إنضم المغرب إلى الإتحاد الإفريقي، ودخل هافانا العاصمة الكوبية، ويحاول دخول جوهانسبورغ عاصمة جنوب افريقيا بعد ان تجول في ابوجا العاصمة النايجيرية، وهذه من اكبر العواصم المؤدية والمناصرة لجبهة البوليساريو‘ وقيادة البوليساريو بالربوني ما زالت عاجزة عن حتى تعيين اعضاء السلك الديبلوماسي الصحراوي منذ المؤتمر الرابع عشر... بعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وهافانا، والتي كانت مقطوعة منذ قرابة أكثر من ثلاثة عقود، ورغم ما تشكله عودة هذه العلاقات من إعلان ضمني عن تسليم المغرب بالامر الواقع والقبول بفتح سفارة الى جانب السفارة الصحراوية بهافانا، مما يشكل انتصاراً للشعبين الصحراوي والكوبي كما قال السفير المنتدب المكلف بامريكا اللاتينية والكاريبي؟؟؟.. .
لكن الاعلان الرسمي عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين كوبا والمملكة المغربية قد يعني ان قواعد اللعبة في الكاريبي وامريكا الجنوبية قد تغيرت، لان الاحتلال سيعمل على التأثير على التضامن الكوبي ومنطقة امريكا اللاتينية مع القضية الصحراوية انطلاقا من قلعة هافانا التي ظلت حصينة على مدى أكثر من ثلاثة عقود في وجه محاولات التغلغل المغربية.
فالاعلان الذي تم بمقر البعثة الكوبية الدائمة بالامم المتحدة اتى بعد مفاوضات طويلة دارت وراء الستار وربما بوساطة خارجية من اجل التمهيد للاعلان المشترك لعودة العلاقات المغربية الكوبية، وتحدثت وسائل اعلامية عن دور سعودي في القضية، لانه في الوقت الذي كان فيه ملك المغرب يتواجد بمنتجع سياحي بكوبا، كان نائب الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، في زيارة لم يعلن عنها للمملكة العربية السعودية، بحثا عن الاستثمارات الخليجية، وتحدثت مصادر صحفية في وقت سابق ان الزيارة لها علاقة بوساطة تلعبها الرياض من اجل اعادة العلاقات بين الرباط وهفانا، وهو مايتناقض تماما مع تطمينات الدبلوماسية الصحراوية. حتى أتى الاعلان المفاجيء للرأي العام الصحراوي عن تغلغل العدو خلف خطوط الأصدقاء، و وسط تصريحات القيادة بنصر متبادل كلما كان هناك موطئ قدم للعدو في حصون كانت حكراً للدبلوماسية الصحراوية. وهذا يذكرنا بالدول الخمسة من امريكا اللاتينية التي سحبت إعترافها بالجمهوريةسنة 2010 تسحب اعترافاتها جماعيا في دلالة خطيرة تطرح اكثر من علامة استفهام؟ لا يستحي بعد قادتنا ومسؤولي وزارة الخارجية الصحراوية من نعتها بأنها مجرد دويلات صغيرة، احجار منسية في المحيط، لا قيمة لها ولا تأثير ، متناسية انها ايام اعترافاتها كانت تسوق على ان اعترافاتها مكسب ونصر، والإذاعة الوطنية تعلنه مع الموسيقى العسكرية وتقدم نبذة عن تاريخ كل دولة على حدة، و ان القيمة المعنوية و السياسية لإعترافاتها حينها اقل تأثيرا سياسيا و ديبلوماسيا و معنويا من خطورة ما يمثله وقع سحب اعترافاتها جماعيا الان؟ كما ان صوتها داخل الامم المتحدة كصوت، يحسب صوت كأي صوت… امريكا، فرنسا، روسيا، اسبانيا، بريطانيا، تيمور الشرقية، تشاد، اندورّا بحكمها الذاتي؟ الفاتيكان رغم انها لا تملك دبابات بمقاييس ستالين ؟ ان هذه الدول الخمسة هي اعضاء في تكتلات دولية تضم دول صديقة لنا مهمة و حيوية في امريكا اللاتينية: كوبا، فينزويلا مثلا ؟ هل تعلم خارجيتنا العتيدة ان هذه الدول كانت تتزود بالبنزين الفنزولي اشافيزي بأسعار جد رمزية ؟ مثلما تتزود قايادتنا شهريا ب3 ملايين دولار من كاراكاس... و ماذا تعني هذه من دلالات اذا كان عملنا الوطني عموما و الدبلوماسي خصوصا يقوم على قواعد وخاضع لمنطق ؟ هل تعلم خارجيتنا و دبلوماسيتنا ان هذه الدول معروفة بأنها على صعيد العلاقات الدولية تأخذ مواقفها من القضايا بشكل جماعي اي كوكبة واحدة ؟ و بالتالي المجهود مع واحدة منها يجزي عن الكل ؟ في وقت مجهودنا على صعيد الوحدة الإفريقية بأسره التي نحن عضو فيها، يتطلب التعاطي مع كل دولة على حده ؟ هل هذه الدول او الدويلات الخمسة اهم منها ان نرمي بكل ثقلنا على دبلوماسية المقاطعات الإسبانية ؟؟ و بالتالي فان لقاء ات رؤساء هذه الدول او الدويلات و احترامها و تثبيت و تثمين اعترافاتها؟ اهم منه دبلوماسية المجتمع المدني الإسباني ؟ هل الاولية الاجدر هي لتثبيت و توسيع دائرة الإعترافات الدولية، من خلال دبلوماسية نشطة فاعلة و فعالة و مرجحة ؟ أم الاولية لدبلوماسية المنظمات الجماهرية و التوأمات مع المقاطعات الإسبانية و انحصار افق الرؤية في حدود ريع التسول المقنع الذي يكشف مستوى التناقض الصارخ، من جهة منظماتنا الجماهرية تعتمد قساوة الواقع واللجوء والحاجة و شح امكانيات اللاجئين (وهذا صحيح)، في حين رسلهم يرتدون أو يرتدين ثيابا و حلي و ساعات و عطور و ادوات زينة من اخر صيحات الموضة العالمية !؟ في تناقض قاتل لا يستوعبه عقل ؟
بعد الاتحاد الإفريقي ها هو المخزن يحط رحاله في الكاريبي، هدف من شباك هافانا لكن المسؤول الأول عن الحفاظ على علاقتنا مع دول أمريكا اللاتينية يصفه بنصر محقق لنا وللدولة الكوبية في آن واحد، فماهي معايير النصر في نظر القيادة الصحراوية؟. هذه القيادة التي لم تعترف مرة واحدة بالفشل او الهزيمة طيلة 40 سنة من تواجدها على كراسي السلطة...
قرار هافانا باعادة علاقاتها مع الرباط وان كان قراراً سيادياً للدولة الكوبية الا ان توقيته يعتبر رسالة للطرف الصحراوي تحمل معاني كثيرة، وتتطلب اعادة النظر في العلاقة القائمة مع هافانا وضرورة تقييم عمل أكبر سفارة صحراوية بامريكا اللاتينية، والاجابة عن السؤال : هل ماتقدمه هذه السفارة للقضية الوطنية يوازي ماتستهلكه من ميزانية بالعملة الصعبة سنويا على حساب الخزينة العامة؟؟؟.
خيبة كوبا الجديدة تأتي في وقت أضحت فيه التعيينات في الخارجية الصحراوية أشبه بعقدة ينتظر الكل حلها بشكل ينهي الإنتظار الممل لسفرائنا وممثلينا في مختلف القارات ، إنتظار إستغله العدو لتحقيق أهداف في ملعبنا، فهل تحل الخيبة الجديدة عقدة التعيينات أم أن حروب الأقطاب المستعرة حول التعيينات الدبلوماسية أكثر تعقيداً من أن تحلها الخيبة التي تتطلب وقفة حقيقية لتقييم خطوة العدو الجديدة ؟.
بخطى متسارعة يزحف العدو على قلاع ظلت حصينة لنصرة قضيتنا، فيما تسوق القيادة الوهم وتبيع الأحلام وتحاول تغطية الفشل بغربال الحديث عن ثبات الموقف الكوبي من القضية الصحراوية، فقبل زيارته السياحية لكوبا نفت القيادة الصحراوية وجود نية في إمكانية دخول المغرب إلى الخليج الكوبي المحصن، لكن الأيام أثبتت أن رهان القيادة كان على حصان خاسر، فمن يتحمل المسؤولية عن النكسة الجديدة؟ ام أن ابواق القيادة كفيلة بتحويل الخيبة الجديدة الى إنتصار؟. ونحن في شهر ابريل ومن نصر إلى نصر بالمفهوم القيادي للنصر...
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة