البوليساريو ليست بيت ابي سفيان... طباعة
الأخبار - أخبار وأحداث.
الجمعة, 10 ديسمبر 2010 00:54

إذا إحترق بيت جارك فأحرس  على  بيتك من اللهيب,  حكمة تلخص مايجري في وطننا العربي البائس والمنتفض من تحت رماد القهر والفساد ومخدر ايديولوجيا القومية البائدة , ومشاريع الفشل المهترئة من" النهر الصناعي" الى " الإصلاح الزراعي" مرورا بالطريق البري العابر للقارة الإفريقية... عمَّر صمت الشعوب طويلا لكنه خرج هذه المرة من عقاله ودون أن يستطيع أحد ما لجمه أو الحد من قوة تياره الجارف .إنها لعنة المظلوم وثورة المنتقم وإرادة الشعوب حين تثور...
إن كانت مصر بنيلها وعمق تاريخ ثورتها "يوليو1952 " قد ثارت على ذات الثورة التي صنعتها بنفسها ورمى أحفاد الثورة بمنجزات ثورة آبائهم خلف الظهور بعد أن تحولت من نعيم خرج من تحت ظلم "الخديوي وازلامه" الى جحيم

ثورة " الضباط الأحرار"   الذي إكتوى فيما بعد  جل المصريين البسطاء بنارأزماتها الإقتصادية من بطالة الى غلاء في رغيف الخبز وحتى فضائح  ملئت الأسماع وماخفي أعظم , كل هذا واكثر  بينما ينام "ثوار الامس  " في العسل المصفى وتجري تحتهم الأنهار  من" شرم الشيخ" الى "الغردقة" . وقبل مصر لم تفلح سياحة تونس وخضرة أرضها والنعيم الذي كان يصور لنا أنه هناك , في لجم ثورة الشباب المغبون من سلطة "آل طرابلسي " المجيدة .  ثم أتى زمن الوصل الثوري على ملك ملوك إفريقيا  الذي نتسلى هذه الأيام بخطبه العصماء  وهو كما يقول عن نفسه المجد الذي تبقى للأخوة  الإشتراكيين الجماهيريين فلم يفلح "النهر الصناعي" والطفرة البترولية وبحبوحة العيش التي تغري ( ثمة عُرف شعبي لدينا منتشر من أراد تزويج بنته بسرعة فائقة عليه أن يرسلها للجماهيرية وهي في سن المراهقة والبقية على الرجال.... ) , لكن عين الحسود على راي القائد المهلم أصابت الشعب المسلح والشعبيات المتحدة حول شخصه المبجل فانقلب الشباب المُهَلْوسْ على الكتاب الأخضر المقدس  و ثورة الفاتح المظفرة . ومدام العالم قرية وحيدة بفضل السيد "غوغل "  وبات الذي يحدث بجوار جارنا تهب نسائمه على أنوفنا كل صباح حتى ولو اغلقنا كل الابواب , فمالذي يمنع أن يحدث بيننا وبصورة سريعة ؟!!!..
ليست البوليساريو بيت أبي سفيان من دخل نظامها وعشش فيه كان آمن . يوم كانت البوليساريو بيت أبي سفيان دخله جميع الصحراويين ,وأتوا إليه يحملون الزاد والمعونة , تركوا ديارهم وأحبائهم وقدموا فلذات أكبادهم قرابين على مذبح الحرية وطريق الكرامة, حملوها في قلوبهم ودافعوا عنها لأنها العزة والقضية بل هي الثابت والوجود . لكن يوم سُرقت بأيدي ثوار الأمس "يداك أوكتا وفوك نفخ" وحوِّلت  الى مرتع خاص يستأثر البعض بنعيم تسوله  بل يمن على الناس بمكاسبه   .إنفض الجمع عن الجبهة وتركوها واقفة ,  فلم يعد لندواتها حضور ولم تعد لذكرياتها طعم أو  وذوق . ولم يبقى في هيئات التنظيم العليا  إلا متملق رجعي أو قبلي صنديد يجمع الفبيلة ليوم الترشح ثم يرميها تواجه الواقع المرير بعد أن يذوق طعم الكرسي وحلاوة الطاعة العمياء ,   ثم حدث مالم يكن في حسبان القوم  جاءت الثورة العربية الى بيوت جيراننا ومانحن منها ببعيد .  يبدو ان العدوى وصلتنا أخيرا سيخرج الشباب  بحسب بيان حركة 05مارس  في تظاهرة سلمية قد تعرقل بسبب كثرة المتربصين  لكنها ستحقق المراد . رسالة التظاهرة واضحة رغم كيد المتنطعين فاليست البوليساريو بيت أبي سفيان بل لم تعد منذ زمن .  وبيت الجماعة "القيادة الثورية" ولو تظاهروا بالتماسك  أوهن من بيت العنكبوت ,  لذا رجاءا شاركوا ودعموا التظاهرة  , فالبيت الذي تنفخ الريح في خيمته لايمكن ان يكون عماد شعب يريد الإنعتاق . كلما عتب أحدهم على سوء الوزارة التي توكل إليه في كل تبديل للكراسي جديد توجه تلقاء العدو أو إعتكف في إبله ونسي الشعب والمهمة وترك العمل مبتورا .فلاهو إستقال لكي يأتي النظام بخلف له من خردة المفقوعين ولا هو باشر عمله كي يُِتم رفقة الزملاء مايدعى برنامج العمل الوطني بين مؤتمرين.  أمانة "عود لحبزي"  التي تقودنا يجب أن ترحل أو على الأقل أن تُنهر بدبوس حار  نقولها "كاشحين عن رووسنا "  . أوليس  فينا رجل رشيد ؟! , يوقف مهزلة التفاوض ولعبة الوقت الضائع وإستفراد رجل واحد بكل كبيرة وصغيرة , منطق "انا أوالطوفان من بعدي " تجاوزه الزمن الثوري العربي الذي نعيش ربيعه الآن قبل موعد الذكرى 35 لإعلان الدولة الصحراوية ولله در الشاعر العربي :

إن لم تكن من الكرام تشبه بهم                إن التشبه بالكرام فلاح

سُنن الحياة تقتضي التغير ياسادة , .. والفاهم يفهم !!

 

 

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit