بقلم : سلامة اباعلي. بتصرف في العنوان.
بعد انتظار طويل، وبشغف كبير جاء المؤتمر الرابع عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، المؤتمر الذي سوقت له اللجنة التحضيرية ومن ورائها الامانة الوطنبة للجبهة، على أنه مؤتمر مفصلي، يكرس القطيعة مع الماضي ويصون الكرامة الانسانية ويضع حدا لكل معاناة التشريد والتعذيب والغربة والاهانة والاغتصاب، مؤتمر يؤسس لافق سياسي رحب و متبصر، يصون المكاسب ويصوب الجهد العام نحو الهدف المنشود.
لكن تجري رياح القيادة السياسية بما لا تشتهيه مجاديف القاعدة الشعبية أو بالاحرى السواد الاعظم من أبناء هذا الشعب العظيم !.
بمعنى أن كل مخرجات المؤتمر لن تتغير رائحتها و لا طعمها ولا لونها ولا حتى شكلها، لتبقى دار لقمان على حالها.
فلا قوانين ولا اجراءات ولا برامج جديدة ولا أداة في مستوى التطلعات، وتستمر المعاناة وانتهاك الحرمات واغتصاب البلاد والعباد، تحت رحمة قيادة هرمة تغرد خارج السرب، تأخذ أكثر مما تعطي، حتى لا أقول، تأخذ ولا تعطي شيء.
وكأن قدرنا أن نعيش في المنفى الى أن يرث الله الارض ومن عليها.
فهل ستستفيق قيادتنا “الرشيدة” يوما من سباتها؟، أم أن الشعب بات لزاما عليها تدبر الامر قبل فوات الاوان؟ وما بين هذا وذاك، وفي انتظار أن يخرج من رحم المعاناة “منقذ” جدير بوضع القطار على السكة، أمثال الشهيد الولي مصطفى السيد و رفقاء دربه الذين قضوا نحبهم، الى ذلك الحين فليس لدينا سوى أن نبقى ننشد دائما معزوفة “يا ليت ذاك الدهر دام لنا كذا و يا ليت أيام الثورة لم تزل، أيام المجد والعطاء أيام ملاحم الوركزيز ولنكاب ولبيرات ولمسايل والزاك ولمسيد والقلتة وام الدكن وغيرها من الملاحم التي لا يتسع المقام هنا لذكرها.
هكذا جاء المؤتمر!، الذي كنا ننتظر منه على الاقل :
الإجابة على السؤال المصيري إلى اين نحجن ذاهبون.؟
_ وضع سقف محدد لمخطط السلام والتعاطي مع الامم المتحدة أمام التعنت المغربي ورفضه حتى الدخول في المفاوضات المباشرة مع الجبهة.
_ التركيز على الجبهة الدبلوماسية وتقويتها.
_ تقوية الجبهة العسكرية ماديا وبشريا وجعلها في مستوى متطلبات المرحلة والتأهب لأي طاري.
_ كان من المنتظر من المؤتمر أن يأتي بنائب للرئيس، وهذا موضوع، غاية في الاهمية من شأنه، لاقدر الله، في حالة شغور منصب الرئيس ضمان نقل سلس للسلطة وضمان السير العادي للمؤسسات حتى انعقاد المؤتمر الموالي.
هذا فقط غيض من فيض كنا ننتظره من المؤتمر، لكن القضية اليوم، وهذه هي الحقيقة المرة، لم تعد قضية تحرير أرض وعودة شعب مشرد الى وطنه، بل قضية قيادة وكيفية ضمان بقائها في السلطة ليس إلا...
وما دام الواقع هكذا فعلي القضية الوطنية السلام.
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة