اعربت الاوساط المغربية عن انزعاجها من «غزو» للاعلام المصري بدأته جبهة البوليساريو، وربطته بتحول في الموقف الرسمي المصري من النزاع الصحراوي وزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للجزائر نهاية الشهر الماضي.
وتمثل الهجوم الاعلامي لجبهة البوليساريو بسلسلة حوارات وتحقيقات اجراها عدد من الصحف المصرية خلال الايام الماضية تميزت بالتعاطف مع اطروحة الجبهة الداعية لانفصال الصحراء الغربية عن المغرب واقامة دولة مستقلة عليها.
وخصصت مجلة «روز اليوسف» المصرية المعروفة عدة صفحات لنزاع الصحراء، حيث حاورت زعيم جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز، كما خصصت جريدة «المصري اليوم» في عددها ليوم الاحد الماضي عدة صفحات لهذا الملف.
وقالت مواقع الكترونية مغربية ان انفتاح الصحف المصرية على جبهة البوليساريو جاء بعد زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح
السيسي للجزائر من خلال حوارات وتغطيات لم تكن عادية بقدر ما كانت تصب في خانة «رد الصاع صاعين».
موضحة ان الاعلام المصري الخاضع للدولة يريد ان يرد على دعم حزب العدالة والتنمية، الحزب الرئيسي بالحكومة وذي المرجعية الاسلامية، لحكم الرئيس المصري محمد مرسي.
ويقول موقع الف بوست ان اهتمام الإعلام المصري بالملف الصحراوي جاء في إطار انفتاح عدد من الحقوقيين والصحافيين العرب على هذا النزاع في أعقاب الربيع العربي.
واوضح ان قضية الصحراء سجلت في أعقاب الربيع العربي حضورا في كل من تونس ثم اليمن حيث جرى تأسيس جمعيات مساندة لجبهة البوليساريو ثم الأردن وأخيرا مصر على المستوى الإعلامي.
ووصفت صحيفة «المصري اليوم» محمد عبد العزيز الامين العام لجبهة البوليساريو في تقديم للحوار الذي اجرته معه في مخيمات تندوف بالجزائر، بـ»أقدم الرؤساء الأفارقة»، مشيرة الى تموقعه في منتصف الصف الأول من الصورة التذكارية للقمة الافريقية المنعقدة في غينيا الاستوائية قبل أسبوعين، «بينما كان الرئيس السيسي في جانب الصورة»، إضافة إلى اعتراف الاتحاد الافريقي منذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي بالجمهورية الصحراوية التي اعلنتها من جانب واحد جبهة البوليساريو.
واعرب عبد العزيز عن تفاؤله بالتغيرات التي حدثت أخيرا في مصر، وقال «أتمنى بعثا جديدا للدور المصري وأن يساهم في استعادة الصحراويين لحقوقهم».
وشدد زعيم جبهة البوليساريو على دور علاقته بمصر، التي لا تعترف بدولة البوليساريو في الصحراء، مطالبا بسفارة في القاهرة و»نريد علاقة طيبة مع الجيش المصري» بعد ان اغلق المغرب «أبواب مصر أمامنا»، مشيرا الى أنه «متفائل خيرا بالسيسي» وأنه «مستمر في الطرق على الأبواب العربية..»، على أن المشترك بينه وبين قيادات مصر هو «مقاومة الاستعمار» وان «على الجميع في القاهرة تذكر دورهم في تصفية الاستعمار في العالم، خاصة في إفريقيا ونحن حاليا نقاوم الاستعمار».
ويضم متحف الجبهة في تندوف صورة قديمة تجمع محمد عبد العزيز مع الفريق سعد الدين الشاذلي، أبرز القادة العسكريين في تاريخ مصر، وقال عبد العزيز أن الشاذلي زار الجبهة في تندوف في الفترة ما بين 1978 و1983، وأن الشاذلي «بدا متأثرا للغاية من موقف المغرب»، فيما أورد عبد العزيز أن الفريق المصريّ، نصحه باستخدام أسلحة الدفاع الجوي «وقد نفذنا نصيحته بالفعل».
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة