القيادة والفرص الضائعة. طباعة
الأخبار - أخبار وأحداث.
الثلاثاء, 21 أغسطس 2018 16:32

هناك فرصة تاريخية وعوامل ساقها القدر لان تجتمع في هذه الظرفية في صالح الحل للقضية الصحراوية لكن حسب ردة الفعل الصحراوية التي لم تأخذ العبرة من التاريخ يبدو انها ستضيع مثلما ضاعت فرص قبلها. وعلى راسها تسليم المنطقة التي كانت تحتلها موريتانيا للأمم المتحدة كما اتفقوا مع الرئيس محمد خونا ولد هيدالةن وقبلها الحكم الذاتي تحت الحكم الإسباني...

معطيات اليوم من احتقان داخلي في المغرب في ملف الريف والفقر والظلم وضعف القوى السياسية المغربية المتمثلة في الأحزاب، والحصيلة الضعيفة على الشعب المغربي من قبل نظامه والمعطيات الدولية كتواجد مبعوث اممي مهتم بإيجاد حل للقضية وإدارة أمريكية متشددة لا تؤمن بحالة الجمود وتضييع الأموال الامريكية على بعثات اممية خاملة ومستشار الأمن القومي بولتون الداعم لفرض الاستفتاء تحت الفصل السابع وتباين في المصالح والرؤى الفرنسية الامريكية ثم الأدوار المتصاعدة لروسيا والصين في الساحة الدولية كلها معطيات تصب في اتجاه إيجاد حل للقضية الصحراوية ينهي الاستعمار و حالة الجمود في هذا الملف.

لكن خبث المحتل ومن يقف خلفه سيعمل على اطالة فترة المفاوضات العبثية وحلقات مسلسلها الى ان تتغير هذه المعطيات وتأتي معطيات جديدة تعيد الملف لحالة الجمود حيث سيقبل الدخول في المفاوضات بدون إرادة حقيقية للحل ويستمر صعودا ونزولاً في التعاطي معها ثم العودة للمربع الأول بالتوازي مع الدور الفرنسي الذي سيعمل من داخل مجلس الامن على إطالة فترة التمديد لبعثة المينورسو بحجة ان الأطراف دخلوا في مسلسل المفاوضات لان الجبهة وحلفائها ببساطة لم يطالبوا بجدول زمني ولَم يحددوا نقطة نهاية زمنية يتوافق فيها الأطراف او ترفع الامم المتحدة يدها عن الملف مع ما سيتبع ذلك من حروب وخراب في المنطقة وضياع للمصالح الغربية خاصة الأوروبية. وكأن المفاوضات في حد ذاتها  اصبحت هدفا لعجز القيادة...

هذه الفرص والمعطيات بالتأكيد لم تخلقها القيادة الصحراوية بل خلقتها ظروف دولية وتغيرات في موازين القوى ولكن الخوف هو ان تضيع القيادة هذه الفرص التي قد لا تتكرر خاصة ان كل هذه الدول تعمل لمصالحها فقط لا لعيون الصحراويين ولا لحقوق الانسان والشعارات البراقة وستتبع مصالحها وتغير مواقفها بحسب وجود هذه المصلحة من عدمه.

كمواطنين مغلوب على امرنا، وقرارنا ليس بيدنا،  ليس في وسعنا الا التحذير والتنبيه على ما نراه خطر على قضيتنا ونريح ضمائرنا ونبرء ذممنا بقول ما نراه او نعتقده مع ما يحتمله من خطا او صواب وسواء لقي استجابة او لم يلقها من هذه القيادة، كما يحدث في الغالب فسنظل نعيد الكرة لان الوطن لنا جميعا وكل قرار او إضاعة فرصة تمس من حياتنا ومستقبلنا ومستقبل قضيتنا، بل وحتى مصيرنا...

سنحذر من اتباع سياسة ردات الفعل وانتظار ما سيقدم عليه العدو ونطالب بان نكون أصحاب الفعل والمبادرة لأننا نحن من يكتوي من حالة الجمود وما تحمله من مخاطر على الوضع الداخلي، كشعب وليس كقيادة، ونحذر من التعويل على عامل الزمن مظنة ان يتفكك العدو من الداخل لان الزمن يسري على الجميع وواقعنا الداخلي ليس أفضل حالاً من واقع المغرب، والعدو يعمل على نفس النقطة أي المماطلة واطالة الزمن وضرب عوامل الصمود التي أصبحت تتلاشى سواء بفعل داخلي او خارجي.

وسنكرر بان الدخول الى المفاوضات بدون أوراق قوة هي مضيعة للوقت وضعف قد تستغله الدول الكبرى في فرض حل يضر بمصلحة الضعيف الذي فرط في أوراق القوة لديه واهمها الكفاح المسلح، و الكركرات والانتفاضة واستند على القانون الدولي ومنظمات حقوق الانسان الغربية.

مشكلتنا اننا دفعنا ثمن إضاعة الفرص سابقا ، 45 سنة من الشتات والضياع، ولكن لم نأخذ مقابل هذا الثمن عائد من الخبرة والحنكة لتجنب السقوط في نفس الحفرة واضاعة فرص اخرى قد نندم على ضياعها يوما حين لا ينفع الندم.

نختم بالقول بان العدو المغربي ضعيف بل هو في اسوا حالاته لكننا لسنا في أفضل حالاتنا ولا استراتيجية واضحة لدينا للوصول لأهدافنا ولا لكيفية الاستفادة من ضعف العدو بسبب سياسة ردات الفعل وانتظار الضربة القادمة، وبدل المصارعة والمضاربة لافتكاك النصر أصبحت لعبة الزمن ومن سيتفكك او يستسلم اولاً هي النهج والاستراتيجية، المحكوم عليها بالفشل المسبق.

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit