إطارات صحراوية تدعوا لتغيير قيادة الفساد. طباعة
الأخبار - أخبار وأحداث.
الخميس, 16 نوفمبر 2017 15:04

أعلن مجموعة من إطارات جبهة البوليساريو عن إطلاق مبادرة جديدة تحمل إسم:  المبادرة الصحراوية من اجل التغيير، المعروفة اختصارا بــ ISC ، تهدف إلى فتح الحوار الوطني الصحراوي لتغيير قيادة الفساد التي تهيمن على السلطة منذ اكثر من اربعة عقود، في جو سياسي مسدود الأفق، وإنتظار ممل وقاتل لا يرجى منه حل، ورفض ان تكون ارض اللجوء بديلا عن الوطن كما يريدها الكثير من الإنتهازيين والقبليين، المختصين في الإصطياد في الماء العكر، حيث جاء في بيان الإطارات الصحراوية للتغيير، الذي توصلت صفحة الشهيد بنسخة منه ،  أن المبادرة للتغيير جاءت نتيجة لحالة الانسداد واليأس الذي تعرفه القضية الصحراوية... وقال ولاد موسى أحد منسقي مبادرة التغيير، أن الهدف من هذه المبادرة هو فتح حوار جدي من أجل مراجعة الوضع الحالي للقضية الصحراوية، و إفساح المجال للأجيال الجديدة لأخذ زمام الامور.

وتعهدت المبادرة بضرورة ايجاد سبل كفيلة بالتخلص من العرقلة التي تعاني منها قضية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، و مخطط السلام الذي تشرف عليه الأمم المتحدة، وذلك بالبحث عن امكانات دعم جديدة من أجل حل متفاوض عليه على أساس الشرعية الدولية، يخدم مصلحة الشعب الصحراوي قبل اي احد آخر، وبقرار صحراوي وطني مستقل بعيدا عن هيمنة الحليف.

وقد تم توقيع البيان الذي وزع على وسائل الإعلام من طرف 3 إطارات صحراوية من الجبهة الشعبية، مشهود لهم بالكفاءة والوفاء والإخلاص والوطنية الحقة، وهم الرفاق: الحاج أحمد بارك الله. ولاد موسى. حظية ابيهة.

الحاج احمد باركلا، شاب إلتحق بالثورة الصحراوية بعد الإنقلاب في موريتانيا، تولى مسؤولية قسم الإسبانية بالإذاعة الوطنية، ليتم تعيينه في العلاقات الخارجية للجبهة الشعبية مع بداية الثامنينات، ويتسلق فيها المناصب عن إستحقاق وتقدير بعيدا عن القبلية، بإعتباره من الأقليات، حيث تولى مسؤولية تمثيل الجبهة الشعبية بمادريد، والتي قام فيها بعمل جبار تجلى في عشرات جمعيات التضامن، وفتح مكاتب وتمثيليات للجبهة في كل المقاطعات الإسبانية، وجلب عشرات الوفود البرلمانية والصحفيين لزيارة المخيمات، كما كان له الدور الريادي في جلب الاف الأطفال الصحراويين لقضاء عطلتهم الصيفية بعيدا عن جحيم اللجوء، ليتولى بعد ذلك مناصب وزارية في الحكومة الصحراوية، كان آخرها وزارة التعاون، حيث الفساد والسيطرة على الحسابات البنكية بالخارج لجبهة البوليساريو، وبعد شهور إطلع على الفساد والسرقات التي تمارسها الرئاسة عبر هذه الوزارة التي تتعامل مع المشاريع الممولة من الخارج وبالعملة الصعبة، ولما عبر عن إمتعاضه للرئيس الفقيد، والذي لم يعره إهتماما،  مما جعله يُصدم من كثرة الفساد والمفسدين تحت حماية الرئيس محمد عبد العزيز وحرمه، ومن ورائهم لوبيات التندوف، فكان اول وزير يقدم إستقالته من منصب هام مثل هذا، وخوفا من ان يقوم بنشر ما اطلع عليه من فساد بوزارة التعاون، تم إسكاته بتعيينه في منصب وزير مكلف بامريكا اللاتينية، ورغم ذلك ظل يعاني من تانيب الضمير بعد ان شاهد بام عينه درجة الفساد والقبلية المعمول بها داخل البوليساريو، لهذا إستغل المؤتمر الأخير للقيادة ليرسل لهم رسالة مفتوحة احدثت ضجة كبيرة داخل المخيمات والمؤتمر يتهم فيها القيادة علانية برعاية الفساد وإعتماد القبلية في التوظيف والتعيين، ورفض المشاركة في المؤتمر، فتم تهميشه من طرف الرئيس الفقيد، ومحاصرته بعد ذلك من طرف لوبيات الفساد بالتندوف، فاعتزلهم إلى ان اسس مبادرة التغيير...

ولاد موسى من خيمة كبيرة ومحترمة من اهل الصحراء شاب درس بكوبا وكان له دور كبير في تنظيم الطلبة الدارسين بكوبا والإشراف عليهم وعلى تدريباتهم العسكرية وإختصاصاتهم العلمية بناءا على إحتياجات الوظائف بالمخيمات، ورغم انه إطار في أمن البوليساريو السيء الصيت، فقد كان نظيفا شريفا نزيها مترفعا عن التشويهات والإتهامات المجانية وبعيدا عن التعذيب والجلادين القذرين، ولما جاء للمخيمات تم تعيينه مديرا لمدرسة 12 اكتوبر، والتي كانت تعد بمثابة سجن وجحيم رهيب لكل الصحراويين، سالت فيه دماء الأبرياء على يد الجلادين: اسويد احمد البلال، واسويدي اوكال، واحجيبة لفريطيس وغيرهم من الجلادين الرذلاء، فحول المدرسة إلى جنة أعطي فيها لكل حق حقه وفتحت الفرص امام الجميع بعيدا عن القبلية والمقاييس القبلية، وكل إطارات وعمال مدرسة 12 اكتوبر، وحتى اليوم، يقدرونه ويحترمونه ويطلبون له الله ليل نهارا لنبله وخلقه وشرفه وحسن معاملته، كما عين عضوا في الأمانة الوطنية، ولكنه لما إطلع على المقاييس القبلية المتعامل بها والفساد المستشري، بدأ ينتقد الوضع وامام الرئيس الفقيد، وهذا هو ما جلب عليه غضب المتسلطين في القيادة فهمشوه وعينوه ممثلا للجبهة بمكتب كطالونيا، حيث ما زال يواصل عمله هناك بكل انفة واحترام ونيل وشرف، رغم سخطه على القيادة وقبليتها وفسادها، أطال الله في عمره وشفاه...

أحظية ابيهة، إطار من الأمن العسكري السيء الصيت، ورغم ذلك لم تتلطخ اياديه بجرائم القيادة وتعذيبها للأبرياء حيث كان يتولى مسؤولية مرافقة الصحافة الأجنبية قبل ان يتم تعيينه مسؤولا عن التشريفات التابعة للرئاسة بالربوني، وعين بعد ذلك مسؤولا لمكتب الجبهة بجنوب اندلوسيا، حيث بدأت معارضته للفساد وللقيادة مما جعلهم يهمشونه، ويعزلونه... شارك ضمن إطارت من البوليساريو في تاسيس المعارضة الوطنية المعروفة بخط الشهيد سنة 2006، ليتعرض للكثير من التشويهات والدعاية ضده من طرف القيادة وبيادقها، يعيش حاليا مع عائلته بالجزيرة الخضراء موظفا بإحدى البلديات كمسؤول للشؤون الإجتماعية، معروف بوطنيته ونبله وكرهه للقيادة والفساد والقبلية...

وهذا هو نص البيان :

المبادرة الصحراوية من اجل التغيير.

انشغالا بالوضع الخطير الذي يعيشه شعبنا تحت نير الإحتلال المغربي منذ غزوه للأراضي الصحراوية، وإجبار مئات الألاف من الصحراويين على العيش في اللجوء ، والذي لازال  يواصل انتهاكه الممنهج للحقوق الأساسية لشعبنا بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية أو المستعمرة الاسبانية سابقا.

و انطلاقا من كون حركتنا للتحرير الوطني المجسدة تنظيميا في جبهة البوليساريو و بعد تحقيقها انجازات معتبرة في مسيرة التحرير الوطني ، الا انها تحتاج اليوم و أكثر من أي وقت مضى الى زخم جدبد من أجل تحقيق أحلام مواطنينا و الحفاظ على تطلعاتهم .

ونظراً  الى كون هذه الغاية أو الرغبة،  يمكن إداركها من خلال تعديل الخطاب السياسي و تطوير أساليب التسيير  و تقوية المؤسسات حتى تستجيب لتحديات المرحلة، و ذلك بمواجهة ممارسات الفساد و سوء إستخدام السطة، و أساليب أخرى متعارضة مع الوحدة الوطنية.

و كذا تشجيع مشاركة الاجيال الجديدة في هياكل السلطة السياسية، و بعبارة أخرى نحن في حاجة ماسة الى فتح المجال أمام انتقال الأجيال بدل الهيمنة الأبدية التي تقود بالضرورة الى إرتكاب الأخطاء وانسداد ألافق .

و تعهداً منا بضرورة ايجاد سبل كفيلة تتيح التخلص من العرقلة التي تعاني منها قضية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، و مخطط السلام الذي تشرف عليه الأمم المتحدة، وذلك بالبحث عن امكانات دعم جديدة من أجل حل متفاوض عليه  على اساس الشرعية الدولية.

واقتناعا منا بأننا إذ نتصرف بهذه الطريقة نجمع مشاعر وشواغل العديد من الصحراويين، فقد اتخذنا قرارا بالقيام ب”المبادرة الصحراوية من أجل التغيير” (ISC).

إدراكا منا بأن تجربة المنظمات في العديد من بلدان العالم تبين بالملموس أن إحتضان و إدماج تيارات ذات توجهات مختلفة. في اطار المبادي والمقاصد المشتركة ، كانت دائما  ذات نتائج مثمرة بهدف تحقيق الغايات المنشودة.

وكوننا جد واعين بالوضع المعقد للمشاكل السياسية و الاجتماعية التي تعيشها القضية الصحراوية و أيضا بالتغيرات العميقة في السياق الدولي و المجتمع الصحراوي سواء داخل أو خارج حزام الذل و العار، و هو ما يستدعي منا استيعاب مساهمات كل الطاقات الصحراوية لأنها بقدر ما تكون أكثر وضوحا و تنظيما فانها ستساهم في مراجعة و تعزيز أنشطة حركة التحرير.

إن فك الحصار عن قضيتنا الوطنية الكبرى، وتقرير مصير شعبنا، ووضع حد للجؤ ، وللقمع الوحشي في المناطق المحتلة، فضلا عن صون المشروع الصحراوي، يتطلب، منا تنوع التفكير من اجل البحث عن تصورات جديدة، واستراتيجيات وإجراءات محددة من اجل  تحقيق تقدم حقيقي باتجاه التوصل الى حل نهائي.

كما أننا مطالبون بالتفكير و التحرك من أجل حل المشاكل الاجتماعية الناجمة عن سنوات اللجوء و الحرب و تحسين الخدمات و ايجاد حلول لآمال شبابنا اليائس، و توسيع دور المرأة و بلورة استراتجيات استباقية، لمواجهة القضايا الشائكة كالتهريب و التطرف التي تعاني منها الدول المجاورة، و هي انشغالات متعددة و معقدة و تحتاج الى حلول جذرية، واقعية قابلة للتطبيق من خلال التفكير و النقاش الاجتماعي و السياسي الجدي و العميق.

انطلاقا من قناعتنا بأن القضية قضية جميع الصحراويين، و بدلا من هيمنة الخطاب السلطوي الاحادي  ، سيكون من ألافضل الدفاع عنها ضمن منظمة مفتوحة للنقاش والمشاركة وتجديد الأفكار والاشخاص.

ان التزامنا ينطلق من قناعتنا الراسخة بأن المنظمات السياسية وحركات التحرير لا معنى لها اذ لم تقدم الحلول للمشاكل التي تعاني منها مجتمعاتها، و ان سلوكها يجب أن يرتكز على قيم الحرية، و العدالة و المساواة وقبل كل هذا و ذاك ان تتمظهر تلك القيم في الممارسات والسلوكيات المثالية لقادتها.

و انطلاقا من هذا الالتزام، نأمل أن تكون مبادرة التغيير بصيفتها دعوة للنقاش الصريح والبنّاء موضع استقطاب وتعاطف الجميع، من النساء والرجال والشباب والكوادر والمثقفين، و أن تشكل نقطة تحول في العملية الصحراوية الطويلة والمأساوية.

و سنعلن لاحقا للمتعاطفين والمنتسبين عن تاريخ  انعقاد جمعيتها لتحديد توجهاتها المستقبلية واللوائح التنظيمية العامة للمبادرة الصحراوية من أجل التغيير.

المكلفين بالتنسيق في المبادرة الصحراوية من اجل التغيير :

الحاج أحمد بارك الله.

ولاد موسى.

حظية ابيهة.

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit