أنا ضد الفساد دائما طباعة
الأخبار - أخبار وأحداث.
الأحد, 08 يناير 2017 22:56

 

بقلم: الأستاذ حمدي الحافظ.

عجيب لهؤلاء إنهم لا يستحيون، هؤلاء المتشدّقون بشعارات "مرحلة الفساد الماضية"، كأن مرحلة الشهيد محمد عبد العزيز والشهيد الولي هي "مرحلة من فساد ".

هؤلاء كانوا، مثلما سيكونون عليه الآن، لا يعرفون قيمة كيلو الأرز في السوق، ولا ثمن حذاء صبي، وحتى لا يعرفون كم هي تكلفة النقل بين الولايات. هؤلاء لا يعرفون إلا رُزمات العملة الصعبة، وركوب سيارات "الكوجيل" المكيفة، ومن ثم ركوب سيارات "كوجيل" أخرى مكيفة أيضا. هكذا بقوا في رحابنا إلى اليوم، كالدواب، وإلا كانوا انفضوا من حول هذا الشعب إلى الأبد.

هؤلاء لا يعرفون كم يعاني المقاتلون والمعلمون والأطباء والممرضون من أجل حفظ كرامة أسرهم، ولا يعرفون كم يعاني الطلبة الجامعيون في سبيل التدرج في دراساتهم. هؤلاء لا يعرفون غير الولائم والملابس الراقية والعطور الفاخرة. هؤلاء يستغلون مقاماتهم و"دولاراتهم" كي يواصل ابناؤهم دراساتهم العليا.

هؤلاء لا يعرفون كم تعاني الأمهات في الليل القارص من أجل علاج أصبيائهن أمام المستوصفات والمستشفيات، وكم يعاني المرضى كي يُرحلوا إلى الخارج. إنهم لا يعرفون تكاليف شراء الأدوية. هؤلاء في أصابعهم خواتم مستنسخة من خاتم سليمان، فالفيزا والباسبور دائما في الجيب، لكل العائلة.. والإقامة والعلاج دوما بعيدا بعيدا عن الريح والعجاج.

هؤلاء ما سمعنا قط أحدهم يتبرأ من "فساد" المرحلة الماضية.. ما سمعنا أحدهم ثار ضد محمد عبد العزيز بسبب الفساد، ما سمعنا أحدهم تنصل من مسؤولياته، وترك المقام و"الدولار" و"الكوجيل" جانبا وانخرط في صفوف الجماهير مناضلا مكافحا متواضعا متشرفا.. لم يفعل أحدهم هذا.

ما سمعنا أحدهم ارجع شيئا أُعطي له من "فساد" محمد عبد العزيز. هل سمعتم أن فلانا من هؤلاء أرجع "كوجيله" إلى محمد عبد العزيز مُقرا أنه ليس أهلا لها، وأن الأجدر بها هم المقاتلون؟ أي هؤلاء أرجع ثلث أو ربع ميزانيته إلى خزينة الدولة مفضلا أن تُصرف على المقاتلين أو المرضى؟ لا أحد من هؤلاء فعل.. لا أحد من هؤلاء سيفعل؟

أي هؤلاء صان عهده وألزم نفسه زيارة ضحايا حرب التحرير مرة على الأقل في السنة؟ لا أحد منهم كان يفعل إلا إذا رافقته كاميرا.

هؤلاء كانوا هم المفسدون.. كانوا هم الفساد الذي يتشدقون بمحاربته الآن.. هؤلاء الأجدر بهم أن يحاربوا أنفسهم المريضة، فالجماهير واعية، والنضال والكفاح والعدل و"محاربة الفساد" هي مثل إنسانية وليست شعارات للتضليل، إنها نهج حياة، فإذا كان هؤلاء اليوم يؤمنون فعلا بهذا النهج، ما الذي كان يمنعهم منه بالأمس؟

إن هؤلاء لا يمثلون إلا قمة الجبن والغُبن والنفاق والخيانة.

الشعب_الواعي_سينتصر.

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit