يعتلي قادتنا السياسيون المنابر من رئيسهم لهرمهم موجهين خطابات حماسية ونضالية تطالبنا "نحن ابناء الشعب الصحراوي بالمناطق المحتلة" بالمزيد من الصمود والمزيد من التضحية. مزيد من الطرد من المؤسسات التعليمية على حساب الوطن. مزيد من قطع ارزاقنا من لدن الاحتلال لمجرد اننا نطالب بحق اسمى واقدس من رغيف خبز مجفف. مزيد من إسالة الدماء وذرف الدموع . مزيد من الاذلال في شوارع اضحت مسرحا للسحل وسب الشيوخ الوقورين. مزيد من طوابير "السجون " .
كلها خطابات طالما ولازالت تجد اذان صاغية من لدن الشعب الصحراوي بالمدن المحتلة. كما انها ستدخل من اذن ولن تخرج من الاخرى بتاتا. ليس رغبة في ارضاء زيد او عمر"الرابوني" بقدر ماهي ارضاء لارواح شهداء اكملو القول بالفعل في ميادين الشرف والجهاد من اجل الكرامة والحرية واخذنا على عاتقنا حمل المشعل حتى قبل ان نلج هذه الدنيا.
اليوم تاتينا الاخبار فرادا وجيوشا من مخيمات العزة والكرامة تارة عن فساد وتارة عن اختلاس واخرى عن صراعات بين المواطن والاطار. ووصل الامر ذروته ليصل الى حد مظاهرات ترفع فيها اعلام الاحتلال ويظهر فيها اناس ملثمون يطالبون محاسبة القيادة، والذين لااشك بتاتا انهم خونة وموالون للاحتلال. لكن كل هذا لن يجعلنا نصمت ولانساءل القيادة عن شعبنا الذي بدأنا نحس تدريجيا انهم المسؤولون عما يحدث له هناك، واننا ايضا متاكدون كل التأكد انهم مناضلون شرفاء و اوفياء وانما نسال من باب المثل الحساني (سول عن خوك اشزاد عليه امال اللي فيه الافيه)
من المدن المحتلة نسال :
هو سؤال واحد ستتفرع منه اسئلة كالجمر، مالذي يحدث لأهالينا من لدن القيادة؟ لماذا توجد هوة بين المواطن والاطار ؟
هل سكوتنا نحن اهالي المناطق المحتلة عن واقع شعبنا هو الحل ؟ السنا نحن وهم جسم واحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى؟ اليس حري بنا ان نقف وندعو القيادة لتقديم تفسير منطقي عما يحدث؟ ام ان سفرائنا اكتفوا برحلات اسجمامية و"دراريع" وبضع دولارات مقابل الصمت وعدم الاستنكار؟ مالفرق بين ناشطينا الذين بعثناهم او بالاحرى جلبوا اختياريا من لدن القيادة وبين من تعطى له "كارطية" للسكوت وعدم المطالبة بتقرير المصير؟ اليست كلمة "الحق" تبقى حقا كيفما كانت ؟
الا نشعر اننا نخذل شعبنا في المخيمات ونحن لانندد بما يحدث لهم من اختلاسات واكل ارزاقهم ومؤنهم التي تبعث لهم من طرف متعاطفين اجانب؟ الى متى ونحن نغض الطرف ونغمس رؤوسنا في التراب كما تفعل النعامة ؟
متى سندرك الحقيقة الساطعة ان الوصول لهدفنا وهو "الاستقلال" رهين باصلاح بيتنا الداخلي اولا؟.
ضحكنا واستهزأنا بالامس بحركة 5 مارس الشبانية وقلنا لهم ان "الشيباني التاكي ايشوف الي ما شاف افكراش الواكف" ناسين او متانسين " "إن سر وجودنا، وسر مكاسبنا.. أسباب الوجود والمكاسب، أسباب الكرامة والإحترام، هي حقيقةٌ واحدة اسمها الشعب". وزعيمنا الازلي هو من قال ذالك
طعنة هي اذن من الخلف تلك اللتي تطالنا في اهالينا بالمخيمات، طعنة توجه الينا حتى قبل ان نطعن من الامام من لدن المحتل، رجائنا ان ترآف قيادتنا بشعبنا وان تعطي كل ذي حق حقه وان تقف عونا وسندا لهم لا ثقلا وحملا على كاهلهم المرهق اصلا
رجائنا ان تمد يد الرآفة اليهم وان تسهل عليهم كسب الرزق الحلال .
فقوة الانتفاضة تستمد من اللجوء ورغبة النصر تنتابنا حينما نحس ان اهالينا بايادي امينة.
تحية خالصة الى اهالينا بالمخيمات ورجائنا من الله العلي القدير ان يجمعنا في وطن حر ومستقل ينسينا بطش الاحتلال وغدر الصديق وشماتة الاعداء.
وعذرا للقيادة ان كنت تجاوزت الخطوط الحمراء بالنسبة لهم والا خطوط بالنسبة لي القلم الصحراوي .
بقلم : مواطن صحراوي من العيون المحتلة / حي الزملة الصامد. –
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة