الأخبار -
الرأي والرأي الآخر.
|
أكيد لست وحدي من يخشى على الوطن ، والأكيد أنه لا أحد وصي على هذا الشعب ولا يمكنه ذلك ،كما أن لا أحد يمكنه إعداء أنه ملهم هذا الشعب ، أو هو مصدر ابداعاته النضالية ، وعبر تاريخه النضالي الزاخر فقد كان الشعب الصحراوي وحده المتمكن والمتحكم في الزمن النضالي وخريطته وامتداداتها ،ووحده من وضع عمقها و حدد تضاريس خزائن الطاقات النضالية . أسباب النزول هنا تسريبات اسهال لغوي يعادي التاريخ ويعاند المنطق ويجتر نعوتا محنطة يلجأ الى إحيائها المتلفعون برداء الجهل والحقد خوفا من صقيع المواجهة المكشوفة ..نعم لا أحد فوق إرادة الشعب الصحراوي السيد الوحيد على نفسه وعلى قراراته .. وهذه السيادة الكاملة مجسدة في الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب الممثل الشرعي الوحيد والأوحد للشعب الصحراوي ، وبالتالي فكل من يحاول مجرد المحاولة في وضع نفسه فوق الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب هو خارج إجماع الشعب الصحراوي .
المعنى أن الشعب الصحراوي هو سيد نفسه خط أحمر ، وأن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي خط أحمر ، وأن الصحراء الغربية منطقة تصفية استعمار، وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير حق مشروع وثابت وغير قابل للتصرف خط أحمر، لماذا التذكير بالخطوط الحمراء في سياق الحديث عن الخوف على الوطن ولا أقول الخوف على المعركة ضد المحتل المغربي ، لأن المعركة راهن والوطن مستقبل . لأجل ذلك أنا أخشى على الوطن لأنه هو المستقبل .. أنا أخشى على المستقبل من كل هؤلاء وأولئك الذين يريدون تكميم أفواهنا عن قول الحقيقة التي يعلمون أن الكشف عنها لا يحتاج لكلماتي العارية ولا لابداعي مقالات وقصائد : أليس واضحا وبارزا تحت الشمس الحارقة بمخيمات العزة والكرامة و رغم كل مظاهر الفقر وشح الإمكانيات وقساوة الطبيعة وفجور المناخ هناك من بنى لليلاه قصر تاج محل ؟؟؟ فقولوا أنها ليست حقيقة ودعوكم من التجني علينا ونعتنا بما لن تستطيعوا اثباته . ألم يتم في عز ملحمة مخيم اكديم ازيك وفي وقت بدأ الاستعداد لاستثماره في إحراز المزيد من المكتسبات ، وترسيخه إنتصارا سياسيا ، وفي الوقت كانت فيه الحاجة ماسة الى تقويته في كل الواجهات بكل الوسائل الصادقة التي لا يأتيها الباطل لا من بين يديها ولا من خلفها .. في هذا الوقت بالذات وعلى رؤوس الأشهاد يمتد إليه ( الى ملحمة اكديم ازيك ) الباطل متبرجا يعطبه بالادعاء الساذج ويصيب المنجز الباهر في مقتل ويغرمه مالا طاقة له به .. ومع ذلك مرت الضربة الموجعة كأن لا عين رأت ولا أذن سمعت ؟؟؟ قولوا أن هذا لم يحدث ولكم فرصة مجابهتنا .. ألم تنفجر بلاعات الصرف الصحي بأوراق البنكنوت بكل ألوانها تغني مجدا رفيعا للجالس على عرش مغارة السندباد البحري و تناقلت الوكالات الشفهية عناوين بارزة لتجارة العملة باسم كل المنتفضين والمجمدين في علب حديدية باردة ونته ؟ ومرة أخرى قولوا لنا أنها ليست صحيحة وسنمنحكم مساحة الترافع ولو بأسمائكم المستعارة وغير الخافية علينا . ثم قفوا لحظة و تعالوا لنعالج الأمور بالشكل التالي: ماذا يضيركم عندما ننتقد أليس النقد أحد المبادئ الستة عشر للثورة .. إن بناة الثورة وعلى رأسهم مفجرها وضع هذا المبدأ وهو يعلم بوجود عدو ومحتل وله مخابراته ، ومع ذلك وضعه وفعله .. عودوا الى أدبيات هذه الثورة وانظروا حجم النقد الذي كان ممارسا آن ذلك .. ألا فاستحيوا من أنفسكم وبدل أن تتحولوا الى كائنات يتحكم فيها بجهاز التحكم عن بعد .. كونوا أنتم على الأقل كما أنتم متساوون مع أنفسكم .. فنحن نعلم أنكم زورتم لنيل مكانات لا تستحقونها .. ونعلم أنكم اغتنيتم على حساب جوعنا وعرقنا .. ونعلم أنكم تستهزؤون من نزاهتنا التي تعتبرونها غباء، ومن وفائنا للمبادئ والذي تعتبرونه سذاجة سياسية .. فلم نزاحمكم لا في سفرياتكم التي ادعيتم أنها لأجل عيون الوطن ، وتبين فيما بعد أنها للإقامة الدائمة هناك .. ولا في حصولكم على امتيازات كنا نظن أنها لفائدة الوطن ، واتضح فيما بعد أن لها أربع عجلات ورباعية الدفع .. نعم كنا نعلم كل هذا وأكثر وفضلنا في مرحلة ما السكوت عنكم لمصلحة الوطن .. أما ومصلحة الوطن أصبحت تقتضي الجهر بالحق والحقيقة فالسكوت عنكم أصبح جريمة كبرى في حق الوطن . نعم أنا أخشى على الوطن .. لأنني أخشى على المستقبل وأخشى من المستقبل .. أخشى على مستقبل أبنائي من كل هؤلاء وأولئك الذين خوفا على مصالحهم .. وفي تشجيع للقبلية والجهوية والاقليمية يتكتلون ضد الحق وضد الحقيقة ، وفي نظرهم كل من يقول الحقيقة ويجهر بها يجب ان يحارب ، وان ينعت بما لن يستطيعون إثباته في حقه لسبب بسيط أنه نظيف ونزيه .. قولوا لنا من أختبأ في بيت أحد أعيان العيون عندما حمي وطيس المعركة وسيق الرجال الابطال الى غياهب السجون ؟؟؟؟؟ قولوا لنا من وقع طلب الغفران ليفر بجلده من حمى الجحيم ؟؟؟و ألقائمة طويلة... ووالله لولا حب هذا الوطن والخوف على هذا الوطن لأسمينا الاشياء بمسمياتها فالكل يعلم أننا لم نتعامل مع القضية الوطنية بمنطق ( الله يجعلنا غابة والناس حطابة ) فقد عزفنا عن الوظيف وعن الراتب الشهري استجابة لنداء الوطن .. ورغم الاغراءات مازلنا اوفياء للوطن ونعتبر أنه لا مزايدة في الوطنية .. لذلك لا يجهل أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين .
عن معارج، بتصرف في العنوان.
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة