الشهيد الولي، الرئيس محمد، 35 شهرا، 35 سنة ، والحصيلة؟ طباعة
الأخبار - مشاركات

الولي مصطفى السيد، قاد الثورة الصحراوية، منذ عاشر ماي إلي يوم تاسع يونيو 1976 عندما سلم الروح وهو يواجه قوات المخطار ولد داداه، شرق اكجوجت، مضحيا بنفسه من اجل ان يعيش شعبه حرا كريما... قرابة 35 شهرا، اسس خلالها الثورة، ووضع قانونها الداخلي، وصاغ بيانها التأسيسي، وقاد تفجير الثورة في عملية الخنكة التاريخية، وبنى التنظيم السياسي لحركة وطنية ثورية تحريرية لتشمل كل اماكن تواجد الصحراويين بالوطن والدول المجاورة، والجاليات في اوروبا، شكل فروع التنظيم السياسي لتشمل كل مواقع الفعل الصحراوي، اسس اول مجلة، عبر التاريخ، للشعب الصحراوي، لتكون اللسان المعبر عن الفعل الثوري الصحراوي، مجلة 20 ماي. جلب الأسلحة القديمة لإعلان الثورة، والتسلح من يد العدو الإستعماري. اسس التحالفات القوية مع الحركة الوطنية الموريتانية، والثورتين في الجزائر وليبيا،

وجلب السلاح الحديث ليد الثوار، لتكون بداية النهاية بالنسبة للتواجد الإستعماري بالمنطقة، خطط للعمليات الفدائية، داخل المنطقة المحتلة، اسس النواة الأولى للجيش الصحراوي الحديث والمتطور، وفر التدريبات العسكرية لدى الحلفاء والثورات الصديقة، قاد الوفود الصحراوية، عبر العديد من المؤتمرات، وعقد الندوات الصحفية ببيروت، وباريس للدفاع عن القضية. سطر اول برنامج عمل وطني للثورة، على المدى القريب والبعيد، انقذ الثورة من براثين اليسار الطفيلي الذي كاد ان يدفع بالثورة نحو الهاوية في بداية 1975م. وجه نضالات ومظاهرات العمال والنساء والطلبة داخل المناطق المحتلة، وأعلن تنظيما ومظاهرات قامت بإستقبال  بعثة تقصي الحقائق الأممية، وسيطرت على الشارع، امام دهشة الإستعمار وقواه العسكرية، وجه الضربة القاضية للقوات الإستعمارية عبر قرار إختطاف الدوريات الإسبانية، والتي عبر بعدها الإسبانيون عن رغبة في الخروج من الصحراء الغربية، أسس الوحدة الوطنية، والتي كانت بمثابة إجماع وطني حول الإستقلال، وبرنامج الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وإعتراف من معظم الأباء والشيوخ، بالدور القيادي للشباب في الثورة. واجه الغزو المغربي الموريتاني ميدانيا، وفي ساحة المعركة،  الهجوم الكاسح على القوات الموريتانية بعين بن تيلي، وقاد الجيش الجزائري بالصحراء، وتهجم على الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، وجها لوجه، لما سحب القوات الجزائرية من الصحراء، بعد عملية امكالا الأولى، تاركا النساء والأطفال والكهول الصحراويين عرضة لقصف الطيران المغربي باتفاريتي والكلتة وام ادريكة، وقد قاد حملات نقل المواطنين إلى الأراضي الجزائرية الآمنة رغم قلة الوسائل. إستقبل المبعوث الأممي ادولف ريدبيك، واقنعه بعدالة القضية، وذلك ما دفع الرباط وانواقشوط، لرفض إستقباله. اعطى الأوامر بشن عملية امكالا الثانية والتي كانت بداية للهجوم الكاسح، بعد نهاية مرحلة الدفاع الإيجابي، اعلن عن ميلاد الجمهورية، ونظم مشروع دولة باللجوء، وشكل اول حكومة، وعقد لقاءات الأطر، التي حدد لهم فيها دور الأطر والقيادات، وحدد الواقع المرفوض: شعب لاجيء مشرد خارج وطنه، والواقع المطلوب: شعب واع منظم موحد محترم فوق كامل ترابه الوطني، واشرف على إنطلاق المؤتمرات الشعبية كأرقى وسيلة ليسير بها الشعب شؤونه بنفسه، عبر النقد والنقد الذاتي. قام بإطلاق سراح كل الصحراويين الذين زج بهم سيد احمد البطل في السجون، وقاد عملية انواقشوط التاريخية، ليصب القذائف على رأس المخطار ولد داداه داخل قصره بانواقشوط، واستشهد من اجل المباديء التي آمن بها، ولم يتزوج، ولم تكن له حاشية، لا سائق ولا طباخ ولا مصفق ولا غيرهم رحمة الله عليه ... فحصيلة عمره القصير هي خلق وتجميع كافة أسباب النصر، وإقامة الأسس في كل ميدان: تجميع رأس المال الذي لا ينقصه إلا التصريف الجيد: قاعدة شعبية منظمة ومؤهلة، جيش منظم، تحالفات صلبة أساسية ورئيسية، ودولة معلنة. لقد خلق كافة أسباب النصر إذا ما دبرت الأمور بالطريقة المثلى. لم يتدرب أو يدخل مدرسة عسكرية، ومع ذلك نظم الجيش وشارك في العمليات العسكرية، لقد إستشهد لإنه كان يتكلم كثيرا عن ضرورة التضحية بالدم، وقال إن الأنظمة المتعفنة لن يقضي عليها سوى الدم البطل. وفعلا أراد أن يكون مثالا في الإستشهاد. كان يقول لا نستطيع أن نتكلم عن التضحية، وإنما يجب أن نقود الشعب إليها.. لقد حارب القبلية قولا وفعلا، عندما قال:القبلية قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في كل لحظة، وطرح شعار:  لاوجود لغير الشعب ولا تنظيم إلا التنظيم السياسي..
لقد جمع لرفاقه في القيادة رأس المال الذي لا ينقصه إلا التصريف الجيد: قاعدة شعبية منظمة ومؤطرة، جيش منظم، وتحالفات صلبة أساسية ورئيسية. وإعلان الجمهورية لقطع دابر أي محاولة تشكيك في النصر. لقد خلق كافة الشروط والأسباب لتحقيق النصر إذا ما دبرت الأمور بالطريقة المثلى، فرحمة الله عليك، كل هذا في اقل من 35 شهرا، فلننظر ماذا حقق خليفتك في اكثر من 35سنة...
الأخ احمتو خليلي، المعروف بمحمد عبد العزيز، تولى قيادة الثورة الصحراوية منذ نهاية أغسطس 1976م عندما اصبح الأمين العام للجبهة بعد إستشهاد الولي، قام بعمل جبار في ما يتعلق بتنظيم المخيمات، وسياسة التكاثر، وتوفير المستوصفات والمدارس الإبتدائية، وفرض التدريب العسكري على معظم الصحراويين بالمخيمات،  وشمل التنظيم كل الصحراويين بالمخيمات، وتطوير السلاح، والتركيز على موريتانيا، ووقف الشريان الحيوي لإقتصادها، وسقوط النظام وخروج موريتانيا من الحرب، وعمليات السحق الرهيبة، التي جعلت القوات المغربية عاجزة حتى عن الدفاع عن الجنوب المغربي، اين عقد الرئيس ندوة صحفية بمنطقة الوركزيز، مارس 1980م وتوالي الإعترافات بالجمهورية، وإنضمامنا لمنظمة الوحدة الإفريقية وطرد المغرب منها، وجلب السلاح الحديث، المدرعات والصواريخ ومدفعية الميدان، هذه كلها مكاسب وإنجازات لا يمكن نكرانها تحققت في ظل قيادة اللجنة التنفيذية ومحمد عبد العزيز، ولكن كانت ترافقها أخطاء فادحة ورهيبة، كادت ترمي بكل ما سبق ذكره نحو الإندثار، لأن كل هذا كانت تقابله روح محبة للسلطة فاقت كل إعتبار، القمع والإرهاب، المتمثل في الإختطافات والسجون والتعذيب والإغتيالات، سجن الرشيد الرهيب، تبديل شعار الولي: لا وجود لغير الشعب ولا تنظيم إلا التنظيم السياسي، إلى شعار: لاوجود لغير القبلية ولا تنظيم إلا التنظيم القبلي، ولقد تجسد هذا في اقبح صوره ضد  نفعي الداه الجنوب، العضو السابق في اللجنة التنفيذية، وعضو المكتب السياسي، عندما قام ضده مجموعة من القبليين بقيادة فتحي، في معسكر أجنين، واعتقلوه هو و نائبه،  ولما تدخل الجزائريون، واعتقلوا المجموعة وارسلوهم للربوني، قرر الرئيس، بناءا على عقليته القبلية المعتمدة، إرجاعهم وطلب الداه ونائبه بالربوني، مفضلا التضحية بالشرعية التي يمثلها عضو المكتب السياسي، من اجل فئة قليلة من الفقرة وابراهيم وداود، والخطأ الرهيب المتمثل في توقيع إتقاقية السلام مع موريتانيا من دون ضمانات من طرف الأمم المتحدة، وعمت الديكتاتورية والقمع والإرهاب، وتحولت المؤتمرات إلى مجرد مسرحية لبقاء القيادة في السلطة، حيث كانت نتائجها محددة مسبقا، والمؤتمرون يتم تعيينهم للتصفيق فقط، ولما أكلت القيادة كل المكاسب التي خلفها لهم الشهيد الولي وعاشوا على حسابها طيلة هذه السنوات، بدؤؤوا يتصارعون بينهم على السلطة، وفرطوا في أحد الحلفاء الأساسيين، وهو الزعيم الليبي والثورة الليبية، والإنسحاب من معظم المناطق المحررة، هروبا من أمام الربط المغربي، ووصل الصراع على السلطة قمته خلال احداث أكتوبر 1988م ومهزلة الأمانة الوطنية في المؤتمر الثاني، عبر تعيين 77 فرد لقيادة شعب لايصل عدد سكانه لحي واحد من أحياء الجزائر العاصمة، وهنا تولى محمد عبد العزيز السلطة المطلقة، حيث بدأ التفريط الرهيب في المكاسب  والمؤسسات، والخطأ الفاضح  والرهيب، عبر التوقيع على وقف إطلاق النار من دون اي ضمانات تذكر، متنازلين عن سحب الإدارة والقوات المغربية، وبدأت الوحدة الوطنية تتفتت، وبدأ النزيف الرهيب، نحو العدو والدول المجاورة وأوروبا، وعمت سياسة التهميش والإقصاء للإطارات الشريفة والنزيهة، وتأسدت الذئاب، وتأخر الأسود حياءا وحفاظا على نظافتهم، وتحولت المؤسات إلى ملكية خاصة، بل اصبحت تتكون من المسؤول ومسؤول الإمدادات، واصبحت السرقة والرشوة وإختلاس المال العام هو الهدف للرئيس وحاشيته...  إنتهت سياسة التكاثر، وفشل التمدرس، والطب والعلاج اصبح حلما بعيد المنال، واصبحت سياسة الرئيس امام الشباب المعارض، واضحة: قولوا ما تريدون وأنا افعل ما أريد، وعلى كل القيادة ان تخضع للرئيس  ولا مكان لمعارضة رايه ورغباته، وإلا التهميش والإقصاء.. وتم القضاء على الجيش ، و إطلاق سراح الأسرى المغاربة من دون حل للمشكل، ولم نعد قضية، تحولنا إلى مجموعة من اللاجئين تستجدي بنا القيادة المساعدات الدولية، لتستخدمها من اجل السيطرة علينا، لقد ظل محمد عبد العزيز يجر الدربالة، إلى ان وصلت إلى ما وصلت إليه الآن، كلما كثرت عليه المشاكل، يتركها للزمن ليحلها والزمن لا يزيدها إلا تعفنا، إلى ان وصلت الثورة إلى ما وصلت إليه اليوم من وضعية لا تحسد عليه.. عشرون سنة من وضعية اللاحرب واللاسلم، والرئيس يترجى الأمم المتحدة لمزيد من المفاوضات التي يعرف الجميع انها مجرد مضيعة للوقت، واصبح هم الرئيس هو العمل للتحضير كل اربع سنوات لمسرحية المؤتمر من أجل البقاء في السلطة اربع سنوات أخرى، ليعيش في نعيم السلطة والشعب قربه يعيش في جحيم اللجوء، هذه بخلاصة حصيلة حكم الولي 35شهرا، وحكم محمد عبد العزيز 35سنة،  فما اعظم الفرق بين الرجلين والحصيلتين....

والنصر للشعب الصحراوي المكافح.

بطل واحد هو الشعب وزعيم واحد هو الشهيد..

المحجوب السالك.

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit