تنازل حمد.. وتربع حدي هون. طباعة
الأخبار - أخبار وأحداث.
الخميس, 27 يونيو 2013 16:49

مالذي يجعل اميرا يملك الحظوة والسلطة والصحة في امارة تنمو سريعا وتزدهر وتحولت في ظل عرشه من جزيرة منسية الى إمارة تلعكها الالسن وتحسدها العيون الى ماوصلت اليه ، ينزل في اوج عطائه طوعا . قفزت قطر من دولة هامشية الى دولة مركزية في صنع التحالفات ووضع السياسات ومحجا للمتصارعين قصد الجلوس على طاولات المفاوضات .

عشريتين الا عامين اثنين تربع فيها حمد على عرش قطر فتسلق بها قمة الهرم العالمي في شتى المجالات الحياتية وهي معجزة تحسب للرجل . قد نختلف او نتماهى مع سياسة القيادة القطرية لكن لايمكن لاي جاحد نكران ماوصلته الامارة الصغيرة من طفرة وازدهار اقتصادي

مع بحبوحة مالية لاغبار عليها. وتطور في اساليب التعليم وامتلاك التكنولوجيا حتى اصبحت الامارة محط رحال كل الباحثين عن مستقر بهي واستقرار نفسي ومستوى اجتماعي مقبول . قوافل من المهاجرين المضطهدين نتيجة فكرهم السياسي او عوزهم الاقتصادي وجدوا في الامارة ملجأ وحضنا دافئا.

 

حتى قيادة البوليساريو لم تتخلف عن ركب الباحثين عن نعمة الولي القطري او عطفه فقدمت له هدايا من الزبرجد الغالي . 100 اسير حرب مغربي قربانا لعيون الامير . وعطايا من نبات الكمأة "الترفاس" صارت احاديث الناس .بل باتت الدوحة مركز نقاهة للقيادة المريضة بوهم السحر والعين للتطبب واستجلاب الدعم المادي لطباعة روايات ودواوين المرهفات الاحساس المحظوظات من نساء النظام المناضلات بدرجة شرف .ّّّ!!!!

في عز بريق سلطته يقدم امير قطر الشيخ حمد على التنازل عن العرش لنجله تميم .في خطاب تاريخي وخطوة جريئة كسرت عذرية القاعدة الثابتة في مجتمعاتنا العربية المغلوبة على امرها . رئيس على سرير الموت او ملك بعكاز وظهر منحني .او ثوري على شفا جرف هار . لكن التمسك بالكرسي اقرب له من يد عزرائيل . فتسجن البلاد والعباد رهينة لمرض الزعيم او عجزه او غروره وفساده الى ان تفارق الروح الجسد .إما موتا او سحلا او اعداما.

لاشيء كان يفرض على الامير القطري المنسحب عن طيب خاطر التخلي عن الكرسي الذهبي . فلا قلاقل او توترات في الامارة . ولا مظاهرات شعبية في الشارع او حراك مدعوم بالخارج .لابوادر لربيع عربي في عشب خصيب اسمه "قطر" ومع ذلك قرر الرجل النزول من البرج في قمة التألق ، لكل منا الحق هنا في وصف اللحظة بما يريد .لكنها بكل تأكيد نادرة في زمن الثوار الذين يستولون على الكرسي فيموتون دونه او الملوك الذين يتربعون على العرش فيجرونه بعكاكيزهم الى الهاوية . اعتظ الرجل بغيره فاختار السمو في قلوب شعبه.

بينما تنازل حمد عن عرشه الاميري تربع محمد حتى على سلك تعيينات سائقي المهام في الرئاسة . خاطب الامير شعبه بالشعب الكريم وهو يودعه. بينما نهر زعيمنا الشعب الصحراوي في المؤتمر الثالث عشر بعبارته الخالدة "انتوما اشكون"، لم يحتج امير قطر لمؤتمر او ندوة ، فقط خطاب توديع تاريخي صيغ بعناية . بينما وضع رمز المشروع الوطني لدينا الشعب في عنق الزجاجة .اما تختاروني رئيسا بكل الصلاحيات التي اريد او ارمي لكم القضية والوطن والمصير .

حمد حول قطر من شبه قرية صغيرة الى دولة لها وزنها على الساحة العالمية اما محمد فقد تنازل عن الكثير من مكاسب الثورة الصحراوية بدءا من قضية اسرى الحرب الذين تم الافراج عن اخر دفعة منهم بوساطة من نظام حمد. بينما لم يبقى في يد نظام محمد الا شعار تقرير المصير. وبعد تقديمه لمقترح التنازل عن نصف ثروات الشعب الصحراوي لصالح المحتل المغربي اصبح الخوف يراودنا ان يتنازل النظام عن ماتبقى من مكاسب الشعب الصحراوي.

العامل المشترك الوحيد بين مسيرة حمد ومسيرة محمد هي ان حمد وصل الى الحكم بعد الانقلاب على والده اما محمد فقد تربع على الحكم بعد استثماره لديمقراطية المؤتمرات الشعبية التي تثبت قوائم المشاركين في اخر محطاتها ان 63 في المائة من المشاركين شاركوا بالصفة وهو مايتناقض مع الارقام المقدمة من قبل اللجنة التحضييرية للمؤتمر التي عينها محمد لانجاح محمد بنسبة 96 في المائة.

في فترة رئاسة حمد لم نسمع عن اي دور للشيخة موزة في الحياة السياسية ولم تتبوأ اي منصب وزاري ولم تحشر نفسها في كل صغيرة وكبيرة بما فيها مصير الشعب القطري رغم انها ام لولي العهد الذي اصبح اميرا للبلاد. ولم تجمع موزة شعراء البلاط للبكاء على تنازل الامير او تهدد كل من يكتب اما ان يكتب عن النجوم والكواكب او سيعدم قلمه ويدفن في "مرافيء الرمل" او يرحل الى السماء .

اليوم يتنازل أمير قطر عن العرش متوج برضى جموع الشعب القطري ونخبه في بلاد لازالت تحقق الافضل في كل شيء بفضل ثقة الرجل في قدرة شعبه على صنع المعجزات وقدرته على التخطيط الجيد والاستفادة من القدارت البشرية في كل بقاع العالم في شتى المجالات السياسية والاقتصادية وحتى الرياضية، فقطر ستكون الدولة العربية الاولى التي ستنظم منافسة كأس العالم 2022 . شجع الرجل الافكار التي تطور المجتمع ولم يسجنها او يخونها او يمنح بعضها صكوك مغفرة . مثلما هو الحال في بلادنا السعيدة .

هل قدر الشيخ حمد ان يكتب تاريخ قطر بمداد من ذهب بينما تسوِّد قيادتنا تاريخ الثورة بالوهن والتخاذل وصناعة الفشل ؟

بين تنازل الامير .. وتربع الزعيم . شعرة من السمو والحكمة قد لايدرك معناها الكثير

الا من ارادت له القدرة الخلود فسخرته لخدمة الجماهير .. – عن المستقبل مع التصرق قي العنوان...

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit