الأخبار -
مشاركات
|
بسم الله الرحمان الرحيم
أنا كمناضل من مناضلي البوليساريو خط الشهيد، أعيش بالمخيمات، كنت متأكدا منذ ظهور هذه الحركة الإصلاحية داخل البوليساريو ـ والتي أصبحت القيادة تحسب لها ألف حساب، مما دفعها إلى تأجيل المؤتمر، خوفا من هذا التيار المعارض، وأملا في تصدعه وإنقاسمه ـ كنت متأكدا من أن بابا السيد، رغم تاريخه السيئ في الثورة، قد تاب وعاد إلى رشده، وأنضم إلى البوليساريو خط الشهيد، للتكفير عن أخطائه،وذلك ما كان يظهر بوضوح في كتابته بهذه الزاوية من،أرسو، أو مداخلاته في النقاشات عبر الأنتيرنيت في غرف الصحراويين: البالتالك.. ولما كتب موضوع: خط الشهيد إنزلق، باللغة الفرنسية، تصورت أنه مجرد رأي يعارض فيه تصريحات المناضل المحجوب السالك للمجلة المغربية تيل كيل، وذلك من حقه، رغم انه يشم من قراءة ما تحت السطور تملق واستجداء لقيادة البوليساريو، أو بعبارة أخرى حمل الراية البيضاء والاستسلام للقيادة الحالية للبوليساريو...
أما لما كتب موضوعه الأخير المتعلق بقرار مجلس الأمن وطالب فيه القيادة بحل البوليساريو خط الشهيد، فقد ظهر صاحبنا على حقيقته، وأن توبته لم تكن توبة صادقة، وإنما مزايدة، أملا ورغبة في رضا قيادة البوليساريو لترد له الاعتبار وتعينه مسؤولا في باريز، بعد أن استنفذ مخزونه من قطعة الحلوى التي كان يقتسمها معهم طيلة السنوات الطويلة التي قضاها ممثلا لهم في باريز ( أكثر من 50 الف فرنك فرنسي شهريا في حسابه الخاص، وإن نفى ذلك فلدي الوثائق، أخفها الوثائق البنكية للحزب الشيوعي الفرنسي التي كانت تودع في رصيده شهريا ) فالجميع يعرف أن الأستاذ بابا السيد ليس إلا واحدا من هذه القيادة، التي تأكل الغلة وتسب الملة... فأنا لا أنسى السيارات الفاخرة ومكيفة الهواء التي كانت تستقبله في المطار وتضعها القيادة تحت تصرفه بسائقها، ورائحة عطره الباريسي تفوح في كل الربوني، ويدخن مالربورو... ونحن الصامدون في الرابوني، نعاني الحرارة القاتلة: لعجاج وإريفي، وندخن المجاهد المجهول، ورائحة العرق منا تزكم الأنوف.. بابا السيد غائر من إطارات خط الشهيد، لأنهم لم يكونوا مثله من القيادة، ولم يقتسموا معهم الحلوى.. ولم يكونوا ممثلين، ولم يوجهوا ضربة مؤلمة للشعب الصحراوي مثله لما تم تعيينهم ممثلين في كندا بطلبهم اللجوء السياسي، بل مناضلين ومقاتلين قرروا أن يقوموا بحركة إصلاحية داخل البوليساريو، لتصحيح مسار رفاقه من القيادة العاجزة والأنانية بإرجاعها لجادة الصواب أو العمل على تغييرها، ولم تنفع معهم الرشاوى والمناصب المعروضة عليهم من القيادة... ولما فشل في ركوب موجتهم، بدأ يتاجر بهم، كعادته خلال سنواته الطويلة بالثورة، مثلما تاجر بالقضية الوطنية بكاملها، قبل ذلك، ويريد أن يبيعهم للقيادة بل وصلت به الوقاحة إلى درجة الدعوة لحلهم... فالبوليساريو خط الشهيد جاءت كتعبير عن طموح وآمال الجماهير الصحراوية أمام هذا القنوط والمستقبل الغامض الذي فرضته القيادة بعجزها عن إدارة الصراع مع العدو والأمم المتحدة خلال أكثر من 15 سنة من وضعية اللاحرب واللاسلم، ولن يستطيع لا هو ولا القيادة العاجزة عن حلها، ويا ليتهم يستطيعون كانوا فعلوها منذ زمن... أقول هنا للأستاذ بابا السيد، بأنه إذا كانت الجلدة تقبل في وجه الكتاب، فإن عليه كذلك أن يعرف، أن ابن نوح عليه السلام كان كافرا ولم ينفعه قربه من النبي الكريم عليه السلام... فعلى بابا السيد أن يتوب بصدق ويطلب من شعبه الذي جعل منه إنسانا متحضرا يعيش في العواصم الأوروبية، ويسافر بالطائرات في الدرجة الأولى، وله راتب شهري يتجاوز 5 الاف دولار، في الوقت الذي كان الشعب يعاني في الحمادة القاحلة، يجب أن يطلب من هذا الشعب الصفح والمسامحة لكي لا يحاسبه الشعب غدا أمام ربه، فالشعوب تمهل ولا تهمل.. فهو لا يمكنه ان ينسى عصر الفقر والمعانات، لما كان مجرد طالب بثانوية تيزنيت، يتوقف عند الحافلات المتوجهة نحو الطنطان لعل وعسى ان يشاهد صحراويا مسافرا يطلب منه درهما لشراء علبة سجائر من كازا اولامبيك. ( أخير الل كبظو الويل وكتلوا عن ذاك الل كبظو وطلسو.) وأذكره بأن فرنسا كما قال أصبحت هي العدو رقم واحد لهذا الشعب، فذلك ثمرة جهوده وكفاحه لما كان ممثلا للجبهة أكثر من 15 سنة في باريز، فمن حرث الرياح يحصد الزوابع.. كلمة أخيرة له ولأمثاله: إن مشكلة الصحراء الغربية مشكل سياسي وحله سياسي عن طريق المفاوضات المباشرة مع النظام المغربي الغازي اليوم أو غدا أو بعد مئة سنة. ومن يتجاهل هذا يعبر عن غباوة وسذاجة سياسية لا مثيل لها وللحديث بقية، وإن عدتم عدنا... والسلام على من إتبع الهدى بطل واحد هو الشعب، زعيم واحد هو الشهيد سعيد أصلوح الرابوني
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة