أمثاله الذين وقفوا معنا بكل شجاعة خلال اجواء المؤتمر العاشر، ضد ما اسموه قانون بوكاسا، إشارة إلى تسلط الحكم الفردي داخل جبهة البوليساريو. ولم أكن اتصور ابدا ان سياسة التدجين التي تعتمدها القيادة من خلال توزيع المناصب، قد تصل إلى درجة ان بتنكر الإنسان للمباديء التي دافع عنها يوما ما..
وأريد ان اقول لتلميذي الذي اعزه كثيرا بإعتباره من الشباب الذي نشأ وتعلم وترعرع في هذه الثورة، ان الصفعة التي وجهت الشبيبة الصحراوية، من خلاله، للقيادة التي رشحته لمنصب الأمين العام، في مؤتمرها الماضي، اكبر دليل على مدى سمعة ومصداقية وتمثيلية هذه القيادة التي ما زال يدافع عنها...

سؤال: ما هو موقف خط الشهيد من المغرب وخاصة مفاوضات مستقبلية؟

جواب: موقفنا من المغرب أنها دولة اعتدت علينا وأنها اعتقدت أن القوة العسكرية قادرة على حسم الموضوع، وبعد 16 سنة تأكد للمسؤولين المغاربة كما جرى للموريتانيين سابقا أن الحل يجب أن يكون حلال سياسيا وليس عسكريا. وعليه، ندعو للدخول الى مفاوضات سياسية مباشرة مع المغرب، ندعو القصر الملكي ان يفتح أبوابه للصحراويين للتفاوض معهم، لإيجاد حل لهذا النزاع الذي طال أمده أكثر من اللازم، ولكي نخفف معاناة عشرات الآلاف من اللاجئين الصحراويين في المخيمات ونرجعهم الى ديارهم بكرامة مرفوعي الرؤوس ونخفف من معاناة أكثر من 160 ألف جندي مغربي متواجدين وراء الجدار الفاصل في الصحراء الغربية وغالبتهم بعيدين عن أهلهم. حل متفق عليه يسمح للصحراويين بالتعبير عن إرادتهم بكل حرية طبقا لقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية...

سؤال: ما رأيكم في الحكم الذاتي الذي ينوي المغرب التقدم به الى الأمم المتحدة في محاولة للخروج من المأزق؟

جواب: بالنسبة لنا لابد من حل متفاوض عليه ومتفق عليه بين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "البوليساريو"  والمملكة المغربية، وليس حلا من طرف واحد، وهذا الحل يجب أن يكون مع القيادة الحقيقية التي يجب أن تكون منبثقة عن انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة وسط الصحراويين في المخيمات، وهذا ما سنعمل من أجله، كما اسلفت، خلال المؤتمر القادم للبوليساريو، أكتوبر المقبل، ونتخوف من أن تقدم القيادة على تأجيله نتيجة هذه المستجدات.
وأقول بان على القيادة الحالية للبوليساريو ان تستجيب لمطالب الإصلاح والتغيير قبل فوات الآوان، وأن لا تحاول الوقوف في وجه التيار، وان تفتح حوارا وطنيا من دون إقصاء او تهميش لتشارك كل القدرات الصحراوية في تقوية جسم هذا التنظيم الوطني الذي نخرت فيه اخطاؤهم خلال أكثر من عشرين سنة.. فمن الأفضل لهم تنحيتهم بطريقة ديمقراطية، قبل ان تزيحهم حركة عدالة وديمقراطية كما أزاحت صديقهم وجارهم معاوية ولد الطايع في نواكشوط.

نبذة موجزة

داود السالك ولد محمد ولد عياد، المعروف بالمحجوب السالك، عضو في الحركة الجنينية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب التي ستتمخض عنها جبهة البوليساريو يوم 10 ماي 1973. عضو في أول مكتب سياسي للجبهة منتخب عن فرع التنظيم جنوب المغرب. بداية 1974 ، عين محافظا سياسيا لمقاتلي الجبهة، ثم توجه ضمن قيادة اول دفعة للتدريب لدى الأشقاء الجزائريين برفقة الرئيس الحالي محمد عبد العزيز...
تولى مسؤولية إذاعة البوليساريو: صوت الصحراء الحرة وشارك في بناء الإعلام الوطني الصحراوي، طيلة اكثر من عشرين سنة..
بعد إستشهاد زعيم البوليساريو الولي مصطفى السيد، سجن من طرف عمار العظمي عضو اللجنة التنفيذية، لأنه كان اول من تجرأ وطرح هذا السؤال: من المسؤول عن إستشهاد  الزعيم الولي؟ وليحرم من المشاركة في المؤتمر الثالث للجبهة.. بعد إطلاق سراحه واصل عمله الإعلامي، مع الكثير من التحفظ حول التصرفات البورجوازية للقيادة الجديدة، وإنتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان بالمخيمات، مما دفعهم لإختطافه، وأعتبر في عداد المفقودين خلال سبع سنوات ونصف تعرض خلالها لأبشع وسائل التعذيب الجهنمية، ما زالت آثارها بادية على جسده حتى اليوم، ومن المصادفات الغربية، ان عائلته: والده وإخوته الثلالة، كانت ضحية السجون السرية المغربية في اكدز وقلة مكونة لسبب ان إبنهم مذيع البوليساريو.. بعد خروجه سالما من السجن الرهيب واصل نضاله من أجل قضية شعبه الوطنية وأيضا من اجل فرض الديمقراطية والعدالة وإحترام حقوق الإنسان في جبهة البوليساريو، وهذا هو الذي اوصله هو ورفاقه لإعلان الحركة الإصلاحية داخل البوليساريو: البوليساريو خط الشهيد...

متزوج وأب لعدة ابناء..

ونتيجة لسياسة الإقصاء والتهميش التي تعرض لها من طرف قيادة البوليساريو، يعيش حاليا في مدينة فيتوريا الإسبانية.. كلاجيء...

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit