هذه القيادة يجب ان تفكر قبل فوات الأوان. بقلم المناضل السجين: مصطفى عبد الدائم. |
الأخبار - أخبار وأحداث. |
الأحد, 10 مارس 2013 15:28 |
استمرارا في الكتابة عن رغبة قوية تروم بشكل من الأشكال خلق رابط غير مسبوق، يمكن من التحدث مباشرة إلى شبابنا الصحراوي في أفق الإسهام في بلورة وثيقة الإنعتاق من الانتظارية القاتلة، و التسلح برؤية نقدية عنوانها الوفاء للشهداء وفاء خالصا... وتفاصيل هذه الرؤية النقدية هو البحث الجدي والدؤوب عن وسائل السير بسرعة في درب التغيير والتخلص من كل معيقات التقدم نحو الخلاص والحرية والاستقلال سواء كانت موضوعية أو ذاتية. إن إيماني أن تحقيق الحلم الصحراوي ممكن .. وان تحقيق النصر والحرية للشعب الصحراوي ممكن ..ولكن لن يتحقق أي شيء إلا بإرادة الشعب الصحراوي ، وبعيدا عن النفاق السياسي المغلف لاختيارات كل الذين استفادوا ويستفيدون من استمرار الوضع على ما هو عليه ، وبعيدا عن التحامل السياسي الذي يتم التعامل به مع كل الطاقات المبدعة والطموحة والمعاندة والرافضة لتزييف الحقائق وإخفاء الأخطاء وتجميل الهزائم ، وبعيدا أيضا عن التجميل السياسي الذي يخضع له البعض وذلك بتمكينه من الوسائل المادية والمعنوية وتقديمه في صورة المناضل الفذ يسهم هو نفسه في ترويجها من خلال البهرجة النضالية التي تقام في منازل مغلقة أو خارج المدار الحضري للمدن المحتلة ... على أن يتم تحقيق إرادة الشعب الصحراوي بعيدا كما قلت عما سبق و في ارتباط وثيق بتخليص خطابنا السياسي من داء انفصام الشخصية بحيث يقطع نهائيا بين الحديث عن إقامة الدولة الوطنية في وقت تواصل فيه القيادة غض الطرف عن دعاة القبلية وممارسيها، بل وتمارسها فعليا، والحال أن هذه المعضلة محسوم فيها دستوريا وعدم معاقبة مرتكبيها نوع من التسيب القانوني في مرحلة سابقة، أما في الوقت الراهن فدعم سياسي يتخوف من المنافسة السياسية التي قد يفشيها واقع المناطق المحتلة، وبالتالي فهو توجه استباقي لوأد كل نزوع قيادي قد يبرز بعيدا عن السيطرة وعن المجال الجغرافي المتحكم فيه... إنه ومنذ الآن يمكن تشكيل انتفاضة ثقافية من أجل تحطيم أبوية افتقدت شرط وجودها لحظة استسلمت لمحافظة مناقضة لمفهوم الثورة ومفرغة لمضمونها التحرري من كل القيود، ومنذ اختارت خنق الأنفاس في أجواء بيروقراطية أصبحت معها الخلايا الثورية مجرد هياكل خاوية... ومنذ تصدت لكل فكر حقيقي يطمح إلى مساءلة القيادة في علاقتها بالثورة ويطمح إلى إرساء مجتمع متحرر حداثي وديمقراطي . لقد آن الأوان كي نتحرر أولا من هذا الدوران المفتعل والغير المجدي في حلقة مفرغة تبتدئ بالتفاوض وتنتهي بالتفاوض وكأن المفاوضات غاية في حد ذاتها، وكأن التفاوض قدر لا مناص منه .. لقد اقتنعت دوما أن الثورة الحقيقية هي التي تمتلك قدرة تغيير الإنسان، وأن الثورة الحقيقية هي التي تساعد الإنسان على اختيار سبيل الحرية، وهي التي تمكنه من تحويل أحاسيسه إلى وعي، وتدفعه إلى ترجيح كفة الفعل بدل السكون إلى واقع يكبحه ويطوعه ... |