الأخبار -
أخبار وأحداث.
|
الأربعاء, 08 مايو 2019 14:53 |
لم يعد يختلف اليوم إثنان في المجتمع الصحراوي، واين ما وجد، على إنحراف القيادة بالربوني عن خط الشهيد الذي اعطى دمه من أجل إحترام كرامة الإنسان الصحراوي، ومع الحراك الشعبي المضاد للقيادة وقراراتها المجحفة بحق الشعب وحقه في حرية التنقل، بدأت القيادة اخيرا تظهر على حقيقتها... وهنا اتذكر باننا لما اعلنا عن البوليساريو خط الشهيد كتيار معارض ضمن الجبهة، طالبنا بنقطتين: أحقية التبادل على السلطة، وتحقيق العدالة والديمقراطية، وساعتها اتهمنا بالخيانة والعمالة للعدو، واليوم كل الشعب الصحراوي، بعد 15 سنة من بيان تأسيس خط الشهيد، اصبح يطالب بالتبادل على السلطة وتحقيق العدالة والديمقراطية، وذلك ما اظهرته المظاهرات والحراك الشعبي، سواء من اجل توضيح مصير الخليل المفقود، او من اجل حرية التنقل، ورغم ان القيادة واجهت ذلك بالعنف عبر المدرعات والمقاتلين والسجون والإعتقالات، ولكن ذلك كان بمثابة النقطة التي افاضت الكاس، فلم يعد احد يثق بالقيادة ولا يحترمها، لذا لما طالبوا العريفات والأمناء، وهم آخر ما لديهم، بالمشاركة في مظاهرة مضادة لم يستجب لهم أحد، فقرروا إلغاءها، ولما حاولوا تعميم إنتصاراتهم الوهمية... بعد أقل من أسبوع من صدور قرار مجلس الامن الدولي حول الصحراء الغربية يوم 30 ابريل الماضي، ورغم ان القرار الجديد لم يحمل في تفاصيله أي جديد يذكر باستثناء إطالة أمد الاحتلال المغربي لمدة 6 أشهر جديدة، في ظل عجز المنتظم الدولي عن إيجاد حل سلمي لقضية الصحراء الغربية، مايعني أن رهان القيادة على مسلسل السلام الاممي كان رهاناً فاشلا لأن الشعب الصحراوي هو من يدفع ثمن الانتظار القاتل سوى بالمناطق المحتلة أو بمخيمات اللاجئين الصحراويين، ورغم هذا لم تجد القيادة الصحراوية أي حرج في التوجه للقواعد الشعبية والاستمرار في خداعها حول مشروع السلام الاممي والحديث عن إنتصارات خيالية وهمية لا وجود لها الا في مخيلة القيادة الصحراوية التي أصبحت عاجزة عن تقديم أي جديد قد يقدم القضية الصحراوية للأمام، في ظل واقع اقليمي مضطرب ووضع داخلي متوتر بسبب القرارات الخاطئة التي إتخذها النظام الصحراوي ومنها قرار فرض ترخيص للخروج من مخيمات اللاجئين الصحراويين الى المناطق الصحراوية المحررة وموريتانيا، وهو القرار الذي كانت له عواقب وخيمة على الوضع الامني بمخيمات اللاجئين الصحراويين في الأيام الاخيرة خاصة بعد اقحام الآليات العسكرية الثقيلة التابعة للمؤسسة العسكرية. ولكن المفاجأة هو ان الشعب هو من طرد القيادة ببئر لحلو وحوزة ورفضوا الإستماع لآكاذيبهم وإنتصاراتهم الوهمية... والمثير للجدل، هو انها هذه القيادة، مثلها مثل الإستعمار، تلميذ غبي لا تستفيد من التاريخ، فبقربها تم إسقاط بتفليقة، وبيادقه من رجال الأعمال، وتم إعتقال اكابر القوم ووضعوا رهن السجون، رئيس الجزائر الحقيقي: سعيد بوتفليقة، والجنرال بومدين الذي كان يعتبر نفسه سيد الجزائر بلا منازع، والموجه المادي والمعنوي لقيادة البوليساريو، وهو الذي أتخذ في زمنه قرار المخابرات الجزائرية باختطاف المفقود الخليل أحمد، وأخيرا الجنرال طرطاق، ومع هذا ما زالت القيادة متعنة بالربوني لأنها تعيش بعقلية السبعينيات، ونحن في نهاية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين...
القيادة الصحراوية التي تعيش في كوكب منعزل عن قواعدها الشعبية تحدثت عن الانتصارات الوهمية المحققة خارجيا وداخليا، لكنها لم تقدم أي مقترحات عملية لمعالجة الازمة الامنية الخطيرة بمخيمات اللاجئين الصحراويين.
15 سنة مرت على تأسيس معارضة خط الشهيد، وما نادينا به هو ما اصبح الشعب ينادي به اليوم وعلانية، وتأكد للجميع رغم الدعاية والتشويه، ان برنامج خط الشهيد وفكره هو المنقذ للشعب والثورة والوطن من الإندثار الذي تدفعنا إليه هذه القيادة الفاسدة بتسلطها وتمسكها بالسلطة، فالشعب لم يعد يثق فهم، بل رفضهم في المخيمات وحتى في المهجر، فمن أجل إثارة الإنتباه عما يقع داخل المخيمات نادوا بمظاهرات تضامنا مع السجناء الصحراويين بالمناطق المحتلة أمام القنصلية المغربية ببلباو، ووفروا النقل المجاني في الحافلات، ورغم ذلك لم يحضرها ما عدا قلة قليلة رغم ان بلاد الباسك فيها اكثر جالية صحراوية بالخارج ومن اهل المخيمات، ولكن الثقة كالزجاج إذا انكسرت لا يمكن لها ان تجبر، وقد فقد الشعب الثقة في قيادة فاسدة وتخلى عنها، والمتتبع حاليا لوسائل التواصل الاجتماعي يتاكد مما وصلت اليه اوضاعنا في ظل قيادة فاسدة تحاصرنا بالمخيمات، وتلهث وراء مفاوضات ولقاءات عبثية لا طائل من ورائها، طيلة 28 سنة، وما زالت تريد المزيد، لكي تزداد غنى على غنى في وقت يزداد الشعب فقرا على فقر، فتحية لخط الشهيد ولأبطاله وافكاره التي اصبحت هي الحل في وجه الجمود والتمسك المجنون بالسلطة المطلقة التي اكد الجميع أنها مفسدة مطلقة... وسيبقى نداؤهم للشعب الصحراوي خالدا: لنتعاون من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.
بطل واحد هو الشعب وزعيم واحد هو الشهيد.
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة