اول اجتماع شامل لقبيلة اولاد دليم، قرب بولنوار.

الجمعة, 08 مارس 2013 17:00

انطلقت اليوم الخميس بقرية "برواكة" الواقعة على بعد 9 كلم من مدينة بولنوار على الطريق الرابط بين العاصمة الموريتانية أنواكشوط و انواذيبو الفعاليات الرسمية لأكبر تجمع إقليمي لقبيلة أولاد أدليم .

ويهدف هذا الاجتماع حسب القائمين عليه إلي لم شمل المجموعة العربية المعروفة باولاد دليم، التي تعقد أول اجتماع لها من هذا القبيل يحضره كافة المنحدرين من المجموعة بمن فيهم مجموعتي أهل أمحيميد، وأهل أمحيمد اشباهين، من الشرق الموريتاني، وأسرة أهل كٌرام الوافدة من السودان.

وتتكون اللجنة التحضيرية لهذا اللقاء القبلي الموسع من محمد ولد أعلي سالم (الرئيس)، و سيداتي ولد ديا النائب الأول و الناطق الرسمي باسم المجموعة، وأيده ولد محمد صالح رئيس لجنة التنظيم ، وبلاهي ولد عاليين رئيس لجنة الاستقبال والضيافة، وسيدي عبد الله ولد الغيلاني رئيس لجنة الثقافة ، وأعضاء آخرون من أمثال : أحمد داد ولد الشين، وأوال ولد بكار ، وإبراهيم أخليل ولد الشاذيلي.

هذه القبيلة المعروفة تاريخيا بشجاعتها ومقاومتها للإستعمار الفرنسي والإسباني، فابناؤها هم ابطال عملية ام التونسي التاريخية التي سقط فيها إبن رئيس الوزراء الفرنسي، بياتريك ماكماهون، وابطال عملية لكلات ضد الإستعمار الفرنسي، ولديهم مآخذ على كل الدول المجاورة التي يعيشون فيها، فلديهم مآخذهم على قيادة البوليساريو، التي دفعت بخيرة ابنائهم في سجونها السرية وقد تم إغتيال العديد منهم تحت تعذيب قيادة البوليساريو، زيادة على التحديات التي واجهوها خلال مظاهرات الصراع على السلطة بالبوليساريو سنة 1988، والذي على إثره رجع الكثير منهم نحو الداخلة المحتلة، بما فيهم بعد القادة العسكريين المشهورين في البوليساريو، ورجعت الآلاف من النساء والأطفال والرجال نحو مدينة انواذيبو الموريتانية تعبيرا عن سخطهم على قيادة الربوني الفاشلة، وآخرهم السيد احمدو ولد اسويلم الذي كانت رجوعه للمغرب ضربة مؤلمة لقيادة الربوني لم تستفق منها حتى الآن... ولديهم مآخذ على المغرب الذي همشهم واصبحوا أجانب في مدينتهم الداخلة، خصوصا بعد تصفية إبن عمهم الجنرال ادليمي، حيث نزع منهم حتى المجلس الإقليمي لولاية الداخلة، ومآخذهم على الدولة الموريتانية التي جعلت منهم اقلية في مدينتهم التاريخية مدينة انواذيبو رغم محاولة لسلطات الموريتانية تقديم تسهيلات إقتصادية ستعود بالنفع على المدينة وساكنتها من خلال إعتبارها منطقة حرة معفية من الضرائب، وهذا هو ما جعل هذا المهرجان القبلي الأول من نوعه لهذه القبيلة العربية المجاهدة، ستكون له تاثيرات على المنطقة وعلى الدول المجاورة التي لا شك ان القبيلة تريد ان توجه من خلاله لكل المجاورين رسائل واضحة وغير مشفرة...

و تقدر ميزانية هذا اللقاء الكبير الذي دعيت له جميع قبائل الصحراء الغربية، وممثلين عن التجمعات الجهوية بولاية أنواذيبو ب 100 مليون أوقية كما جهز له ما يربو على 50 خيمة مجهزة .

و قد حضر العديد من اعيان هذا القبيلة من مدينة الداخلة ومن مخيمات اللاجئين الصحراويين للمشاركة في فعاليات هذا المهرجان الاجتماعي و الذي يحمل أكثر من رسالة سياسية لمن يهمهم الأمر، في حين أحجم أخرون عن المشاركة مخافة إغضاب أولي الأمر، في المغرب والبوليساريو وموريتانيا... وبالفعل فقد علمنا في الجبهة الشعبية خط الشهيد، أن قيادة جبهة البوليساريو قد قامت ببعث شاحنتين محملتين بمختلف المواد الغذائية و شاحنة صهريج خاصة بالمحروقات دعما لهذا المهرجان العشائري الهام. كيف لا، والرجل الثالث في البوليساريو، بعد محمد عبد العزيز وخديجة حمدي، هو أحد ابناء هذه القبيلة العربية...

في الوقت ذاته لم تبخل السلطات الموريتانية في تقديم مختلف التسهيلات من أجل إنجاح هذا اللقاء ، حيث يعول الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز كثيرا على تحالفه مع قبائل الساحل و التي تعتبر قبيلة أولاد دليم من كبرياتها .

و من المنتظر أن يعطي هذا الاجتماع صورة مغايرة لما كانت عليه الخارطة السياسية الموريتانية ، التي يبدو أن المجموعة تلقي بثقلها داخلها من جديد في رسالة تحمل معني التواجد المكثف والنشط لهذه المجموعة التي تتسم بعلاقات مميزة مع كافة المجموعات القبلية في المنطقة بالإضافة إلى وزنها داخل شمال البلاد عموما، حيث تعتبر القبيلة من أكبر الداعمين للرئيس الحالي لموريتانيا، ويعود لها الفضل بالدرجة الأولي في إنجاح زيارته الأخيرة لولاية أنواذيبو.

هذا الاجتماع القبلي الكبير يفسر الاهتمام المتزايد للسلطات الموريتانية في ظل نظام محمد ولد عبد العزيز بأصوات الصحراويين من خلال تشجيع تسجيلهم في الاحصاء الأخير و دعم هذا النوع من المبادرات الاجتماعية، في محاولة منه للعب دور إقليمي نشيط يتجاوز الصورة النمطية لموريتانيا كحديقة خلفية يتصارع فيها الجاران الشقيقان اللدودان المغرب و الجزائر. خصوصا والجميع امام إنسداد اي افق لحل مرتقب للنزاع في الصحراء الغربية... مما جعل اولاد ادليم لا يريدون ان يفقدوا مكانتهم في دولة البيظان الوحيدة حاليا وهي الجمهورية الإسلامية الموريتانية...

و في الوقت التي تتنافس فيه كل من جبهة البوليساريو و موريتانيا على الفوز بقلب قبيلة أولاد دليم، لا تملك الدولة المغربية في الوقت الراهن غير مراقبة الوضع من بعيد، فبعد أن فشلت في إقناع أعيان و وجهاء القبيلة بتنظيم مهرجان لها في مدينة الداخلة عاصمة "تيرس الغربية" ، هاهي هذه الأخيرة تقرر تنظيمه بموريتانيا مرسلة بذلك العديد من الرسائل المشفرة لمن يهمهم الأمر .

وقال المجاهد والعالم الورع الشيخ محمد المامون ولد اعبيدْ ولد الشيخ محمد فاضل يمدح اولاد دليم بعد عملية ام التونسي.:

اتعين اولاد ادليم هاه يالرب واتعينهم كاملين متلاحكين

واتعينهم افخاذ وافراد للحرب بيهم الل باط فيه مُجربين

ما خالك اقبيلت اعرب تنطرب بها الل الها اولاد ادليم امغمسين

امغمسينها زاد فالحرب وامغمسينها فالغلظ عارفين

وساو غزيهم الماه مرتهب شرواطْ لمحاصر يوم آفليشين

ذاك الواساو فيه يغلب لنصارا والل به زايدين

ومنهم يكان شفت اركب ركب ما إجوك متحزمين وناشعين

الباسهم زين ياسر امهدب اكوابْ وإحياكن امباركين

والواويش امحشا من ازغب اكبار واعلا ارواحل امدفيين

وارواحل اعلا ازوازيل تطرب اطوال واشباشيبها اوكوفين

واعليهم اعمايم اشيوخ لعرب يظوؤ امدافعهم واسكاكين