وفاة آخر الحكماء. طباعة
الأخبار - أخبار وأحداث.
السبت, 10 سبتمبر 2016 16:36

 

ببالغ الحزن والأسى تلقينا في الجبهة الشعبية خط الشهيد نبأ فقدان الأب الجليل محمد عالي ولد سيد البشير. الذي انتقل يومه الاثنين 5 سبتمبر 2016 على الساعة 21 و45 دقيقة الى جوار ربه .

الأب والوالد محمد عالي من مواليد 1929 بالسمارة في الصحراء الغربية وترعرع بمنطقة زمور حيث تلقى أولى تعليمه القرآني على يد والده الفقيه سيد البشير ولد المحجوب. عرف الراحل بوطنيته وحرصه طيلة حياته على الصالح العام ووحدة الصحراويين حيث كان من الفاعلين في تظاهرة الزملة التي حكم على خلفيتها بالاقامة الجبرية بمنطقة امهيريز من قبل سلطات الاحتلال الاسبانية انذاك، وقد تقلد منذ انخراطه في صفوف الجبهة الشعبية عدة مناصب ومسؤوليات خدم من خلالها وبتفاني شعبه....

كان من الحكماء القلائل في المخيمات الذين لا يتورعون عن تقديم الراي والنصيحة للقيادة والمسؤولين عندما يريدون سماعها، حيث ادى دورا رائدا ومحوريا في إنقاذ الثورة من الإنهيار بعد احداث الصراع على السلطة سنة 1988 لما قامت كل مجموعة من القيادة المتصارعة باستخدام القبلية وتحريك القبليين إلى ان اصبحت الثورة في مهب الرياح، لولا حكمة وتبصر هذا الرجل وإحترام الجميع له ومن مختلف القبائل، وادى نصائح معتبرة للرئيس السابق لم ياخذها بعين الاعتبار حول ما سيعرف بعد ذلك بمهزلة الأمانة الوطنية في المؤتمر الثامن، والتي هي سبب كل ما تبع ذلك من فساد وقبلية ومحسوبية وسوء تسيير... كان رحمة الله عليه من القلائل الذين نصحوا الرئيس الفقيد بفتح الحوار والجلوس إلى الطاولة للسماع لصوت المعارضة المعروفة بخط الشهيد، قبل إستفحال أمرها، الشيء الذي رفضه الرئيس ونتيجته الفضائح الرهيبة للقيادة التي نشرت وسربت عبر العالم، وكانت تشجيعا لمعارضات اخرى عجلت في الأخير برحيل الرئيس... لقد كان رحمة الله عليه حكيما وبصيرا وشجاعا، ولكن القيادة الفاسدة ما كانت تطبق افكاره وأراءه الحكيمة، لقد رحل عنا آخر الحكماء، وسنتذكره كثيرا، ففي الليلة الظلماء يفتقد البدر، فمن اين لنا بحكيم مثله ونحن في وضعية لا نحسد عليها من التردي والفساد وسوء التسيير.... الراحل ظل يزاول عمله كإطار في صفوف الجبهة الشعبية الى أن اقعده المرض سنة 2007، وللراحل من الابناء 8 أولاد و8 بنات....

وعلى إثر هذا المصاب الجلل فإننا في الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، خط الشهيد، نرجوا له الرحمة والمغفرة، ونعزي ابنه المقاتل مصطفى ولد محمد عالي ولد سيد البشير، وجميع افراد العائلة وانفسنا وكل الشعب الصحراوي.. داعين المولى عز وجل أن يتقبله بواسع رحمته وأن يُلهمنا وأهله وذويه جميل الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون...

بطل واحد هو الشعب وزعيم واحد هو الشهيد.

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit