بعد ان وجه المبعد الصحراوي مصطفى سلمى سيدي مولود نداء لإغاثة آلاف الصحراويين يعانون من الجفاف و الحصار الامني في المناطق المحررة وعلى الحدود الصحراوية الموريتانية، ونشر صور له وهو يوزع المواد الغذائية على العديد من سكان الصحراويين بالأرياف، فوجئنا بوسائل إعلام الربوني التابعة للمخابرات بموقع لقبيبات، تنشرنوع من الأساطير الخيالية التي عودونا عليها من بيع الحلام والإنتصارات الوهمية، بما في ذلك سيطرتهم على عدة سيارات واعتقال اصحابها دون تقديم اي معلومات تذكر عن المعتقلين، اسمائهم جنسياتهم مهامهم، وانهم افشلوا مخططات العدو والمخابرات المغربية والطابور الخامس...؟؟؟
وغير ذلك من الشعارات والدعايات التي عودونا عليها خلال السبعينيات والثمانينيات، وتخيلنا نحن هنا بالمخيمات ان هناك فعلا انتصارات، حقيقية وليست وهمية، ولكن لما توصلنا بهذا التوضيح من المبعد الصحراوي مصطفى سلمى سيدي مولود، ولم تقدم لا قيادة البوليساريو ولا مخابراتها ولا جواسيسها اي معلومات او تفاصيل عن إنتصاراتهم الوهمية، فوجئنا بان القيادة ما زالت تعيش بعقلية خداع الشعب والكذب عليه وبيع الأحلام والانتصارات الخيالية، ومعهم صحافة الربوني التي تدعي الإستقلالية؟؟؟ ولنترك المواطن الصحراوي يقارن بين هذه الحقائق وله الحكم في النهاية...
تفاجأت اليوم بخبر تتناقله عدة مواقع الكترونية صحراوية و شبكات التواصل الاجتماعي، بعضها من داخل المخيمات و البعض من داخل المغرب، تحت عنوان: يقظة وحدات جيش التحرير الصحراوي تكسر رهان العدو وعملائه، و لم اتفاجأ بالعنوان بل بادراج صورة لي مع بعض المواد الغذائية وزعتها على سكان الارياف الصحراوية في الفترة الممتدة من 5 الى 12 نوفمبر 2013، في المناطق الموريتانية الحدودية مع الصحراء. و كان بالامكان أن اعتبر الامر مجرد خطأ في النشر لولا تأكيد الناشرين أنهم يعنون ما كتبوه، من خلال استنادهم في بعض الوقائع الافتراضية في تقريرهم الى بيان استغاثة كنت قد نشرته قبل يومين لفائدة الصحراويين ضحايا الجفاف و الحصار الامني.
التقرير يعتبر منع وصول المؤن الى المحتاجين نصر مؤزر لوحدات جيش البوليساريو، و هو ما يؤكد مناشدتنا السابقة للتدخل لإغاثة أهلنا ليس فقط من آثار الجفاف بل من عقلية بوليسية تأسر الصحراويين وصلت حتى للجسم الصحفي، الذي أصبح بعضه يمجد حصار اهلنا و يعتبره عملا بطوليا.
وتمنعني اخلاقي من الانحدار الى مستوى العبارات والاوصاف و النعوت الساقطة التي طبعت التقرير من أوله لآخره، و التي تتجاوز حدود نقل الخبر الذي هو حق طبيعي للناشر و القارئ على حد سواء، لذلك سأكتفي بنشر بيان حقيقة حول ما ورد في التقرير الذي نشر أولا في موقع المستقل الصحراوي، ثم نقله عنه موقع المصير نيوز حرفيا و موقع الصحراء الآن بتصرف. و اترك الحكم للقارئ الكريم. و اتمنى على المواقع التي نشرت الخبر و التي جانبت المهنية في تحري الدقة أن تلتزم على الاقل باخلاقيات العمل الصحفي و تنشر بياني هذا كحق لي في الرد. و يؤسفني أني لن استطيع نشر كل المعطيات المتوفرة لدي حتى لا يتضرر بعض الابرياء من بطش البوليساريو التي تتوعد كل من لديه علاقة بي بالعقاب، ممن يعيشون تحت رحمتها بعيدا عن أية رقابة.
روابط الموضوع في بعض المواقع المذكورة:
http://www.futurosahara.net/2013-02-28-00-36-43/item/2064-%D9%8A%D9%82%D8%B8%D8%A9-%D9%88%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%88%D9%8A-%D8%AA%D9%83%D8%B3%D8%B1-%D8%B1%D9%87%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D9%88-%D9%88%D8%B9%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%87
http://almasir.net/news/?p=12979
http://saharanow.com/news3624.html
بيان الحقيقة
أولا: كنت اصدرت بيانا بتاريخ 30 أكتوبر 2013 (أكتوبر 1975، أكتوبر 2013 عقود من شتات الصحراويين)أعلنت فيه عن عزمي السفر الى الحدود الشمالية لموريتانيا للاطلاع على اوضاع الصحراويين في المناطق التي تديرها البوليساريو، و لفت الانظار حول الاوضاع الصعبة التي يعيشونها. وفعلا انطلقت من نواكشوط يوم 10 نوفمبر في اتجاه تلك المناطق حيث وصلتها صباح يوم 05 نوفمبر و بقيت فيها الى غاية 12 نوفمبر، اي ان مدة إقامتي في المكان الذي يظهر في الصور كانت في الفترة بين 5 و 12 نوفمبر، و ليس يوم 18 نوفمبر الذي نشر فيه الخبر محل الحديث.
ثانيا: معطيات المكان الذي أقمت فيه طيلة هذه الفترة
المكان الذي أقمت فيه عند "فريك" من ابناء عمومتي والتقطت فيه الصور، هو:
الاسم: "روس وينغت" داخل التراب الموريتاني
الاحداثيات:
خط العرض
N 25 55 58.19
خط طول
W 11 19 53.17
الارتفاع عن مستوى البحر
473 m
البعد عن بير ام اغرين 84 كلم شمال شرق
البعد عن بلدة مهيريز 34 كلم جنوب غرب و ب: 14 كلم عن أحد الامكنة التي كنت مخفيا فيها أيام اختطافي من قبل البوليساريو سنة 2010 ( لمطيليني).
وهذا بعيد كل البعد عن المناطق المذكورة في التقرير( اشركان و تملوزة) فالمسافة بينهما تقدر مابين 150 الى 200 كلم و في اتجاهين متعاكسين.
ثالثا: المواد مصدرها العاصمة الموريتانية نواكشوط و نقلت منها الى مدينة زويرات في شمال موريتانيا ( انظر صورة الشاحنة الموريتانية) و من مدينة زويرات الى روس وينغت مرورا ببلدة بير أم اغرين في شاحنتين مملوكتين لصحراويينن في المخيمات و أتحفظ على ذكر اسمائهم حتى لا تطالهم اعتداءات اجهزة البوليساريو. وسجلت لدى كافة نقاط المراقبة في زويرات و بير أم اغرين ( شرطة ، جمارك، درك) حسب الاجراءات الاعتيادبة لخروج الآلياليات و البضائع. و قد عاينها الدرك الموريتاني التابع لبلدة بير أم اغرين في المكان و بالشكل الذي يظهر في الصور، و اطلعت السلطات الامنية ( الدرك) في زويرات و بير أم اغرين و حاكم مقاطعة بير أم اغرين على نيتنا توزيع بعض المواد الغذائية على أهالينا في تلك المنطقة المنكوبة.
رابعا: الوصول الى وينغت ( مكان توزيع المواد) كان صباح يوم 5 نوفمبر و غادرناه يوم 12 نوفمبر صباحا مرورا ببلدة بير ام اغرين ثم زويرات ووصلنا نواكشوك مساء 13 نوفمبر، أي أننا مكثنا هناك قرابة اسبوع كامل.
خامسا: في المكان الذي يظهر في الصور جاءتنا العائلات من كل المناطق القريبة و خاصة منطقة مهيريز ذات الغالبية السكانية في المنطقة، و لما لاحظت القيادة العسكرية لمنطقة مهيريز تدفق الناس ناحيتنا، اعلنوا في تجمع في القطاع العسكري بأن المواد التي نوزعها يحظر ادخالها للمنطقة، و هو ما رفضه السكان مما اضطر السلطات العسكرية لإنهاء التجمع بسرعة.
سادسا: منذ وصولنا الى المنطقة التي اقمنا فيها وضعت البوليساريو عدة نقاط مراقبة على طول الشريط الصحراوي لمنع الاهالي من الوصول الينا، و لكن اي من السكان لم يستجب لهم، فقد وزع 80% من المواد على سكان منطقة مهيريز الذين تحدوا انذارات السلطات العسكرية وقدموا الينا داخل الاراضي الموريتانية، بينما ارسلنا كمية 10% الى منطة "بير تغيسيت" التي كانت تبعد عنا بحوالي 90 كلم و 10% الى ارياف لحفيرة و بير مريم داخل التراب الموريتاني. و لم نعلم طيلة تواجدنا هناك بأنهم اوقفوا أحد ممن جائوا الينا عدا سيارة شيخ تجاوز الثمانين من العمر يدعى: لكبير ولد لخليفة ولد لعريبي، وهو من أقدم سكان بوادي الصحراء، كنا قد ساعدناه ب: 02 كيس من السكر و 15 كلغ من دقيق الشعير و 5 كلغ من الحليب و 20 علبة سردين.
سابعا: كان السكان فرحين بمساعدتنا لهم و لم نسجل أي حالة رفضت مساعداتنا، بل كانوا يدعون لنا بالخير و يتمنون علينا لو نستطيع الاستمرار في دعمهم لحاجتهم لأي مؤونة تصل الى مناطقهم
ثامنا: بخصوص ظهور لقوات البوليساريو قريبا منا، لم نسجل سوى أنه في الليلة الرابعة لتواجدنا في المنطقة تسللت سيارة عسكرية رباعية الدفع بعد الساعة الثانية ليلا بدون أضواء الى الخيم حيث نقيم، و لما تفطن لهم احد الشباب قالوا بانهم يستفسرون عن جندي معهم هل جاء الي المخيم و لما تاكدوا بانه تعرف على هوياتهم لاذوا بالفرا و بنفس الطريقة التي قدموا بها بدون أضواء. السيارة كان يقودها المكلف بالامن في القطاع العسكري لمهيريز.
كما اسجل بأن حاكم مقاطعة بير ام اغرين الموريتانية في لقاء الوداع معه أخبرني بأن قائد القطاع العسكري لمهيريز قد تقدم اليهم بشكوى ضدي مدعيا بأن توزيع للمؤن على الحدود القريبة من البوليساريو يستفزهم، و أن نائب القطاع العسكري لمهيريز قد حضر شخصيا الى مكتب حاكم مقاطعة بير ام اغرين يشكوني لنفس الاسباب و كان رد السلطات الموريتانية واضحا بأن القانون الموريتاني يسمح لأي مقيم فوق التراب الموريتاني بالتنقل بكل حرية، و أن توزيع المؤن ليس جريمة، و اتحفظ على بقية الجواب. وهو ما يعني أن النصر المؤزر الذي تحدثت عنه المواقع المذكورة كان من الانتصارات الوهمية التي يخدر بها الصحراويون في المخيمات منذ عقود.
تاسعا: اطلب من اي من صحفيي المواقع التي تناقلت الخبر الكاذب الانتقال الى منطقة مهيريز و يزور اية عائلة فيها و لن يحتاج للسؤال، لأنه سيجد مساعداتنا في كل الخيم وسيجد السكان كلهم يدعون لنا بالخير" رغم انف أبي ذر". و لن يجد دليلا للعمل البطولي الذي ذكر في الخبر.
عاشرا: انا من مواليد منطقة مهيريز و كل الصحراء تعرف بأن سكان المنطقة هم من أهلي المقربين، سواء داخل الحدود الصحراوية أو الموريتانية، وكنت محفوفا بكرهم وحفاوة استقبالهم كما كان في كل زياراتي الفائتة، و لولا التزاماتي الدولية لذهبت بنفسي الى بلدة مهيريز لتوزيع المساعدات بنفسي، و لن تحول اية قوة في العالم بيني و بين ارضي وارض ابائي و اجدادي حينما اقرر الذهاب اليها، و لن آتيها متخفيا ولا في الظلام كما يفعل البعض، و لو كانت البوليساريو تستطيع شيئا لما كانت افرجت عني بعد اسبوعين من اعتقالي في 2010.
احدى عشر: اتمنى ان تسلط لنا المواقع المذكورة الضوء على عمليات تهريب المخدرات و السجائر التي اصبحت منطقة مهيريز نقطتها الرئيسية بعد التضييق على طرق التهريب في الحدود الجزائرية، فالسيناريو الذي اورده الخبر بأن شاجنات مغربية افرغت حمولة من المؤن في منطقة كذا و جاءتها سيارات و اخذتها و ضبطتها القوة الامنية اليقظة للبوليساريو، هو كما يقول العرب: "ما في نفسك يدلك على الناس". هو سيناريو تهريب المخدرات الذي يتكرر بشكل دائم في ليالي مهيريزالباردة بتواطؤ و مشاركة من القيادة العسكرية في قطاع مهيريز، و بارونات المخدرات كلهم كانوا يلعبون مرياس ( لعبة الورق ) في مقر قيادة القطاع العسكري، و يتجولون معهم في سياراتهم الرسمية و يقيمون الولائم.
اثنى عشر: اعتقد أنه كان ولا يزال من الاولى للسلطات الامنية و صحافة البوليساريو محاربة تهريب مواد المساعدات الانسانية الموجهة الى النساء و الاطفال و الشيوخ في المخيمات، التي تعج بها اسواق الشمال الموريتاني، واذا لم تفلح يقظة القوات الامنية في ذلك على الاقل يدعو داع من الصحافة القادة المهربين لتوجيه بعض من مواد الصحراويين الى بعض الصحراويين المحرومين في المناطق التي كنت اوزع بعض المؤن بها. و بالمناسبة فسكان تلك المناطق قالوا للقادة العسكريين الذين حاضروهم بانه ممنوع عليهم التزود بالمواد ( الحرام) التي كنا نوزع بأنهم يطلبون من القادة توفير لهم مؤنهم ( الحلال )التي تدعمهم المنظمات الدولية بها في مناطقهم وهم مستعدون لدفع ثمنها كما في الاسواق الموريتانية. لان القطاعات العسكرية كلها تبيع الفائض من المواد و لكنها تفضل ( ربما لأنه أستر لها ) بيعه في السوق الموريتاني البعيدة على بيعه للبدو الذين تحيط خيامهم بكل القطاعات العسكرية.
مصطفى سلمى سيدي مولود. نواكشوط في 19 نوفمبر 2013
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة