الندوة الوطنية للدبلوماسية الصحراوية تعقد مع عطلة نهاية السنة من كل عام، وقد عقدت نهاية السنة الماضية، وما زالت حتى اليوم قراراتها لم تطبق خصوصا ما يتعلق مها بالتعيينات والتغييرات على مستوى التمثيليات والسفارات... وذهب الرئيس الفقيد، وجاء الرئيس الجديد ودار لقمان على حالها، ولكننا نحن الذين نعاني في ارض اللجوء وننتظر حلا لواقعنا، لدينا دائما الامل في الجديد والتغيير، رغم اننا نشاهد باعيننا الرئيس الجديد والذي نعرفه جيدا، لم يقم باي تغيير يذكر، لا في الجيش ولا في المؤسسات ولم يلمس ايا من المفسدين الفاسدين الذين تزكم روائح فسادهم الأنوف بالبوني والنواحي والمخيمات. والتندوف وازويرات. وهو ادرى بهم من اي احد آخر....
متاكدين كذلك بان الرئيس الجديد القديم، وهو الذي لم يغير شيئا اثناء مسؤوليته عن تمثيلية مادريد، حيث الفساد والسرقة واللعب بالمشاريع الإستثمارية باسم اللاجئين التي تنتهي في جيوب الممثلين، ولم يغير شيئا لما كان على راس السفارة بالجزائر حيث عصابات المافيا والتهريب، والعملة الصعبة والخزينة العامة، وذهب عنها كما وجدها ولم يغير فيها شيئا، وكما انه لم يغير في الجيش ولا في المؤسسات فانه لن يغير اي شيء في الدبلوماسية الصحراوي، لان وراء كل مسؤول ديبلوماسي منتفع عصابة ما فيا تحميه، ولأنه ليس رجل تغيير او تجديد ولكن رجل تردد لا يريد المشاكل مع أحد ومن كان ذلك مثله فلا يمكن ان نرجوا مكنه كثيرا... فقد إستكمل زياراته التفقدية الى مختلف نواحي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، ولم يغير شيئا، لا في المناصب ولا التجارة العسكرية اتي اصبحت حكرا على قبيلة واحدة، ولا الامدادات ولا بائعي المحروقات ولا تجار المخدرات ولا مهربي الابل عبر الربط وكل هؤلاء اهلهم معروفين... حيث سبق له تقلد اهم منصبين ديبلوماسيين صحراويين كممثل للدولة الصحراوية في عاصمة المحتل الإسباني، وكسفير لدى اكبر حليف ومساند للقضية الصحراوية . ولم يغير فيهما شيئا... والنيجة هي التراجع الرهيب في اداء دبلوماسيتنا خلال السنوات الماضية .
ندوة الخارجية الصحراوية السنوية والتي ستكون هذه المرة بعيدا عن “الرابوني” ببضع كليومترات، اين ستنعقد في مركب الحسين التامك المعروف شعبيا ب”النخيلة”، حيث القصر الكبير والراحة والاكل الجيد. اربعة ايام هو عمر الندوة السنوية للديبلوماسية الصحراوية وهي الندوة التي ينتظرها كثيرين بين الترغب والخوف، فهل يمكن ان نقضي على دبلوماسية التسول والصفقات؟ .
الخارحية الصحراوية حولها الانتهازيون والمتاجرون من سفير قضية عادلة الى مجرد متسول مشاريع مع المتعاونين الاجانب والمتضامنين يوظف جيشا من المتمصلحين الذين يقضون جل اوقاتهم بين مشاريعهم النفعية في المخيمات او موريتانيا او الباسك الإسبانية، فيما تتكدس بقية الديناصورات في السفارة الصحراوية بالجزائر تأكل العلف وتوظف علاقاتها الشخصية للمس بصورة القضية الوطنية لدى الحليف وقد قضى الرئيس سنوات طويلة هناك بشارع افرانكلين روزفيلت ولم يغير شيئا...
واقع الديبلوماسية الصحراوية منذ سنوات اضحى كارثيا في صورة بائسة يهيمن عليها اشخاص انتهت مدة صلاحيتهم منذ سنوات، واصبح الفرق بينهم وبين الافكار الدبلوماسية الحديثة شبيها بالفرق بين الليل والنهار، فيما الانتصارات التي تحققها القضية لاتجد من يستثمر فيها بشكل مخطط ومدروس وعقلاني.
الثنائية القطبية على راس هرم الديبلوماسية الصحراوية هي مشكل آخر يخلط الحسابات ويبعثر الخطط حيث لا يعرف رأس واحد للخارجية الصحراوية، ولاكيف تؤتمر، وهو إشكال سيكون على الرئيس الحالي وضع حد له او ترك الامور تتعقد اكثر سيما وانه اصبح لكل رأس في الديبلوماسية الصحراوية انصار وشيعة ومريدين ولوبي خاص يحمي مصالحه مع الاجانب لأجل ضمان البقاء في التعينات كل مرة .
امام واقع سيء لواقع مرفوض كانت نتائجه كارثية على صورة القضية الوطنية خارجيا، و ترك الحبل على الجرار كي تبقى دار لقمان على حالها فتتحول ندوة الديبلوماسية من انتظار الفرج الى سقوط الامل في عيون الذين ينتظرون فجر يلوح في الافق من شأنه تغيير بوصلة الخارجية الصحراوية نحو أفق عالمي مفتوح على التحدي والمجابهة مع العدو الذي بات يتربص بافريقيا كل مرة. افريقيا التي تفتح ابوابها للقضية الصحراوية لاتزال الى الآن تنتظر هجوما معاكسا يثني المغرب عن سعيه للانضمام الى الاتحاد الافريقي ويضمن متانة العلاقات مع الاشقاء الافارقة بشكل اكثر من ذي قبل .
الى الآن لايزال حضور السفير الصحراوي في دولة محورية بالقارة السمراء وهي جنوب افريقيا غائبا. فيما يشتكي جيش الديبلوماسيين الصحراويين الشباب في اديس ابابا سوء معاملة سفير بلادنا، صاحب الايادي الملطخة بالسرقة والفساد من لندن لاستوكهولم لاديس ابابا، في اثيوبيا حيث المقر المركزي للاتحاد الافريقي أين أسس السفير لوبي قبلي، ويختفي عن تحقيق انجار يذكر او إختراق يقدم القضية الى الامام. في الوقت الذي املاكه واملاك زوجته في التندوف تجاوزت الخيال... وثمة دول افريقية عديدة يغيب فيها الحضور الصحراوي رغم اهميتها للبحث عن انصار دائمين ومساندين للقضية .
ومن افريقيا الى اوروبا حيث الدعم الشعبي المتواصل وشريان المساعدات الانسانية للشعب الصحراوي . هذا الشريان الذي استغله بعض ملوك الطوائف خاصة الممثلين في اسبانيا الى مكسب شخصي يوفر الثروة للممثل وذويه ومن يواليه، بما فيهم رؤسات جمعيات التضامن، دون رقابة او مساءلة حيث تتحول المساعدات الى جيب الممثل الذي يتحول الى رجل اعمال ناجح ومخفي يدير شركات مقاولات بالمخيمات او متاجر بازويرات فيما يصنع لنفسه لوبي مع الداعمين يتقاسمون الربح والفائدة بعيدا عن رقابة الخارجية وبوصاية الوزارة الاولى ولوبي الفساد المهيمن على دواليب التسيير المحلي بالمخيمات .
يطول الحديث عن سقطات الديبلوماسية الصحراوية وفضائحها المتعددة . وتختفي خلف العهد الجديد سنوات من التسيب والانحطاط، والتعيينات على اساس قبلي بعيداعن القدرات والمهنية، فهل ستكون مشرحة الرئيس جاهزة لبتر العضو الفاسد وتشريح الجسم بما يضمن له العودة الى الحياة؟ . ام ان الآمال شيء والواقع شيء آخر يطول فيه الحديث عن ندوة الديبلوماسية الصحراوية التي قد تتحول الى “صام اعلى عام وافطر اعلى اجرادة”. او رغم انعقاد الندوة فدار لقمان على حالها...
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة