طالب مجلس الأمن الدولي بمفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، للوصول إلى تسوية لنزاع الصحراء الغربية المحتلة، وذلك بعدما استمع إلى تقرير المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، كريستوفر روس، وهو ما يرفضه الطرف المغربي الذي يتمسك بالمفاوضات غير المباشرة وغير الرسمية التي تجري تحت رعاية الأمم المتحدة منذ 2009.
وتبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع توصية بضرورة بعث مفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو قصد إيجاد حل سياسي لنزاع الصحراء الغربية يضمن حق الصحراويين في تقرير المصير. إلا انه فشل في إصدار بيان رئاسي بسبب تحفظ الأردن وفرنسا.
وقدم كريستوفر روس تقريره إلى مجلس الأمن، يوم الثلاثاء الماضي، واعترف بفشل جولاته الثلاث خلال الشهور الثلاثة الماضية في التوصل إلى صيغة لاستئناف المفاوضات المباشرة. وأشار إلى معارضة المغرب لهذه المفاوضات، محذرا من خطورة انزلاق الملف من الدائرة السياسية إلى مواجهات في ظل الضغوطات التي يمارسها الشباب الصحراوي على قيادة البوليساريو، ونظرا للوضع الأمني الإقليمي المتفجر في منطقة الساحل وليبيا.
وعبر مجلس الأمن، في توصيته، عن الدعم التام لكل أعضاء مجلس الأمن للجهود المبذولة من طرف الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، بان كي مون، ومبعوثه الشخصي، كريستوفر روس، قصد تسوية هذا النزاع.
وقالت جريدة القدس العربي الصادرة في لندن انه من المقرر ان يزور بان كي مون المنطقة خلال شهر يناير المقبل بهدف تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية. ومن المرتقب ممارسته الضغوط على جبهة البوليساريو للابتعاد عن التلويح بالحرب في منطقة مشتعلة إقليميا وعرضة للإرهاب، وممارسة الضغط على المغرب للعودة إلى طاولة المفاوضات المباشرة.
واضافت الجريدة اللندنية ان مجلس الامن تجاهل في توصيته مطلب جبهة البوليساريو إقامة دولة مستقلة في المناطق الصحراوية المحررة. وأيضا لم يشر إلى مبادرة المغرب بمنح الصحراويين حكما ذاتيا، تحت السيادة المغربية تتمتع أجهزته المنتخبة بصلاحيات واسعة، وهو ما ترفضه جبهة البوليساريو.
إلا ان الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق – عقب الجلسة المغلقة لمجلس الأمن الدولي أمس – قال، جوابا عن سؤال عما إن كان بان كي مون قد تراجع عن زيارة الصحراء الغربية بسبب اعتراض المغرب، إنه لا يتوافر على أي برنامج له لزيارة الصحراء الغربية يمكنه إعلانها نيابة عن الأمين العام.
وبينما رحبت جبهة البوليساريو بتوصية مجلس الأمن، ما زالت وزارة الخارجية المغربية تلتزم الصمت، إذ لم تقدم أي توضيحات أو إصدار بيان تدلي فيه برأيها وتقدم تأويلات وتفسيرات.
وقال ممثـل جبهـة لدى الأمم المتحدة، البخاري احمد، لوكالـة الأنبـاء الـجزائرية انـه «تم التوصـل إلى إـجماع داخـل مجـلس الأمن حـول ثـلاث نقـاط مهمة من بينها ضرورة بعث مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع (جبهة البوليساريو والمغرب) ينبغي ان تفضي إلى حل سياسي يضمن حق الصحراويين في تقرير المصير وضرورة التوصل إلى اتفاق حول الوضع القانوني والنهائي للأراضي الصحراوية.
وقال إن هذا الموقف يدعم موقف الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة المعبر عنه في نوفمبر الماضي.
وأضاف البوخاري احمد أن أعضاء مجلس الأمن رفضوا اقتراح الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب، الذي يريد الحفاظ على سيطرته على هذا الإقليم المدرج ضمن قائمة اللجنة الخاصة بتصـفية الاسـتعمار، طبقا لقرارات الأمم المتحدة و القانون الدولي في هذا المـجـال.
وقال ان جبهة البوليساريو طلبت إصدار «إعلان مجلس الأمن» حول الصحراء الغربية، الا انها فشلت في تحقيق ذلك بسبب رفض فرنسا والأردن. وقال إن «هذين البلدين (فرنسا و الأردن) أفشلا هذا المسعى الذي كان ينبغي أن يعبر في وثيقة رسمية عن الاجماع الذي تم التوصل إليه ضمن مجلس الأمن حول تسوية نزاع الصحراء الغربية، و»يريدان إبقاء ملف الصحراء الغربية في دائرة مغلقة. فهما لا يريدان النقاش العام أوأي رد فعل عام من طرف مجلس الأمن» حول هذه المسألة.
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة