الأخبار -
أخبار وأحداث.
|
الجمعة, 11 مارس 2016 18:55 |
منذ بداية النزاع في الصحراء الغربية، تتوالى الضربات ما بين النظام المغربي والقيادة في البوليساريو ، خصوصا بعد إستشهاد الولي رحمة الله عليه... بعد الإنقلاب في موريتانيا، رفضت الجزائر ان تتسلم الأمم المتحدة الجزء الجنوبي من الصحراء الغربية، الذي كانت تديره موريتانيا بناءا على إتفاقية مادريد الثلاثية، لكي لا تكون هناك منطقة للصحراويين فيها حرية الحركة، بعيدا عن الحدود الجزائرية، لأنها ستكون نواة لأي معارضة للقيادة او لتدخل الجزائر السافر في الشؤون الداخلية للبوليساريو والصحراويين، لهذا لم يجد الصحراويون الغاضبون على بطش وتسلط القيادة بقيادة المقاتل محمود وولد مومو وغيرهم من الصحراويين من سكان ارض موريتان، مكانا يلجؤون إليه غير موريتانيا، والذي رفض ولد هيدالة إستقبالهم بل سجنهم، وحاول تسليمهم لولا رفض بعض الضباط السامين الموريتانيين، وقد أدى ولد هيدالة بذلك خدمة للقيادة لن تنساها، ولكن اقل ما جازته به، هو أنها إتهمته بخلق شبكة من الجواسيس الممولين من طرف فرنسا، لتخريب البوليساريو خلال المؤتمر الخامس، والتي ذهب ضحيتها المئات من اولئك الشباب الذين لم يستطيعوا الفرار مع من فر نحو موريتانيا، او تراجع لما علم بان ولد هيدالة قد إعتقلهم ما بين ودان وافديرك، وبهذا ادو خدمة للمغرب الذي سيطر على كامل التراب الصحراوي بدخوله مدينة الداخلة. البوليساريو تعقد مؤتمرها الرابع جنوب التندوف، وتعلن في وسائل إعلامها انها تعقده في اودي الناصر، الذي سيتعرض أياما متتالية لقصف الطيران المغربي... لما إستخدمت البوليساريو السلاح الحديث الذي تبرع علينا به القذافي رحمة الله عليه: الدبابات وناقلات الجنود والمدرعات، وراجمات الصواريخ ومدافع الميدان، وصواريخ سام لمختلف الإرتفاعات، وسقطت الكلتة واكثر من 3 طائرات دفعة واحدة، قال الحسن الثاني في خطابه، ان البوليساريو تملك اسلحة وعتاد لا تملكه العديد من الدول الإفريقية المستقلة منذ زمن، واعطى دفعة للقيادة كانت في امس الحاجة إليها للتستر على الصر اع داخل اللجنة التنفيذية بين عمار والبشير، واعترفت العديد من الدول الإفريقية ودول العالم الثالث بالجمهورية الصحراوية، التي اصبح الملك المغربي يخاف من اسلحتها الحديثة... في وقت كانت فيه السجون السرية لقيادة البوليساريو، تعج بالمختطفين، والشعب يتساءل همسا عن مصير ابنائه، تفاوض المغرب مع البوليساريو في باماكو، وبعد ذلك بالطائف واعطى نفسا للقيادة بالبوليساريو كانت في امس الحاجة إليه... اكتوبر 1988، إندلعت الإنتفاضة بالمخيمات ضد القيادة في قمة ما يعرف بالصراع على السلطة بين اعضاء القيادة، ورجعنا كمجموعة من القبائل تتناحر بينها تحت مسميات سياسية، تماما مثلما وقع في اليمن الجنوبية، قبيل نهاية النظام الشيوعي لسالم ربيع عالي ورفاقه، فاستقبل الحسن الثاني رحمة الله عليه قيادة البوليساريو بقصره بمراكش، واعطى إكسير حياة من جديد لقيادة كانت تترنح بين السقوط والموت البطيء، واعاد الحياة للقيادة من جديد... بعد ذلك، وافقت القيادة على وقف إطلاق النار من دون ضمانات او سحب القوات والإدارة والمستوطنين كما كانت تطالب به من قبل، وحتى من دون اسئلة الصحراويين بالمخيمات. واعطت للحسن الثاني سلاما كان في امس الحاجة إليه، بعد حرب إستنزاف عبر الجدار الرملي تكلف الخزينة المغربية مليوني دولار يوميا... القيادة واصلت تعنتها وتمسكها بالسلطة عبر مؤتمرها السابع، وذلك ما خلق نزيفا بشريا هائلا، دفع بالاف الصحراويين، بما فيهم قياديين كبار التوجه نحو المغرب، ولم يقم المغرب باستغلالهم للقضاء على تمثيلية البوليساريو للصحراويين، والآلاف نحو موريتانيا والجزائر واسبانيا، وكان خدمة جليلة قدمتها القيادة للمغرب لم يكن يحلم بها ولم يحسن استغلالها في كسب عطف وثقة ومحبة الصحراويين... وفي الوقت الذي كانت القيادة في صراع مع اول معارضة ضد القيادة، خط الشهيد، وبعدها معارضة شباب الثورة، وتبحث عن مبررات واهية، تقدمها للشعب ضد معارضة ابنائهم... اعطتهم السلطات المغربية نفسا جديدا، عبر الخطأ الذي ارتكبوه مع الحقوقية أمينتو حيدار، ولعبت عليه الجزائر والقيادة ووجدت من خلاله متنفسا لها ضد المعارضة التي بدأت تزعجهم وتفضح جرائمهم امام الجميع... المؤتمر 12 والقيادة في وضع حرج لا تحسد عليها والجميع ينادي بمحاسبة القيادة ومحاكمتها وتغييرها، عُـقد الكوركاس بمدينة اسمارة، وزواج ولد جولي بلحفيرة المنظم من طرف خليهنا ولد الرشيد، واقامت الدولة المغربية، ما يعرف بإجتماع اكجيجمات، الشيء الذي وحد الكل ضد العدو الخارجي واستغلته القيادة الفاسدة للبقاء في السلطة... قيادة البوليساريو ادت خدمة جليلة للمغرب عندما اطلقت سراح الأسرى، وحولتنا إلى مشكل إنساني، اي مشكل لاجئين لا بد من توفير الغذاء والملبس لهم... السيد روس، زار المخيمات، والتقى بانواقشوط، بزعماء المعارضة الصحراوية خط الشهيد، الذين فضحوا له الاعيب ومناورات القيادة، وزار المناطق المحتلة وألتقى بالصحراويين المعارضين للمغرب، واصبحت لديه صورة شبه واضحة عن الصراع وعن المستفيدين منه والمتضررين، وبدا يركز في علاجه للمشكل على الجانب الإنساني للنزاع، وضرورة جمع الشمل للعائلات الصحراوي المشتتة منذ قرابة 40 سنة، وبدأت القيادة ومن ورائها الجزائر تخاف بان الممثل الخاص، سيحول النزاع من نزاع تصفية إستعمار إلى نزاع إنساني ووضعية لاجئين لابد من إيجاد حل لها... فحاربه المغاربة ودفعوه للإرتماء في احضان القيادة ومن ورائها الجزائر...
المؤتمر المسرحية الأخير لقيادة البوليساريو والذي كان فضيحة، خلف تذمرا وثورة لدى الشباب الصحراوي بالمخيمات، ضد ما اسموه إمارة محمد عبد العزيز وزوجته جنوب التندوف، وينبئ ببركان متفجر ضد قيادة لا تريد ما عدا السلطة وإمتيازاتها ضد شعب يعيش في ظروف مأسوية رهيبة، وجاءت زيارة الأمين العام الأممي السيد بان كي مون، بداية مارس 2016 والذي حاولت القيادة ان تجعل منه الحل السحري على غرار سنة الحسم، والمؤتمر التاريخي وغيرهما من محاولات القيادة الفاسدة بيع الأحلام لشعبنا البريء تحت الخيام. فشلت القيادة التي كانت تريد ان تستقبل الأمين العام ببلدة بئر لحلو لتوهم العالم باعتراف الأمم المتحدة عبر امينها العامة بالدولة الصحراوية، حيث تفطن روس، وقد نبه لها خلال زياراته الماضية، للعبة، فقال لهم الأمين العام اللقاء مع القيادة في الربوني، اما زيارة بئر لحلو فهي فقط للقاء مع قوات المينورصو التابعة للأمم المتحدة بعيدا عن تسييسها، وانتهت الزيارة بفشل ذريع لهذه القيادة في فرض الأمن او تنظيم الزيارة بمخيم السمارة، حيث فرضت الفوضى وقلة الأمن والنظام، الذي كان ضحيته طفلة دهستها سيارة من الوفد الأممي، نقلت على إثرها للمستشفى، وهذا ما دفع الأمين العام للرجوع مباشرة لطائرته المروحية للتوجه نحو الربوني للقاء قيادة البوليساريو هناك... وما كانت الزيارة لتخلف شيئا يذكر، لولا بيان الحكومة المغربية ودعايتها ضد الزيارة وصاحبها، مما حرك الملف إعلاميا واعطى لقيادة البوليساريو فرصة الركوب عليه وإظهار ان المغرب، ضد الأمم المتحدة، بل في مواجهة العالم، واصبحت زيارة روس حديث العام والخاص، وكل ذلك مرتبط بالنزاع في الصحراء الغربية، وذلك ما استغلته القيادة، واعتبرته خدمة مجانية من طرف المغرب، لم تكن تحلم بها...
فعبر هذا التاريخ الطويل بالله عليكم من يخدم من؟
قيادة البوليساريو والحكومة المغربية، ام انهم مجمعين على بقاء النزاع إلى ما لا نهاية له بما يخدم مصلحتهم أجمعين.. والضحية النساء والأطفال والكهول الذين يعانون تحت الخيام اكثر من 40 سنة... التاريخ لن يتاخر طويلا في الإجابة على هذا السؤال المحرج...
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة