حوار الأخوة ام حوار المدافع طباعة
الأخبار - مشاركات

لاشك ان مشكل الصحراء الغربية قد طال اكثر من اللازم، وحتى الآن كل ما كان موجودا من حوار، هو حوار المدافع، سواء كانت ذخيرتها حية ام كلمات أخطر من ذلك عبر الدعاية ووسائل الإعلام المشكل بدأ لما تم إحتقار الشعب الصحراوي من طرف الحسن الثاني ونظام المخطار ولد داداه، نهاية 1975 وحالوا دون تمكينه من حقه في تقرير المصير، واندلعت الحرب فكانت لغة المدافع، موريتانيا إستسلمت وأعترفت بالدولة الصحراوية، ( غشت 1988 ) وتمادى النظام المغربي في الحرب فكان الضحايا بالمئات وأكثر من 3000 أسير ما بين ضابط وجندي مغربي، وتأكد الجميع من إستحالة حسم الموقف عسكريا لذلك دخلوا حربا أخرى ألا وهي حرب الأمم المتحدة والشرعية الدولية، وتحديد الهوية ولائحة المصوتين، والتي بعد 15 سنة من عملية وقف إطلاق النار ما زالت تراوح مكانها خصوصا لما أخطأ النظام المغربي بتخليه عن تقرير المصير وبالتالي تنكر للقرارت الدولية، وأصبح كمن يقف علنا ضد الشرعية الدولية.. أريد أن أصل إلى سؤال واضح لما ذا لم يتم حتى الآن حوار بين القوى الحية في المغرب والبوليساريو، لماذا نخاف حوار الأشقاء لماذا لا نجرب حوار الأخوة بعد حوار المدافع وإقصاء الآخر التي لم تعطي نتيجة، طيلة أكثر من ثلاثين سنة..

 

حاول ممثل الجبهة السابق الشهيد محمد فاضل أسماعيل ان يبدأ حوارا بين الشبيبتين الصحراوية والمغربية لم يكتب له النجاح.. والحوار مع الأحزاب المغربية يبدو مستحيلا حتى الآن لإرتباطها بالنظام وبنظرته لمشكل الصحراء الغربية التي كان يستخدم فيها خطابين: خطاب خارجي يتحدث عن الاستفتاء لتقرير المصير طبقا للشرعية الدولية، وخطاب داخلي يتكلم عن إستفتاء تأكيدي لمغربية الصحراء.. إذن فإرتباط الأحزاب والقوى السياسية المغربية بالنظام حول مشكلة الصحراء الغربية إستبعد فكرة الحوار معهم من طرف الصحراويين...

ولكن مع طول الأمد وبداية ظهور رؤيا جديدة للأوضاع في المغرب وداخل الجبهة الشعبية: فهناك محاولة النظام تبني بعض الإنجازات في مجال حقوق الإنسان وحرية التعبير، والديمقراطية، وهناك حركة إصلاح داخل الجبهة لتحقيق العدالة والديمقراطية، وهنا يظهر ان الوقت مناسب للحوار فلماذا لا نجربه بين الشعبين ..

الصحراويون في المخيمات ينظرون إلى ان الملك الشاب يحاول تجسيد التغيير ولكنه يجب قبل ذلك ان ينتصر على مافيا مستفيدة من الوضح الحالي، الأسماك والمتاجرة عبر خط الدفاع، او بعبارة أخرى اغنياء الحرب. لتكون لديه حرية الحركة في التعامل مع الملف بكل حرية وبعيدا عن اية ضغوط وبذلك يمكن ان يفتح يوما ما حوارا مع الصحراويين عبر جبهة البوليساريو. وحركة الإصلاح في الصحراء، المعروفة بالبوليساريو خط الشهيد، يجب أن تنتصر كذلك على المستفيدين من قيادة البوليساريو من هذه الوضعية، وضعية اللاحرب واللاسلم، لكي تستطيع ان تبادر للحوار الذي بدأه المناضل محمد فاضل اسماعيل رحمه الله.. وسط كل هذا هناك عنصر فعال، يتمثل في من يحاول التجديد حتى داخل القصر الملكي ، والهيئة المخزنية القديمة بالمغرب وهو الأمير الشاب هشام ابن عم الملك..

من كل هذا اريد الوصول إلى أن الصحراويين والمغاربة، خصوصا المثقفون والمجتمع المدني، مجبرون بحكم الجوار والمعطيات والمتغيرات ان يتحاوروا، ان يجربوا الحوار، حوار الأخوة بدل حوارالمدافع لعل أن يكون في ذلك تقارب في الرؤيا ومحاولة لنزع وتكسير هذا الحاجز النفسي الذي اقامته سنوات من الحروب والدماء والآلام، ولا شك ان الحوار إن لم يكن نافعا بين الإخوة الأعداء فلن يكون ضارا بهم..

والسلام عليكم

مجموعة من المثقفين الصحراويين بمخيمات اللجوء...

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit