بينما تعرف شوارع مدينة تندوف الجزائرية إحتجاجات عارمة كل مرة بسبب توزيع السكنات، يقف قائد صحراوي على شرفة بيته الراقي يراقب الجموع الغاضبة وهي تسب الوالي والمجلس البلدي وأعضاء محافظات الأحزاب وحتى قدرها المرتبطة ب”الحكرة” قبل أن يلفها الشارع الواسع، تماما مثلما يجلس القائد الصحراوي كل ذكرى تحت ظل منصة شرفية يرقب اللوحات التقليدية للمواطنات الصحراويات اللائي تعانين من الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة...
المشهدان السابقان يطبعان يوميات حياة القيادي الصحراوي بشكل غريب، فهو في الصباح ثوري يحرض الجماهير على الصمود في “الحمادة” ، وفي المساء غريب ديار يقتطع أمتاراً من أرض تندوف الجزائرية ليصنع عليها مستقبله وعائلته الصغيرة غير مكترث بهموم مواطنيه في المخيمات. هذا قليل من كثير عن جرائم عصابة الربوني، وقد نبهنا لها ونددنا بها في وقتها عبر خط الشهيد، ونفس الشيء قام به شباب الثورة 5 مارس بعد ذلك، وبعدهم المبادرة للتغيير وأخيرا الحراك من اجل حرية التنقل، والمتسائلين عن مصير الدكتور الخليل أحمد... عصابة المرادية التي كانت تعتبر نفسها في منأى عن أي تساؤل، وكانت تعتبر نفسها والعياذ بالله: رب ادزاير، قد تم جرهم نحو السجون والمحاكم، وهم اساتذة وصنيعة عصابة الربوني، فهل العدالة الجزائرية بعد ان تحصلت على بعض إستقلالها بفضل الحراك الشعبي الجزائري، تستطيع ان تساءل عصابة الربوني لما لها من علاقة ولاء حميمة مع عصابة المرادية، وخصوصا من لهم الأملاك والمشاريع الكثيرة بالتراب الجزائري عبر سؤال واحد من أين لك هذا؟
قصة تلك المشاريع طويلة ومعقدة التفاصيل ، تبدأ من كيفية الحصول على سكنات وباية طريقة وتحت أعين من ؟، ولا تنتهي عند حجم العلاقات التي نسجتها عصابة الربوني مع رجالات نظام العصابة بالجزائر وخاصة المدعو طرطاق ، دع عنك العلاقات مع البرلمانيين ورؤساء أحزاب ما كان يسمى التحالف الرئاسي وعلاقات أخرى مع بعض الولاة والمدراء الذين مروا على ولاية تندوف الجزائرية، متجاوزين اشكال ضرورة تثبيت شروط الحالة المدنية وفقا للقانون الجزائري.
إستحوذ العديد من عصابة الربوني، على أراضي في تندوف وأقامت عليها فيلات أو مساكن فاخرة، وبعضهم فتح متاجر وحمامات ومطاعم مخالفة للقانون، فكيف لقائد سياسي في حركة تحرير أن يملك سجلاً تجاريا في دولة أخرى؟، وكيف تمكنت قيادات صحراوية ولدت في الطنطان بعضها كان أبوه أو أخوه جنديا في الجيش المغربي او قائد آخر ولد في العيون او الداخلة او آسا من الحصول على إمتيازات هي حق للمواطن الجزائري الذي ولد في ارماظين او موساني او رك لمهابيل، وشارك جده في معارك مركالة او حاسي منير ؟.
ومع أنه توجد قيادات صحراوية ولدت وترعرعت في تندوف أبا عن جد ويشملها ما يعرف بسجل المنسين او “ارحل”، غير أن أغلب القيادات الصحراوية لا تنطبق عليها نصوص مواد القانون الجزائري في كيفية منح الجنسية التي تضمن بقية الحقوق، الحق في العمل أو السكن، حيث لم يحل المانع القانوني دون أن تستغل قيادات صحراوية علاقاتها مع جهات نافذة في نظام العصابة البائد ، أن تستغل تلك العلاقة في الحصول على إمتيازات لا يحلم بها المواطن الجزائري “القٌليل” كما يقول الأشقاء الجزائريين.
نوع آخر من طرق الحصول على سكنات في تندوف الجزائرية وهي ان يسجل القائد الصحراوي اوراق ملكية السكن بلقب زوجته أو يشتري لنفسه لقبا جديدا يضمن له السكن ولكنه يتنازل بموجبه طواعيا عن بقية الحقوق التي تضمنها المواطنة الجزائرية.
تحت أعين جهات نافذة من نظام عصابة المرادية يحتكر القائد الصحراوي قطعة أرضية لنفسه يبني فيها قصره المشيد على أعين البسطاء ولكنه بالمقابل يضمن لصاحبه -عضو العصابة الجزائرية- الاستفادة من برنامج عطل في سلام لأبنائه وكذا البعثات الطبية الأجنبية التي تزور المخيمات لأمه أو نسيبته وكذا الكثير من الهدايا من عطايا “النصارى”وهكذا بنيت علاقات من النفع والنفع المتبادل كان إستغلال المنصب فيها رأس الصفقة. وحيث يسكن عضو عصابة الربوني الابراج العاجية على كاهل المواطن الجزائري و الصحراوي على حد سواء .
الآن والعديد من تلك الرموز التي كان يمقتها الشارع الجزائري، والتي تمت جرجرتها نحو المحاكم والسجون، تحت شعار: (اتنحاو كاع) كانت ولاتزال ترتبط بعلاقات ودية بعضها حميمي مع قيادات صحراوية وازنة من عصابة الربوني، فهل يطال سيف القضاء في الجزائر شريك فاعل في جرم الفساد؟ ، قد لا يكون الجواب قريبا ولكن الأكيد أن الشارع الجزائري كما الصحراوي سيكتشف مع الوقت ما كان خافيا من علاقة بين عصابتين إحداهما كانت في المرادية وسقطت وأخرى في الرابوني، ستسقط قريبا بحول الله...
مقتبس مع التصرف.
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة