الأخبار -
أخبار وأحداث.
|
السبت, 31 أكتوبر 2020 23:19 |
بسم الله الرحمان الرحيم..
45 سنة مرت على بداية النزاع في الصحراء الغربية، خلفت التشرد والدماء والدموع، وتم إتفاق وقف إطلاق النار 6سبتمبر 1991، وبقيت الامور تراوح مكانها، خلال 30 سنة من وضعية اللاحرب واللاسلم، والقيادة تفرط في المناسبات الهامة التي كان يمكن لها ان تنهي هذا النزاع، خصوصا لما قررت القيادة سنة 1996 وباتفاق مع المغرب ان تجري لقاءا مع الملك المغربي على اساس عدم التحدث نهائيا عن الاستقلال، وذلك في محاولة من القيادة لإلهاء الشعب بلقاء مع الملك المغربي بعد ان ظلت القضية تراوح مكانها منذ 5 سنوات بعد وقف اطلاق النار، ولكن الملك المغربي الداهية، رفض إستقبالهم وبعث لهم بولي عهده والرجل القوي البصري، وعرض عليهم فكرة الحكم الذاتي تسلم عبره الصحراء الغربية للبوليساريو لتسيير الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والاعتراف بالمجال الثقافي االصحراوي والخصوصية التاريخية الصحراوية، وكانت الفرصة التي لا تعوض من أجل إنهاء هذا النزاع وإرجاع اللاجئين الى وطنهم ليعيشوا بكرامة ويستفيدوا من خيرات بلادهم وكفى الله المؤمنين القتال... وقد إعتبر العديد من اعضاء الوفد الصحراوي وعلى راسهم ايوب لحبيب ان هذا مكسب كبير يجب استغلاله على اساس خذ وطالب، ولكن القيادة بزعامة محمد عبد العزيز كانت تخدم اجندة الجزائر قبل مصالح الصحراويين، لهذا رفضوا العرض المغربي، ولم يستقبلهم الحسن الثاني بعد ذلك لما تاكد ان قرارهم ليس في ايديهم.... ربع قرن مرة على ذلك الحدث التاريخي والهام، والناس تعاني في ارض اللجوء وليس هناك مجال للحل ما عدا ما يريده المغرب، وجاء قرار مجلس الأمن يوم 30 اكتوبر 2020 ليؤكد ذلك، رغم بيانات القيادة ومحاولة الديك المنتوف قبل ذبحه من التصرفات عبر الربط المغربي وثغرة الكركرات، واكد ذلك ما جاء في بيان الولايات المتحدة الامريكية بعض المصادقة على قرار مجلس الأمن والذي يقول: نحن ننظر إلى خطة الحكم الذاتي المغربية على انها جادة وذات مصداقية وواقعية وتمثل مقاربة محتملة واحدة لتلبية تطلعات الشعب في الصحراء الغربية لإدارة شؤوؤنهم الخاصة بسلام وكرامة... إذن هذه الدولة العظمى أمريكا ولم تعد فقط فرنسا كما تقول قيادة البوليساريو، وامام هذا الوضع هناك قيادة عاجزة وفاشلة وفاسدة وليس لديها قرار الحرب وبياناتها خلال ثلاثون سنة لم تغير من الواقع شيئا وإنتصاراتها الوهمية دفعتنا من وضع سيء إلى اسوأ... وحتى إذا وافقوا اليوم على ما عرضه عليهم الملك منذ ربع قرن فلن يكون لهم، بل سيكون عبر انتخابات لكل الصحراويين واكيد ان القيادة الحالية ستكون هي اول الخاسرين نظرا لجرائمها وتاريخها الأسود فيما يتعلق بالانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، وهناك يجدون انفسهم امام موقف تاريخي إما ان يكونوا رجال سلام ويعلنوا الحقيقة للجماهير التي خدعوها بكذبهم خلال هذه السنوات الطويلة، من انهم لا قرار لديهم للرجوع للحرب وان ليس لديهم بناءا على مصالح الجزائر سوى البقاء في لحمادة الى ما لا نهاية له وبذلك يبرؤون انفسهم ويتركوا للصحراويين بالمخيمات الإختيار بين البقاء في لحمادة او العودة للوطن، او يواصلوا الكذب على الناس وخداعهم بالانتصارات الوهمية وبالتالي يحكمون على انفسهم بانهم مجرمي حرب وسيلعنهم التاريخ والاجيال القادمة... هذه هي حقيقة الواقع الموجود في الميدان ولا مجال للتهرب منها فليس هناك لا إستفتاء ولا تقرير المصير ولا إستقلال، كل ما هنالك هو الحكم الذاتي للصحراويين بالصحراء الغربية، وهي اخف الضررين، او البقاء في ارض لحمادة إلى ما لا نهاية له وذلك يخدم الجزائر والصحراويين من اصول جزائرية، وستبقى القضية تراوح مكانها، وتتحول الثورة الى ثروة، وتتحول معاناة الشعب إلى عملة مقايضة في إطار الصراع بين المغرب والجزائر من اجل الهيمنة على المغرب العربي...
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة