الأخبار -
أخبار وأحداث.
|
السبت, 26 أغسطس 2017 22:48 |
لا يختلف إثنان حول دور الشباب في تقدم الأمم والشعوب عبر التاريخ، فالشباب الصحراوي، هو من اسس البوليساريو، وهو من قدم الاف الشهداء على مذبح الحرية، في مواجهة القوات الموريتانية والمغربية، والشباب الصحراوي هو اول من اعلن المعارضة لفساد القيادة ومتاجرتها بمعاناة اللاجئين، عبر معارضة خط الشهيد، او 5 مارس، وبدل من ان تتفهم القيادة مطالب الشباب وتتجاوب مع طموحاتهم في التبادل على السلطة كمنهج حضاري للتسيير، وكتطور تاريخي لتعاقب الجيال، وقفت في وجههم، وحاربتهم بمن تسميهم الحقوقيين من المناطق المحتلة، الذين جلبت منهم اكثر من 100 شاب، لندوة الشباب بولاية الداخلة، كلفتها الملايين بالعملة الصعبة لتضرب بهم الشباب الطموح في المخيمات للتغيير، مما افقد الحقوقيين بالمناطق المحتلة سمعتهم التي كانوا يتمتعون بها، وتحولوا في نظر الشباب بالمخيمات، إلى مرتزقة رتوش لتجميل الوجه الديكتاتوري البشع للقيادة الفاسدة بالربوني، فلا غرو ان اصبحوا يطلقوا عليهم هنا البرقوقيون، او حقوقيون لمشيكرد... في ظل غياب رؤية واضحة لهذه القيادة تؤطر من خلالها موضوع الشباب كقضية تؤرق وتشغل بال كل الانظمة والدول بالعالم، كانت النتيجة فظيعة، عبر النزيف البشري الرهيب لشبابنا المتواصل والمستمر من مخيمات اللاجئين الى القارة الاوروبية بحثا عن تحسين واقعهم المعيشي والبحث عن فرص عمل تنتشل غالبيتهم من حالة البطالة والفراغ اللذين عجزت الحكومة الصحراوية عن ايجاد بدائل لهما في ظل تنامي مظاهر الكسب الحرام الناتج عن تجارة المخدرات والانخراط في العمل الاجرامي، من جانب الشباب، والفساد وسرقة المال العام من طرف القيادة... فضلا عن كون دفعات من الشباب المهاجر تركت شغورا في اماكن عملها وهو شبح يهدد مؤسسات الدولة الصحراوية بفقدانها لقواها الحية التي راهنت عليها جبهة البوليساريو لتحمل مشعل البناء والدفع بهذه المؤسسات الى الامال المعلقة عليها في خدمة الشعب والقضية. القيادة الصحراوية العاجزة واتلفاسدة، ساهمت وبشكل كبير في تكريس واقع افراغ المخيمات من قواها الحية بتشجيع موجة الهجرة من خلال تهجير الكثير من الكفاءات العلمية ( في اسبانيا وحدها اكثر من 85 دكتور صحراوي في الطب) والاطارات في العديد من المؤسسات بمنحهم تأشيرات عبور على شكل “اكراميات” قصد التخلص من بعضهم المتمرد والمعارض، وارضاء لبعضهم الاخر، والتحضير للاستحقاقات الانتخابية التي بات يقدم بعض القادة في طريقها القرابين والنذر ويذبح المكاسب الوطنية للظفر بمصالح ذاتية... فإلى متى يستمر نزيف الهجرة الى الديار الاوروبية بعد النزيف المماثل الى الارضي المحتلة ودول الجوار في السنوات الماضية؟، وهل اصبحت القيادة الصحراوية عاجزة عن ضمان مقومات الصمود والحفاظ على المعنويات العامة في مخيمات فضل غالبية القيادة الهجرة منها للإقامة خارجها وتسيير الشأن العام عبر الهاتف النقال؟.فهذه ليست هي علامات الفشل الأولى ولا الأخيرة لهذه القيادة في مواجهة الواقع الذي عجزت عن مسايرته، فلك الله ايها الشعب العظيم...
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة