االإستقلال الإستقلال ... بالسيمة أو بالمسمار. بقلم: البشير محمد لحسن. طباعة
الأخبار - مشاركات

لربما يتساءل الكثيرون عن غرابة العنوان، لكن وبكل بساطة الإستقلال سلما أو بالقتال عندما تربط الشعوب علاقة قوية بقادتها، و تنتج هذه العلاقة عن حرصها ـ القيادة ـ على خدمة مصالح شعبها من خلال ترسيخ العدالة الاجتماعية و المساواة بين جميع أفراد الشعب...  وهي الحالة التي يفترض أن يكون عليها الصحراويون بمخيمات اللاجئين كون من يتولون إدارة شؤون الدولة لم يصلوا الى تلك المناصب عن طريق صناديق الإقتراع.
المجتمع الصحراوي بالمخيمات إنقسم إلى طبقتين قلة تعيش حياة الترف و البذخ، و الغالبية من الفقراء الدائمين الذين بالكاد يحصلون قوت يومهم و لا يتمتعون بأدنى الحقوق كجواز السفر أو الوظيفة أو أي من الإمتيازات التي تخص الطبقة الغنية.

إن ملامح المرحلة القادمة قد تتحدد من خلال المفاوضات و المباحثات التي تخوضها الجبهة منذ مدة، فإذا كان العارفون بكواليسها يتطاولون اليوم في البنيان بالإسمنت المسلح بأموال فقراء الشعب، و يمكنون بنيانهم في أرض اللجوء الجزائرية، فإن ذلك قد يدل على أن العودة للوطن ليست بالقريبة، وأن مكتسبات الدولة الحلم أصبحت فريسة ينهشها أثرياء الحرب وعائلاتهم والمقربون، و هو ما يزيد الهوة بين الطبقتين.
إن تكريم الثورات لرموزها و أبطالها عادة ما يتم بعد تحقيق تلك الثورات لأهدافها ، إلا أن المسؤولين في جبهة البوليساريو استعجلوا التكريم، بل وتسابقوا في نهب ما استطاعوا من المساعدات الموجهة للطبقة الفقير من اللاجئين ليبنوا مجدهم من لحم وعرق الأرامل و أبناء الشهداء و يزداد الفقير فقرا.
لم يعد نهب مال الشعب و الإستيلاء على ممتلكاته جريمة أو حتى يثير العجب أو التعجب، بل أن القائمين على أمر العباد هنا حاولوا جاهدين ترسيخ أن ما لهم لهم وما للشعب لهم، وهي حقيقة تجلت في الثراء الفاحش الذي أصبحت عليه بعض العائلات والفقر والتهميش والشعور بالحرمان الذي تعانيه غالبية الشعب، فهل يحق للفقراء أن يتساءلوا. أليست هذه هي مرحلة الإستقلال الإستقلال بالسيمة أو بالمسمار؟.

عن مجلة الأمل الصحراوي.

 

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit