في الوقت الذي كان فيه المواطن الصحراوي ينتظر ردا حاسما على الاستفزازات المغربية الاخيرة، جاء البيان الاخير للحكومة الصحراوية بعيدا عن تطلعات الرأي العام الصحراوي، ففي ردها على طرد المغرب لافراد بعثة المينورسو من المناطق الصحراوية المحتلة قالت الحكومة الصحراوية أنه “إذا لم يتم اتخاذ مثل هذه التدابير فإن الوضع سيعود إلى نقطة البداية وبالتالي تحطيم المكاسب التي تحققت على مدى عقود”. والمقصود هي المكاسب التي تحققت حسب بيان القيادة من تواجد بعثة المينورسو في المنطقة .

ويتساءل المواطن الصحراوي البسيط : عن اي مكاسب تتحدث القيادة من تواجد بعثة المينورسو؟، فاول مكسب كان ينتظره الشعب الصحراوي منذ عام 1991 هو تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي، هذا المكسب تبخر مع الوقت بسبب التعنت المغربي، والمكسب الوحيد الذي لا يخفى على قيادتنا الوطنية بزعامة حزب الفساد والقبلية، هو طول الانتظار وفقدان الامل في المنتظم الدولي الذي خيب ثقة الصحراويين، غير ان القيادة الصحراوية ترى ان وجود المينورسو بالمنطقة لأكثر من ربع قرن حقق الكثير من المكاسب، وقد تكون القيادة محقة في ذلك لكنها مكاسب شخصية لأعضاء القيادة الوطنية مكنتها من احتكار المشهد السياسي وتنمية ثرواتها الشخصية على حساب معاناة الابرياء، وتحويل المساعدات لتنظيم المسرحيات الفاشلة والتي كان أخرها مسرحية المؤتمر الرابع عشر بولاية الداخلة التي دمرتها كارثة الامطار نهاية العام الماضي، ناهيك عن استمرارهم في استغباء الشعب الصحراوي في القرن الواحد والعشرين، وفي وقت اصبحت فيه المعلومة متاحة للجميع عبر الفيسبوك والواتساب وتويتر وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، ولم يعد المواطن اسيرا للاخبار التي يتم املاؤها من وسائل الاعلام الرسمية.

ولا يخفى على احد انه ومنذ تواجد بعثة المينورسو في الصحراء الغربية لم يتحقق من المكاسب التي تهم المواطن والشعب عامة سوى الوعود الكاذبة التي اثبتت الوقائع في اكثر من مرة عدم صحتها وكان اخرها كذبة سنة الحسم شهر ابريل من العام الماضي، فهل ستكون عبارة “المكاسب” التي استخدمت في البيان الاخير للحكومة الصحراوية كذبة ابريل للعام الحالي ما دام ان شهر ابريل معروف بانه شهر للكذب من يومه الاول.

Share Link: