أمعيجينة .. أم ثكلى كانت من مظاهر العيد في ولاية السمارة، تخرج بعد كل صلاة عيد لتلعن القيادة، لكنها اختفت في الاعياد الاخيرة بعد أن كانت من مظاهر كل عيد، وشخصيا دأبت على انتظار خروجها بعد انتهاء الصلاة، لكن أصبحنا نفتقدها مؤخرا
في البداية عيد مبارك للجميع أعاده الله علينا و عليكم بمزيدا من اليسر و البركة و الثبات و الصمود .
العيد مناسبة سارة لجميع المسلمين، و لكن يختلف الأمر بالنسبة للأم أمعيجينة، فبالنسبة لها يوم العيد هو يوم تلتقي فيه بكل المشتركين في قتل أبنها بشكل أو بآخر ماثلين أمام وجهها يقهقهون و يتبادلون التهاني.
دأب سكان ولاية السمارة منذ عشرات السنين على رؤية أمعيجينة مع صلاة كل عيد وهي محاطة برجال الدرك و الشرطة و الأمن، محاولين ثنيها عن نيتها، و هي تصيح بعبارات الخزي والعار و اللعنات في وجه قاتلي ابنها ذو الثلاثة عشر ربيعا ، بتهمة الفرار من المدرسة.
تكون صلاة العيد الرسمية دائما بولاية السمارة و تأتي أمعيجينة لساحة صلاة العيد بنية الصلاة ، ولكنها ما أن ترى كوكبة الرئيس و قيادته يتبعونه الى الصف الاول حتى تخرج عن إرادتها و عن صمتها ، فتصيح متجهة اليهم ، و في مرات تستعمل الحجارة لرميهم من بعيد مما يستدعي تدخل القوة العمومية لكبح جماح الام الثكلى التي لم تحتمل رؤية اليد التي قتلت ابنها و هي ترتفع لتحيي جموع المصلين، فتشعر انهم يقولون لها لقد نجونا بفعلتنا .
تعود القصة الى ثمانينيات القرن الماضي حين فر بعض الاطفال من مدرسة 12 اكتوبر للأشبال، نظرا لظروف المعيشة والإهانة التي يتلقونها على يد مدربيهم، متجهين صوب ولاية السمارة لتتعقبهم سيارة المدرسة ( يقودها مستشار لدى الرئيس حاليا كان مدير المدرسة حينها وهو الجلاد حم ولد افريطيس المعروف باحجيبة ) و تعود بهم ليتم تعذيبهم أيما تعذيب بإشراف الجلاد شخصيا، حتى لفظ احدهم أنفاسه الأخيرة تحت التعذيب .
لم يتم إخبار ألأم بمقتل ابنها، ولكن بعودة الاطفال الى المخيمات في العطلة الموسمية لم يأتي أبنها فسألت عنه اصدقاءه فأخبرها أحدهم أنه عذب حتى الموت ، فجن جنونها و حين ذهبت لتتأكد اخبرتها الدولة أن ابنها مندس و عميل و قام بالفرار من المدرسة و أنها إن كانت مناضلة عليها أن تكافئ الجبهة الشعبية لقتلها ذلك العميل ، ثارت الأم الثكلى أمعيجينة، واسمعتهم ما استطاعت من السخط والنقد، وليس لديها ما عدا لسانها، و لكن بعض القياديين اتهموها بالجنون و أمروا بأرسالها لمستشفى الامراض العقلية في مدرسة 12 اكتوبر ( نفس المدرسة التي مات فيها ابنها ) فخافت أمعيجينة فخففت مع الوقت من ثورتها .
لكنها مازالت لا تحتمل منظر قاتلي ابنها و هم يتوسطون الصف الأمامي لصلاة العيد فتخرج اليهم لإبلاغهم رسالة مفادها أنها ليست أمعيجينة من يغفر قتل ابنها وأن حقها لا يسقط بالتقادم و تحمل المسؤولية للرئيس و كل من شارك في قتل ابنها او في التستر على مقتله، و من يومها دأبت على ذلك حتى بتنا نعرفها وباتت من مظاهر العيد وطقس من طقوسه.
لكننا افتقدنا الام أمعيجينة مؤخرا، فقد غابت في السنوات الاخيرة عن مشهد الاعياد، فمن يمكنه أن يطمئننا عليها و عساها تكون بخير و صحة ؟.
الام معيجينة لا يمكن لأي كان أن يتهمها بالخيانة، ويعرفها الجميع بولاية السمارة تتقدم كل انشطة دائرة الفرسية و علمها لا يفارقها كما في الصور، هذه المرأة التي يضع كثيرون منا صورتها في صفحاتهم وتظهر في وسائل الاعلام الالكتروتية والورقية كصورة تخدم النصوص النضالية و نصوص مشاركة المرأة الصحراوية هي الام أمعيجينة، و ماكان ظهور امعيجينة ليتكرر في صور كل الاحداث لو لم تكن مناضلة من نوع خاص، فأمعيجينة حتى بعد أن اصابها الوهن ظلت دؤوبة على حضور كل فعل وطني و المشاركة في كل فعل نضالي حتى والوقفات ضد جدار الذل كانت أمعيجية تنتقل الى هناك رغم كبر سنها. أمعيجينة هي رمز لمئات النساء الثكالى الذين قتلت هذه القيادة الفاسدة وجلاديها ابناءهم تحت ستار الإندساس والخيانة، وإن نجو اليومن فمن ينجيهم غدا من غضب الله، والعياذ بالله.
منقول وبتصرف...
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة