الأخبار -
شهداء القضية.
|
الثلاثاء, 22 يناير 2013 17:22 |
الشهيد الولي مصطفى السيد، مؤسس الثورة، ومحقق الوحدة الوطنية، ومعلن الجمهورية، وشهيد القضية...
الأحد 07 مارس 2010
لقد عاش الولي، تربى وترعرع وسط عائلة معظم أفرادها ما بين شهيد وجريح، سواء في حرب المقاومة أو جيش التحرير أو الثورة الحالية، ولا غرو أن يرث الشهيد من ثلته حب الجهاد والاستشهاد...أما الولي فقد كان عبقريا في كل شيء، في بعد نظره وتحليله ورؤيته للأشياء. تجلت عبقريته في نباهته وفطنته التي ظهرت في عمر مبكر جدا لقد كان عقله أكبر من عمره، كانت شجاعته وجرأته مضربا للإمثال، وصبره وجلده لتحمل مشاق السفر مشيا على الأقدام يتذكرها جيدا كل رفاقه الذين عاشوا معه
سنوات الثورة الأولى ضد الإستعمار الإسباني. عبقريته تجلت في تفوقه في الدراسة على أقرانه، رغم أمية المحيط العائلي وتخلفه ثقافيا وتقنيا. وبرزت في درجة الإقناع والمجادلة والخطابات النارية. فقد كانت كلماته أشد وقعا من الرصاص... كانت فكرة الثورة والاستقلال موجودة لديه منذ سنة 65 وعمره 17 سنة. كانت ثقته وقناعته في الصحراويين، أينما تواجدوا، كبيرة. كان يتعامل مع الجواسيس الصحراويين ويختلط بهم ويحاول تعبئتهم ولا يحملهم المسؤولية، بينما يحملها لمن كان سببا في ذلك ألا وهو العدو: الاستعمار والرجعية.. عبقرية الولي تتجلى في إيمانه بانعدام المستحيل، ونظرته الثاقبة ذات الأفق الواسع، والقدرة الفائقة على الإقناع، نتيجة لقوة الإيمان، ووسع الثقافة، والقدرة على تقديم الحجج، والصدق في الهدف والتشبث به، وامتلاك لغة الشعب، وكأنه لم يعش لحظة واحدة خارج المجتمع. صلابته في الصعاب وتجلده تحت التعذيب: في السجن للمرة الثانية بالطنطان كان محمد سيداتي قد فتح نقاشا حول الصراع بين الصين وروسيا، وتأثيره على الصحراء، وفي ذك الوقت دخل الجلادون، وخرجوا بالولي للتعذيب، ثم أرجعوه فاقد الوعي، ولما استعاد وعيه سأل ولد سيداتي: هل أنهيت وجهة نظرك؟. كان الولي عبقريا عندما رد سنة 73 على بعض رفاقه من الطلبة الجامعيين الذين دافعوا عن عدم نضج الظروف الموضوعية والذاتية للثورة، وضرورة مواصلة الدراسة، قائلا لهم: الشهادة المدرسية من أجل حكم الصحراويين، في هذه الحالة الإسباني والصحراوي متساويان، ماذا سنقول لهؤلاء الضعفاء والفقراء والمساكين والأميين إذا تساءلوا عن تراجعنا، فالموقف التاريخي والرجولي هو الانتقال من مرحلة النضال السلبي إلى مرحلة إيجابية وشمولية كافة مناطق تواجد الصحراويين والانتقال بهم إلى الكفاح العسكري المعروف لدى الصحراويين، وليست المظاهرات التي تعد جديدة بالنسبة لهم. فهم يعرفون الجراح والشهادة والدماء ويثقون فيها... وعبقرية الولي لايمكن أن نتحدث عنها بمعزل عن مسألة العمر وقصر التجربة. ففيه تجسدت العظمة في السلوك والممارسة، فقد جمع بين الخطاب التحريضي في الداخل والمرونة والنضج في التعامل والمفاوضات مع الدول: إسبانيا ومع المخطار ولد داداه. لقد قال للمخطار ولد داداه في آخر لقاء له معه: الصحراء وموريتانيا كبيضتين في عش واحد، إذا ضرب العش بحجر سيضر الاثنين معا، ويحب أن تتأكد من ذلك... فحصيلة عمره القصير هي خلق وتجميع كافة أسباب النصر، وإقامة الأسس في كل ميدان: تجميع رأس المال الذي لا ينقصه إلا التصريف الجيد: قاعدة شعبية منظمة ومؤهلة، جيش منظم، تحالفات صلبة أساسية ورئيسية، وإعلان الجمهورية. لقد خلق كافة أسباب النصر إذا ما دبرت الأمور بالطريقة المثلى. لم يتدرب أو يدخل مدرسة عسكرية، ومع ذلك نظم الجيش وشارك في العمليات العسكرية. فعملية أنواكشوط رسالة سياسية حققت أسطورة تاريخية لا تبلى ولا تنفذ، تمنع العدوان على الأجيال القادمة.. وتحصن شعبنا بخلق أسطورة الإنسان الصحراوي الممتاز، ومواجهة الكثرة بالأقلية. أما اقتحامه لعين بن تيلي فقد كان قمة الشجاعة والإقدام... كان الولي عبقريا في أحاديثه، فمع الإنسان البسيط يتحدث بلغة بسيطة، ويبتعد كل البعد عن اللغة السياسية المعقدة، ويقنعه بالاستدلال بالأشياء المحيطة به. وحين يتحدث مع الشيوخ يتكلم لهم عن التاريخ، والبطولات، أما مع السياسيين فله لغة أخرى تماما، فهو يكلمهم بلغة العصر.. كان رجلا مناسبا لكل شيء، ويتعلم كل شيء. عبقريته تتجسد في تواضعه للناس وهو رفيع. لقد قال لي أحد الضباط الجزائريين، الذين عرفوه عن قرب خلال الثورة: الولي رجل لن يتكرر مرتين، حالة فذة ونادرة، معجزة ظهرت فجأة وانطفأت، لن تجدوه في أي مكان، لا يوجد له مثيل في العالم.. كان يستطيع أن يقود العالم لو عاش. لقد عشت مع أتشيكيفارا وهو معروف كقائد ثوري عالمي، لقد كان له حرسه الخاص، كان يدخن السيجار الفاخر. عرفت أيضا سامورا ماتشيل وأكوستينو نيتو ومجموعة كبيرة من الثوار، والزعماء الفلسطينيين. لكن الولي كان فريد زمانه في كل شيء، كان يقود السياسة ويصنعها. لقد إستشهد لإنه كان يتكلم كثيرا عن ضرورة التضحية بالدم، وقال إن الأنظمة المتعفنة لن يقضي عليها سوى الدم البطل. وفعلا أراد أن يكون مثالا في الإستشهاد. كان يقول لا نستطيع أن نتكلم عن التضحية، وإنما يجب أن نقود الشعب إليها.. الولي رجل لا يخفض رأسه أبدا، رغم طول قامته، رأسه دائما مرفوع في السماء، حين يتكلم وحين يستمع. لقد قال لي مسؤول جزائري عرف الولي عن قرب: إنني لا أستطيع أن أنسى أبدا الكلمات التي قالها لي الولي عندما أحتل المغاربة الصحراء. نحن لا نكافح من أجل أنفسنا، ليس لدينا ما نخسره، لكن المنطقة كلها ستندم، في حالة احتلال المغرب للصحراء.. نحن لا نملك القصور ولا المصانع، وإذا احتل المغرب الصحراء، لن يمنعنا من أن نتوسد الرمال ونبيت في العراء كالعادة، ولكن دول المنطقة في خطر... ودائما حسب المسؤول الجزائري، لم أراه نائما في النهار أبدا، رجل عجينة، يتلاءم مع أي شكل، لا يتعالى ولا يتكبر، لا يعتبر نفسه مسؤولا. مع الجنود يتحول إلى جندي بسيط ونشط، يصنع الشاي، العجين، الخبز، يحمل بندقيته يتقدمهم للمعركة. ملابسه كانت هي ملابس المقاتلين العاديين. إذا أعطاه أحد لباسا جديدا يعطيه لغيره. لقد كان يقول لي من أراد أن يقود أمة عليه أن يكون مثاليا في كل شيء، حتى في ملابسه. كان يقسو على نفسه ويعاملها معاملة فظة، لا يهمه لبس أم لم يلبس، لا يهمه أكل أم لم يأكل، لا يعرف النوم ولا الراحة. لا يترك مرافقيه ومساعديه يستريحون. لهذا لم تكن له حاشية... في معركة عين بن تيلي سقط جندي جزائري في قلب المعركة وشاهدته يتجه نحوه بسرعة فائقة، ويخرجه من وسط النار والبارود والجيش المعادي. الولي رجل من أشجع الرجال وأكثرهم تضحية... كان يقول الرصاص لا يقتل، الله وحده الذي يقتل. كان الولي عبقريا عندما قرر تفجير الثورة في 20 مايو بناءا على أشياء حتمية الوقوع وليس على أشياء موجودة في ذلك الوقت. لقد كان في سباق مع الزمن.. كان عبقريا عندما كان الوحيد من إطارات الثورة المثقفين الذي قرر الالتحاق بالجناح العسكري، والمشاركة في أول عملية عسكرية للثورة. لأنه كان يرى ببعد نظره أنه يصنع التاريخ الحديث للشعب في الساقية الحمراء ووادي الذهب. كان عبقريا ببنائه للتطلعات المتينة مع الحلفاء التاريخيين للثورة: الجزائر وليبيا، بل وعمل للتقارب بينهما. تجلت عبقريته عندما كان المشاركون في المؤتمر الثاني للجبهة يدورون منذ 3 أيام في حلقة مفرغة من النقاش البيزنطي الممل، وبعد 24 ساعة من وصوله كان المؤتمر يختتم أشغاله بالمصادقة على مقررات تعد نقطة تحول في التاريخ المعاصر للشعب الصحراوي.. كان عبقريا عندما نازعه رفاقه في القيادة، الأمانة العامة، فتخلى لهم عنها (أكتوبر74) وسبقهم للعمل والعطاء فأرجعوها له عاجزين... كان عبقريا عندما عجز الجميع أمام أزمة اليسار الطفيلي ( أحداث اللجنة العسكرية في يناير 75) وتدخل هو لينقذ الثورة من الهاوية.. فيعترف له الجميع، بل يسلمون له بالزعامة قمة وقاعدة.. كان عبقريا عندما أصدر أوامره ببروز التنظيم وسيطرته على الشارع خلال مجيء البعثة الأممية للمناطق المحتلة... كان عبقريا خلال محادثته مع أعضاء البعثة الأممية لمدة 6 ساعات، والتي غير من خلالها مفاهيمهم للصراع في المنطقة. كان عبقريا عندما قرر اجتماع عين بن تيلي يوم 12 أكتوبر 1975 لتجسيد الوحدة الوطنية وبناء القوة الذاتية من أجل مواجهة الخطر المرتقب. كان عبقريا عندما قام بتمرير السلاح الحديث من ليبيا، وأوصله للثوار في قمم الجبال رغم التعتيم والحصار. كان عبقريا عندما قرر انسحاب الشعب من أمام الغزاة، عكس أولئك الذين كانوا يريدون بقاءه لمواجهة العدو من داخل المدن المحتلة. كان عبقريا عندما أعلن الجمهورية. كان عبقريا عندما عقد لقاء الأطر، وعرف لهم الإطار وحدد لهم الواقع المرفوض والواقع المطلوب وأعطى نقطة الإشارة لتسير الجماهير نفسها بنفسها من خلال المؤتمرات الشعبية الأساسية.. كان عبقريا عندما قال: القبلية قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في كل لحظة، وكان عبقريا في خطاب الوداع يوم 20 مايو 1976، وعندما قرر الاستشهاد من أجل المبادئ التي آمن بها. لقد قال لي مرة رحمة الله عليه، كيف ندفع الناس للموت، ونحن حتى الآن لم يستشهد منا أحد (القيادة). كان ينام في مكاتب الجبهة بطرابلس والجزائر، ويرفض المبيت في القصور والفيلات الفخمة التي وضعتها سلطات البلدين تحت تصرفه. لقد كان عقبة كبيرة في وجه الطموحات البورجوازية لرفاقه في القيادة.. ويجسد ميدانيا أن القائد هو الذي يموت من أجل أن يحيا الشعب وليس العكس. لقد عاش عظيما ومات عظيما. لقد كان عبقريا عندما مات في ريعان شبابه، فالعباقرة لا يعمرون طويلا. ورغم كل هذا ليس له قبر يزار أو توضع عليه الأزهار.. فمن المسؤول...؟ فبعد أن عقد لقاء الكوادر في أبريل، وحدد للإطارات الواقع المرفوض: شعب مشرد خارج وطنه. والواقع المطلوب: شعب موحد واعي منظم، محترم فوق كامل ترابه الوطني. وأشرف على وضع اللبنات الأساسية للمؤتمرات الشعبية الأساسية التي يختار الشعب من خلالها مسؤوليه المباشرين ويحاسبهم.. وليس كما حولتهم القيادة الحالية مهرجانات للتصفيق والولاء... وخطاب عشرين مايو الذي كان خطاب وداع يجسد الاعتزاز بالنفس، والإيمان بالنصر وبقوة الشعب. قرر الولي الاستشهاد من أجل هذه القضية التي آمن بها، وملكت عليه كيانه. وأراد أن يصب جام غضبه على المخطار ولد داداه الذي نشأ وترعرع وسط منازل الصحراويين في منطقة تيرس زمور عندما كان ترجمانا للفرنسيين، قبل توزيع مجتمع البيظان إلى دولتين... وقبل أن يتوجه للشهادة كان قد خلق كافة أسباب النصر. حيث أقام الأسس في كل ميدان لاستكمال وتتويج الكفاح بتحقيق الأهداف كاملة. لقد جمع لرفاقه في القيادة رأس المال الذي لا ينقصه إلا التصريف الجيد: قاعدة شعبية منظمة ومؤطرة، جيش منظم، وتحالفات صلبة أساسية ورئيسية. وإعلان الجمهورية لقطع دابر أي محاولة تشكيك في النصر. لقد خلق كافة الشروط والأسباب لتحقيق النصر إذا ما دبرت الأمور بالطريقة المثلى... وبخلاصة فإن الفراغ الذي تركه الولي لم نستطع سده إلى حد الآن، رغم محاولتنا في الاستعاضة عن ذلك عبر الاجتهاد في خلق الهيئات السياسية المختلفة. ربما لأن الدور الذي لعبه وأثر به كشخصية هو من قبيل المزايا التي تقتصر على الأشخاص دون المجموعات. لقد كان أحد الثوار الثلاثة اللذين عرفهم العالم الحديث، حيث ضحو بكل الإمتيازات التي وفرتها لهم السلطة من أجل الموت على المبادىء التي آمنوا بها: هوشي منه أتشيكيفارا، غير أنه أفضل منهم بإسلامه فربح الدنيا والآخرة.. إتصل بالمدعو ابراهيم غالي، وهو ساعتها وزير الدفاع وقال له هناك في مركز بوكرفة قوة عسكرية مدربة ومسلحة جيدا وعليك قيادتها لضرب العاصمة الموريتانية أنواقشوط، وزير الدفاع لم يتحمل النبأ فصدم وتوجه لمستشفى الأمراض النفسية بوهران، مباشرة مع ذلك، ولم نشاهده إلا بعد إستشهاد الولي.. عرف الولي ان رفاقه في القيادة مجرد حثالة من الإنتهازيين يريدون ان يعيشوا على حساب الشعب ولا يريدون الموت من اجله، لهذا قرر هو ان يعطيهم المثل، رحمه الله، وبعد ذلك يتشدق الجبناء ويقولون بعده انهم هم من اسس الثورة، إذا غاب الأسد تتأسد الذئاب، فلا نامت اعين الجبناء... لقد كان رحمة الله عليه متأكدا من عدم الرجوع، لأنه ذاهب للإستشهاد. ولهذا قام بإطلاق سراح كل السجناء الصحراويين المتواجدين في الجبهة، قبل توجهه للعملية. ثم دفن عشرات البراميل من المحروقات في العديد من مجاهل التراب الموريتاني على الطريق نحو أنواكشوط. كما أصدر أوامره للوحدات الأخرى بمهاجمة كل المراكز الموريتانية: أطار أزويرات بئر أم أكرين وغيرها لإثارة الإنتباه. وتوجهت المجموعة الكبيرة نحو أنواكشوط وطلعوا على الطريق المعبدة ما بين أكجوجت وأنواكشوط. وكانت العملية محكمة للسيطرة على أنواكشوط: القصر الرئاسي والسفارة الفرنسية، وإعلان نبأ إنقلاب من إذاعة أنواكشوط، وطلب تدخل القوات الجزائرية.. وكانت العملية ناجحة مائة في المائة، لولا خطأ فادح ارتكبوه عندما حرقوا شاحنات وجدوها في الطريق شمال أنواكشوط ب120 كلم ومعظم المشاركين في العملية يحمل أحمد القائد المسؤولية... فلولا ذلك كان بإمكان المقاتلين دخول أنواكشوط، ولن تسطع شمس اليوم الموالي إلا وهم يسيطرون على أهم مرافق المدينة. ولكن حرق الشاحنات ونيرانها جعلت طائرة فرنسية صغيرة تكشفهم وتخبر أنواكشوط. ولما خرجت قوة من الدرك الموريتاني بقيادة سيدي ولد الريحة، وهو رقيبي الأصل من اولاد موسى، اشتبكت مع المقاتلين على الطريق المعبدة بين أنواكشوط وأكجوجت، وبذلك فقدت العملية أهم عناصر نجاحها: المفاجأة... قاموا بالاشتباك مع وحدة الدرك، وتوجهت مجموعة لقصف القصر الرئاسي يوم 8 يونيو 1976، وأعادوا عملية القصف لمدينة أنواكشوط يوم تاسع يونيو، وأنسحب الجميع. والرجال قد هدهم الجوع والعطش والتعب والسهر، وبقي الولي لتفجير حاسي بن نشاب، والتحقت به قوةموريتانية مدعمة بالمصفحات ووقعت معركة غير متكافئة بين الولي وجماعته التي أذكر منها: حرمة حيدار، زل أعليا، عبد الله ولد أحمد اليحيا، الدحة ولد بيروك، محمد ولد عبد الحي ولد شكاف، وسامة ولد أبراهيم السالم ولد ميشان، وأوليدة محمد عالي... وقد أستشهد الجميع ما عدا أوليدة، جرح فأخذوه أسيرا، ولما أتو به لأ نواكشوط صفعه ضابط موريتاني أسود، فبصق على وجهه وهو يقول له: لو كنت غير مقيد ما كنت تستطيع أن تفعل ما فعلته. فأخذ مسدسه وأطلق عليه النار فأرداه... وهكذا دفن بجانب رفيقه الولي مصطفى السيد، في مركز عسكري هو مقر الهندسة العسكرية بتوجنين شرق أنواكشوط. وكان استشهاد الرجلين معا جنبا إلى جنب خصوصية من خصوصيات الثورة الصحراوية. لأن أحدهما يمثل البورجوازية الوطنية الصحراوية، والولي يمثل الفقراء والمستضعفين... فالثورة الصحراوية كانت عامل وحدة لكل الصحراويين أينما تواجدوا، من أجل الحرية والكرامة، وضد الإحتقار والإهانة... وقد ظل مكان القبر مجهولا إلى أن تمكن المحجوب الجفاف، وبعد زيارة لموريتانيا يوم سادس فبراير من سنة 1996، من التعرف على مكان القبر وزيارته والترحم على الشهيدين وذلك بعد 20 سنة من استشهادهما، وقام بتصويره وقد نشر كل ذلك في كتاب: الولي الحرية الآن او ابدا، والقيادة لم تقم بأي شيء في هذا المجال... شاع نبأ استشهاد الولي في كل مكان، وكان تأثيره كبيرا على معنويات الجماهير الشعبية بالمخيمات. وأكثر إيلاما من ذلك أن القيادة ارتبكت فلم تستطع اتخاذ أي قرار مهما كان نوعه. وبقي الناس بين مصدق ومكذب، والإذاعة الصحراوية برامجها عادية إلى ما بعد مرور12 يوما على استشهاده، حيث أصدرت القيادة بيانا أعلنت فيه عن فقدان الولي. وساوته مع أملكال كابرال الذي مات في عاصمة نائما في فراشه... فلا قرت اعين الجبناء...
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة