قال السيد محجوب السالك، زعيم جبهة البوليساريو ـ خط الشهيد، إنهم أظهروا قيادة البوليساريو على حقيقتها "كمجموعة انتهازية متاجرة بمعاناة هذا الشعب، وأصبح الناس يسبونها في الشارع".
وأضاف، في مقابلة حصرية مع "وكالة الوئام الوطني" على هامش حضوره إلى نواكشوط بموازاة الزيارة التي يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة للمنطقة، أن خط الشهيد أزاحت عن قيادة البوليساريو "تلك الهالة القدسية التي كانت تحيط بها نفسها وأظهرناها عارية على حقيقتها كمجموعة من السماسرة الذين يعيشون على آلام ودموع هذا الشعب العظيم".
وأكد أنهم شجعوا الشباب الصحراوي في المخيمات على أن يعارض هذه القيادة ويكتب لها في عقر دارها "كفى يا فرعون فقد انتهى زمن الفراعنة"، مشيرا إلى أنه "لم يعد بمقدور القيادة أن تعذب الصحراويين وتقضي على حياتهم في السجون السرية دون ان نفضح ممارساتها غير الانسانية وغير الحضارية أمام الرأي العام المحلي والدولي، فقد استطعنا فضحها، ومع ذلك لا تزال مستمرة في ذات النهج الخاطئ".
نص المقابلة:
ـ الوئام الوطني:
طالبتم؛ في رسالة وجهتموها الى الأمين العام للأمم المتحدة، بلقاء بان غي مون في نواكشوط، فما العوائق التي حالت دون ذلك حتى الآن؟
ـ السيد محجوب السالك:
وجهنا رسالة مفتوحة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وقد تناولها الإعلام الدولي ونشرناها عبر موقعنا على الانترنيت، كما سلمناها للممثل الخاص للأمم المتحدة في نواكشوط، وحتى الآن لم نتلق جوابا من الأمين العام.
ممثله الخاص للصحراء الغربية السيد كريستوفر روس بعثنا له رسالة مماثلة ولما جاء إلى موريتانيا استقبلنا مرتين ووضعناه في الصورة الحقيقية، وهي أننا نمثل المتضررين من هذا النزاع والذين يعانون فعلا من عدم إيجاد حل له.
الأمين العام للأمم المتحدة لم يستقبلنا.. ما السبب؟ لماذا؟.. ذلك ما يخص الأمين العام، فما علينا نحن أوضحناه له في الرسالة التي بعثناها له، والأكيد انه تسلمها في نيويورك، وتسلم منها نسخة عند وصوله إلى نواكشوط.
ـ الوئام الوطني:
ماهي الآمال التي تعلقونها على زيارة بان غي مون الحالية للمنطقة؟
ـ السيد محجوب السالك:
لا نعلق عليها أي أمل، لأننا فقدنا الثقة التامة في الأمم المتحدة بعد 26 سنة من وجودها فوق التراب الصحراوي، فلا هي قدمت المشروع ولا خطوة واحدة إلى الأمام، "دار لقمان على حالها"، والنزاع لا زال متواصلا، وأهالينا ما زالوا يعانون تحت الخيام في الأرض القاحلة.
لقد تأكدنا أن الأمم المتحدة لم تقم بحل اي نزاع سياسي عبر التاريخ، فما يحل النزاعات هي الدول العظمى حسب مصالحها، كما فعلت الولايات المتحدة في افغانستان وفي العراق، وفعلت فرنسا في ليبيا، والروس في سوريا... وغيرها، وذلك رغم أن الشعوب في الدول التي تدخلوا فيها لا زالت تعاني، والذي تحقق هو مصالح الدول المتدخلة.
وبالنسبة لنا، فوجود الأمم المتحدة هو مجرد حراسة للمستفيدين من النزاع، ولذلك لم نعلق أي أمل على الأمين العام الحالي، فهو لم يكن أول أمين عام يزور المنطقة، فقد سبقه ثلاثة امناء عامين ولم يقدموا أي حل، لان الضعفاء لا مكان لهم في المنظمومة الدولية ونحن ضعفاء ولا نأمل فيها خيرا، بل العكس، فالأمم المتحدة أنفقت في النزاع، حتى الآن، مليار و600 مليون دولار، لو كانوا أعطوها للصحراويين اللاجئين لكان كل لاجئ يمتلك منزلا مكيفا ويتوفر على الماء والكهرباء.
لقد قلنا للسيد روس إن أي يوم أو أسبوع أو شهر أو سنة تمر على معاناة أهالينا في المخيمات هي جريمة ضد الانسانية.
ـ الوئام الوطني:
بتقييمكم الذاتي.. ماذا حققت جبهة البوليساريو ـ خط الشهيد، لصون كرامة المواطن الصحراوي في مخيمات تيندوف؟
السيد محجوب السالك:
أولا؛ أظهر خط الشهيد قيادة البوليساريو على حقيقتها كمجموعة انتهازية متاجرة بمعاناة هذا الشعب، وأصبح الناس يسبونها في الشارع، وأزحنا عن القيادة تلك الهالة القدسية التي كانت تحيط بها نفسها وأظهرناها عارية على حقيقتها كمجموعة من السماسرة الذين يعيشون على آلام ودموع هذا الشعب العظيم.
وكذلك؛ شجعنا الشباب على أن يعارض هذه القيادة ويكتب لهم في المخيمات "كفى يا فرعون فقد انتهى زمن الفراعنة"، ولم يعد بمقدور القيادة أن تعذب الصحراويين وتقضي على حياتهم في السجون السرية دون ان نفضح ممارساتها غير الانسانية وغير الحضارية أمام الرأي العام المحلي والدولي، فقد استطعنا فضحها، ومع ذلك لا تزال مستمرة في ذات النهج الخاطئ.
خط الشهيد أصبحت شعاعا يظهر الضوء على كل جرائم وانتهاكات قيادة البوليساريو ثم يفضحها ويظهرها للعالم لتبدو على حقيقتها كمجموعة انتهازية تعيش على حساب هذا الشعب لمدة أربعين سنة وهو يعيش تحت الخيام.
ـ الوئام الوطني:
ما هو الحل الذي تراه حركة الجبهة الشعبية ـ خط الشهيد مناسبا لحل النزاع حول الصحراء؟
السيد محجوب السالك:
بالنسبة لنا أصبحنا بعد أربعين سنة من الشتات نرحب بأي حل يرجع أهلنا من تحت الخيام في جحيم لحماده إلى أرض وطنهم كرماء مرفوعي الرأس وتحت ضمانات أممية.
لذا نرى أن الحل يمر عبر نقطتين اثنتين:
أولاهما؛ القوة الذاتية في الصحراويين، وبعبارة أخرى عقد مؤتمر طارئ والسماح للصحراويين بإجراء انتخابات حرة ديمقراطية، وليست تلك المسرحيات التي تنظمها القيادة الحالية، ليختار الصحراويون بكل حرية قيادتهم الحقيقية التي تستطيع التفاوض على السلام والبحث عن الحل، وهذا من الصعب على القيادة أن تسمح به لأنانيتها واستفادتها من الوضع القائم.
والحل الثاني لا بد أن يمر عبر التقارب بين المغرب والجزائر لإيجاد حل ينهي هذا النزاع ويعطي كل ذي حق حقه من دون إقصاء لا الصحراويين ولا الجزائريين ولا الموريتانيين ولا المغاربة، ويفسح المجال أمام بناء المغرب العربي الكبير.
وللمتابعة من المصدر اضغط هنا.
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة