الشهيد: بونا ولد سيد احمد ولد العالم. طباعة
الأخبار - شهاء سجن الرشيد
الثلاثاء, 22 يناير 2013 21:13

الاثنين 09 أغسطس 2010
السيد بونا ولد سيد احمد ولد العالم.

وأمه: اخويديجة منت سيد احمد ولد المختار:  شاب من قبيلة اولاد دليم، أبا أعمر، ومن أجملهم منظرا وأحسنهم هنداما، نقموا عليه لا لشيء، ما عدا انه جميل وينازع القيادة عشيقاتهم، اللواتي يتعلقن به، لهذا كان لا بد من تصفيته وأعتقلوه في إطار ما سموه الشبكة الموريتانية وتم قتله في ابشع صورة، نتيجة للتعذيب، وقد قطعوا اعضاءه إربا إربا، بشهادة العديد من الناجين من سجن الرشيد الرهيب...
إزداد سنة 1955 بمدينة انواذيبو، حيث واصل دراسته الثانوية هناك، وبعد بداية النزاع في الصحراء الغربية، توجه مع عائلته نحو الداخلة...

إلتحق بصفوف الجبهة الشعبية بالمخيمات، بعد الإنقلاب في موريتانيا، يوليوز 1979، حيث تولى مهمة التدريس بمدارس مخيمات الداخلة، ليتم إختطافه في بداية سنة 1983م..
ومن المصادفات الغريبة ان بعضهم إتصل بشقيقته: أكدة منت سيد احمد ولد العالم، واقنعها بالقيام بعملية فدائية لصالح الجبهة الشعبية، حيث قامت بتهريب العديد من المناشير وادبيات الجبهة الشعبية للمناضلين داخل مدينة الداخلة، وقد تم إعتقالها من طرف السلطات المغربية، حيث قضت سنوات طويلة عرضة للتعذيب الوحشي، وأطلق سراحها بعد ذلك وهي تعيش اليوم مجنونة بمدينة الداخلة..
له ولد من زوجته الأولى: أميمينة منت محمد فاظل ولد السملالي، ويعيش حاليا بمدينة الداخلة، اما زوجته بالمخيمات فهي قريبته سلم منت الحاج ولد العالم، التي  رملوها وهي شابة في مقتبل العمر، لأنها قضت سنوات طويلة وهي في إنتظار زوجها، والقيادة لم تقم بإخبارها بوفاته في السجن، ولم تؤدي ما عليها من ملزمات الشريعة كارملة متوفي زوجها، لأنها لم تعلم بموته إلا بعد زيارة والدته في بداية التسعينيات للمخيمات حيث توجهت أم الشهيد مباشرة، وبحضور الحاج ولد العالم، وهو واحد من حكماء أهل الصحراء، للقاء الرئيس، والذي حاول إكرام وفادتها، ولكنها ردت عليه بأنها لاتريد كرما ولا ضيافة، ولكن تريد إطلاق سراح إبنها المعتقل لديهم، قائلة له : لدي بنت غالية، وهي كذلك سجينة لدى المغاربة، لتهريبها مناشير لصالح الجبهة نحو مدينة الداخلة، ولكنني فضلت التوجه نحوكم، بدلا من ان اتوجه للمغرب، وأطلب منه إطلاق سراح إبنتي... تعهد لها الرئيس بتقديم المعلومات الكافية عن إبنها وإطلاق سراحه، وكلف امامها مستشاره الإعلامي انذاك الفقيد محمد فاضل اسماعيل بالملف، واعطاها هذا الأخير موعدا للقاء بها في الرئاسة بعد يومين... توجهت في الوقت نحو الموعد بالرئاسة، وهي كلها أمل وفرح للنظر في وجه قرة عينها وإبنها الوحيد بعد غياب طويل، ولكن المفاجأة كانت اكبر من أن تتحملها إمرأة مصابة بداء السكري، فالمستشار لما حاول التعرف على مصير السجين، أخبروه في الأمن أن الرجل فقد الحياة منذ اكثر من 4 سنوات تحت التعذيب بسجن الشيد الرهيب، فكانت الصدمة قوية وحملوها فاقدة الوعي نحو المستشفى لإرتفاع الضغط والسكري، حيث قضت يومين في غرفة الإنعاش المكثف، وبعد ان تعافت قليلا، غادرت المخيمات غاضبة، ساخطة، وقال أحدهم بانها بعد ذلك مباشرة، قامت بزيارة قبر الولي الصالح، الشيخ محمد المامي، وطلبت الله عنده ان يشتت ويقطع اولئك الذين قطعوا كبدها، بقتلهم لولدها الوحيد وفلذة كبدها، وكانت بداية النهاية لهذه القيادة الفاسدة، فقد تستقام دولة الكفر ولكن لا تستقام دولة الظلم... وإنا لله وإنا غليه راجعون..
والطامة الأكثر من ذلك، انه عند سجنهم للأبرياء يقومون بفرض الطلاق على زوجات الضحايا، ويتزوجون بهن، وهل هناك جريمة افظع من هذا، فالحق أنه تُستقام دولة الكفر ولا تستقام دولة الظلم... كان للشهيد بونا ولد سيد احمد ولد العالم، دور كبير في تأسيس المنظومة التربوية، وقام بمجهود جبار في تكوين وتعليم الأجيال الصاعدة، تغمده الله برحمته، وذنوبه على جلاديه ومن اصدر الآوامر بإعتقاله من القيادة... وإنا لله وإنا إليه راجعون.

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit